لو فكر كل أب أو أم في أن يمنع نفسه من ذكر الجانب السلبي من أداء ابنه وهو يؤدي واجبه الدراسي عندما ينتقده لاستطاع بذلك أن يساعده علي التقدم في دراسته.
كيف؟ لندع ليلي تتحدث عن تجربتها مع ابنتها مني لعلها تفيد الآباء في تطبيق هذه الطريقة الإيجابية في الانتقاد.
قالت ليلي تستعرض ما فعلت: تعودت أن اركز في انتقادي لمواضيع ابنتي الانشائية علي خطها الاعوج الرديء ولا أنتبه إلي جمال افكارها لذلك كنت اطلب منها إعادة كتابه مواضيعها مرة اخري وسط غضبها وامتعاضها لكنني الآن لاحظت كم كنت مخطئة في تصرفي معها فقد ازدادت احباطاً مع مرور الوقت وفقدت ثقتها في مقدرتها علي كتابة موضوع انشائي نظيف.
وفي يوم فوجئت بها تصرخ في وجهي وهي تبكي : كم أكره درس التعبير أنا لا استطيع أن اكتب أي موضوع بطريقة صحيحة انت لم ترضي علي أي عمل قمت به حتي الآن .
وتتابع ليلي استعراض تجربتها : تألمت لابنتي لم اقصد إيذاء مشاعرها راجعت طريقة انتقادي واكتشفت أني أهتم كثيراً بخطها وأهمل ملاحظة افكارها التي اكتشفت عندما قرأتها بتمعن مدي جمالها قلت لنفسي : لماذا لا امدح مضمون موضوعها الانشائي واترك مهمة الاهتمام بخطها لمدرسة الفصل لأنه من اختصاصها وليس اختصاصي وتكمل ليلي تجربتها الناجحة:
جاءت ابنتي كعادتها بموضوع الانشاء لكي اقرأه قبل أن تضعه في شنطتها .
تغاضيت عن اعوجاج خطها وذكرت لها اعجابي بأفكارها واندهشت عندما اخبرتني عندما عادت من المدرسة أن معلمة اللغة العربية قد اختارت موضوعها ضمن الخمس المواضيع الفائزة التي تمت قراءتها في الفصل وبعد عدة أسابيع كتبت ابنتي موضوعاً انشائياً آخر وسألتني إذا كنت ارغب في قراءته أجبتها متعمدة لكي لا آري خطها : الأفضل أن تقرئيه لي.
وقرأت ابنتي موضوعها واستمعت اليها باهتمام وقد اعجبتني افكارها فقلت لها يبدو أنك قد بذلت مجهوداً كبيراً في كتابة هذا الموضوع لابد أنك راضية عن نفسك أجابتني فرحة : نعم هل ستحتفظين به يا أمي ؟.
أجبتها فوراً : مؤكد.
وكانت هذه هي ابنتي التي لم تكن راغبة في كتابة أي موضوع منذ عدة أسابيع لقد تصرفت ليلي بمهارة مع ابنتها عندما لم تنتقد خطها لأن مسألة تحسين خط ابنتها لا يدخل في نطاق مسئوليتها وانما تقع مسئوليته علي مدرستها وقد دعمت مقدرة ابنتها علي التعبير الانشائي عندما اهتمت بأفكارها ومدحتها كما أن ابنتها مني كانت محظوظة عندما وجدت مدرسة تهتم بمضمون ما تكتبه أكثر من اهتمامها بتصحيح خطها الرديء ويكفي دليلاً علي ذلك أنها اختارت موضوعها ضمن المواضيع الممتازة التي تمت قراءتها علي بقية طلبة الفصل وقد زاد ذلك مني فرحاً وثقة بنفسها لكتابة مواضيع افضل فيما بعد..