تأسيسا على قواعد صلبة من إرث حضاري وإنساني وفكري، أصبحت خلوة الخمسين بصمة إماراتية ينظر إليها القريب والبعيد بانبهار، ينتظر الجميع وكلهم ثقة بأن تحاكي نتائجها، بل وتتجاوز، في طموحها تطلعات أبناء وبنات الإمارات، والإنسان العربي عموماً، وكذلك البشر في مختلف أنحاء العالم.
كيف لا، والإنجاز العلمي المتميز "مسبار الأمل" لايزال حديث العالم ومحط أنظاره، وكلنا نذكر أن فكرته كانت إحدى مُخرجات هذه الخلوات الوزارية.
هذه هي الإمارات، وطنٌ لا تتوقف فيه المبادرات الخلاقة على مدار العام، ففي كل قطاع وجهة ومؤسسة في الدولة، نرى أسلوباً متفرداً لإدارة عجلة التميز في العمل اليومي، وتبقى المبادرات التي تحتضنها الخلوة ذات أبعاد استراتيجية ومستدامة إذ أنها تخاطب المستقبل وتبني على الأركان والصروح الشامخة لدولة الاتحاد.
خلوة الخمسين ليست نوعاً من الترف الفكري أو العصف الذهني الذي ينتهي بانتهاء بعض الأنشطة، إنما هي فِكرٌ خارج الصندوق لا يتوقف عند سنة أو اثنتين، بل يمتد للخمسين عاماً المقبلة، وما بعدها .
هذه الخلوة تتيح الفرصة لخلق الأفكار الجريئة والطموحة، وتوفر تربةً خصبة لنموّها لترسم بذلك ملامح العالم بعد نصف قرن، ومعه بالطبع دولة الإمارات.
عند طرح فكرة مسبار الأمل، كان البعض يشكك في إمكانية تنفيذها، ربما لأنها كانت تتخطى طموحاتهم، لكن دولةً مثل الإمارات بقيادتها الرشيدة وضعت لنفسها شعاراً تتناقله الأجيال "لا شيء مستحيل".
إن التفرد في نتائج خلوة الخمسين ليس فقط بسبب ما تولده من أفكار ومبادرات خلاقة، بل أيضا لأن بعض هذه الأفكار والمبادرات يشارك في طرحها المجتمع، ولم لا والإنسان هو المخاطب والمستهدف، وسعادته ورفاهه هي في نهاية المطاف غاية كل هذه الأفكار.
هذا الانفتاح والمشاركة الفعالة من الجميع في طرح أفكارٍ تأخذها خطط الحكومة في الاعتبار، يعطي الخلوة أبعاداً متفردة لم تصل إليها الكثير من الدول المتقدمة، فالكل مساهم ومشارك في تقديم أفكار تخدم بناء مستقبل الوطن، لتغدو الإمارات حاضنة للإبداع والتميز والطموح، لنمضي جميعاً في تحقيق طموح "زايد الخير" بأن تكون الإمارات نموذجاً حضارياً، ومنارةً يشع نورها أملاً إلى العالم بأسره.