آخبار عاجل

كيف نمدح أطفالنا؟.. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (27)

16 - 03 - 2021 2:04 3651

كيف نمدح الطفل عندما يحسن التصرف ؟ هل ينصب مديحنا علي شخصيته ؟ أم علي تصرفه؟ العالم النفساني د. هيم.ج .جينو يؤكد علي أهمية أن نمدح العمل الذي يقوم به الطفل لا شخصيته وجاء بمثال ليثبت لنا من خلالها رأيه قائلاً: في  صباح يوم اتصلت بي إحدى الأمهات قائلة بانفعال واضح: سأخبرك ماذا حدث لي اليوم واحكم عليه بنفسك لأني حائرة لا أعلم كيف أفسر؟ كنا بالأمس في سيارة العائلة في طريقنا إلي نيويورك كنت قد وضعت ابني الكبير وابنتي في المقعد الخلفي ووضعت ابني الصغير بيننا أنا وزوجي في المقعد الامامي كان ابني الكبير هادئاً علي غير عادته وغارقاً في أفكاره فوجدتها فرصة طيبة لكي امدحه لأنه كان يستحق بعض المديح وكنا علي وشك الوصول إلي نيويورك عندما التفت  وقلت له : ما أجملك واطيبك اليوم يا ايفان أنا فخورة بك .
 إلا أني فوجئت به بعد دقيقة واحدة يمسك المنفضة ويسكب علينا كل ما بها من رماد السجائر وبدأنا نسعل من الرماد كنت في تلك اللحظة أتمني لو كاني بإمكاني أن اضربه ضرباً مبرحاً ولعنت الساعة التي مدحته فيها ألا يقال لنا: إن مدح الطفل يطور سلوكه هل أخطات فيما فعلت؟
 وبعد عدة أيام جلس الدكتور جينو  مع ايفان وحاول أن يكتشف سبب تصرفه السيئ مع والدته رغم مديحها له.
 وباح له الطفل بالسبب عندما قال له بأنه كان طوال الطريق إلي نيويورك يفكر كيف يتخلص من أخيه الصغير الذي كان يتنطط كالقرد بين أبيه  وأمه الامر الذي اشعره بالغيرة الشديدة وتمني لو أن السيارة اصطدمت بعامود وانقسمت إلي قسمين عندئذ سيخرج هو واخته ووالده سالمين إلا أخاه الصغير لانه سينشطر إلي نصفين وعند تلك اللحظة مدحته أمه لذلك شعر بذنب شديد لأنه كان يفكر في الاضرار بأخيه واراد أن يري أمه أنه لا يستحق هذا المديح فلم يجد أمامه إلا المنفضة التي رماها في السيارة واثارت غضب أمه.
 ويذكر الدكتور جينو  في كتابة بين الآباء والأبناء بأن اغلب الآباء يعتقدون أن مدح الطفل سينمي ثقته بنفسه وسيجعله أكثر اطمئناناً لكن الواقع يؤكد لناعكس ذلك لأننا عندما نمدح شخصيته في الوقت الذي يكون هو غاضباً وراغباً في تنفيذ بعض الافكار الشريرة أو الهدامة بالنسبة للمحيطين  حوله فإنه سيشعر بالذنب والكراهية لنفسه لأنه سيعتقد  أن والده مخدوع فيه .. عندما يظن أنه ولد طيب ومثالي لذلك نراه يتعمد أن يكون سيء السلوك ليظهر له شخصيته الحقيقة في تلك اللحظة لكن ليس معني ذلك أننا يجب أن لا نمدح الطفل ابداً وانما علينا أن نمدح جهده الذي بذله في انجاز العمل الذي آثار استحسان والديه وما توصل إليه من نتائج ايجابية فمثلاً إذا قام طفل بتنظيف غرفته فإن علي والدته أن تعلق علي ما بذله من جهد للقيام بهذا المهمة وتصف اعجابها بالغرفة بعد أن اصبحت نظيفة والمديح للطفل يجب أن لا يحمل روح المبالغة وانما يجب أن يعكس ما وصل اليها من مديح ولكي نستطيع أن نستخدم هذا الاسلوب التربوي الفعال لتطوير شخصية الطفل سأذكر مثالاً عملياً حتي يمكننا الاستفادة منه كآباء.
محمود طفل في الثامنة من عمره قام بجهد كبير في تنظيف حديقة  البيت جمع أوراق الشجر ورمي القمامة واعاد ترتيب ادوات الحديقة كانت أمه سعيدة بما قام به من جهد فارادت أن تعبر له عن امتنانها لما فعل فقالت له : ما أجمل ما أصبحت عليه الحديقة كانت الاوساخ تملؤها والآن انظر كم هي جميلة ونظيفة .
 رد عليها محمود باعتزاز: لقد قمت بكل شيء وحدي 
 قالت أمه: ولابد أنك قد بذلت جهداً كبيراً اليس كذلك؟
 اجابها بثقة : بالتأكيد لقد اشتغلت بكل ما لدي من جهد 
قالت الأم وهي تتعمد وصف الحديقة: يبدو ذلك فعلاً لقد أصبح منظر الحديقة جميلاً يمتع عين كل من ينظر اليها اشكرك من كل قلبي يابني .
رد عليها ابنها بمرح: أنا مستعد لخدمتك في أي وقت 
 لقد شعر محمود بالسعادة لما بذله من جهد وفخور بما وصل اليه من نتيجة حسنة وكان متلهفاً في تلك الليلة للقاء والده لكي يطلعه علي ما قام به من عمل  في تنظيف الحديقة.
 إذن مدح الجهد الذي يبذله الطفل في اداء عمله هو ما يسعده ويطور سلوكه لامدح شخصيته مثلما نفعل عن طريق تلك الجمل التقليدية التي تعودنا أن نقولها لأبنائنا عندما نمدحهم مثل أنت ولد مدهش أو أنت فعلاً اليد اليمني لأمك عندما تحتاجك أو لاأدري ماذا كنت سأفعل بدونك وغير ذلك من  تلك التعليقات التي تنصب علي شخصيته لا علي ما قام به من جهد للقيام بعمله بالذي اثار استحسان من حوله.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved