امدح سلوك طفلك وعبر عن امتنانك لما ابدأه من حسن التصرف وأنت تنتقده ستجد أنك بهذه الطريقة الإيجابية ستساعده كثيراً علي أن يطور سلوكه لماذا؟ لأنها تساعد الطفل علي أن يزداد ثقة بنفسه ولكن تتضح الصورة أكثر سأستعرض مثالاً عملياً يتناول استخدام هذا الأسلوب المؤثر في تطوير شخصية الأبناء سواء كانوا صغاراً أم كباراً .
كانت ليلي تشتكي دائماً أن ابنتها علياء تستلف منها بعض ملابسها أو بعض مجوهراتها لترتديها في بعض المناسبات لكنها لا تعيدها إليها إلا إذا ذكرتها حاولت ليلي أن تعود ابنتها علي أن تعيد الأشياء التي تستلفها منها أحياناً بالنصيحة وأخري بانتقاد نسيانها لكن محاولاتها كانت بلاجدوي إلا في مرات نادرة كنت الابنة تطبق تعاليمها وأرادت الأم أن تستفيد من هذه المرات لتمدح ابنتها حتي تشعر بثقة في ذاتها فتنمو لديها الرغبة في تطوير سلوكها .
قالت ليلي: أنا سعيدة لأنني لاحظت أنك لم تنسي وأعدت ما أخذته البارحة من اشيائي إلي مكانها أنا ممتنة لك أنك سمعت كلامي ولم تنسي .
وبعد عدة ملاحظات انتقادية بناءة كهذه الملاحظة شعرت ليلي أن سلوك ابنتها قد تطور كثيراً .
علينا إذن أن نلاحظ تصرفات أبنائنا الصحيحة ونمدحها حتي لو كانت مرات قليلة مثلاً إذا كان الطفل متعوداً علي عدم تعليق ملابسه بعد خلعها وقام في إحدي المرات بتعليقها عندئذ علي الأم أن تلاحظ ما فعله وتمدحه كما يجب علي الأم التي يتعارك اطفالها في السيارة أن تلاحظ المرات التي يكونون هادئين خلالها حتي نمدح تصرفهم الطيب بأن تقول لهم مثلاً:
لقد تمتعت فعلاً عندما ذهبت معكم أمس إلي السوق لأنني لاحظت أنكم لم تتشاجروا.
ستلاحظ مثل هذه الأم أن عدد مرات التشاجر في السيارة بين أبنائها ستقل كثيراً بعد هذه الملاحظات لأن الاطفال عادة حريصون علي إرضاء آبائهم خصوصاً عندما يبدون لهم ملاحظات تسعدهم ومدحهم لسلوكهم الحسن سيرضيهم وسيدعم لديهم الرغبة في إرضائهم .
وهذا مثال آخر يؤكد لنا أهمية هذا الأسلوب الإيجابي في الانتقاد كان يضايق لطيفة أن ابنتها البالغة من العمر اربع سنوات تأبي أن تخرج إلا معها أو مع والدها وعندما كانت تنتقد سلوكها هذا بأن تقول لها أنها تتصرف كالأطفال أو أنها سخيفة كانت هذه الابنة تلتصق بأمها أكثر من ذي قبل لكن عندما قبلت هدي يوماً أن تذهب مع عمها استغلت الأم هذه الفرصة ومدحت ابنتها قائلة
أسعدني أنك قبلك الذهاب مع عمك أمس ما فعلته يدل علي أنك كبرت أكيد كنت أيضا سعيدة بما فعلت .
هزت هدي رأسها موافقة ثم قالت: وعمي كان سعيدا ايضاً
وانتقل إلي مثال يحدث للأمهات كثيراً لنري كيف نستخدم هذه الطريقة في انتقاد أطفالنا لنشجعهم علي تطوير سلوكهم .
كانت الأم قد قالت لابنها عادل البالغ من العمر ١١ سنة بأن عليه العودة من لعب كرة القدم في الثامنة مساء وعندما التزم عادل بوعده وجاء في الوقت المحدد
قالت له: لقد لاحظت كم أنت دقيق في مواعيدك أنا ممتنة لك عندما تأتي إلي البيت في الوقت الذي اطلب منك المجي ء فيه.
وبالطبع ساعد تعليق الأم علي أن يطور عادل سلوكه أكثر مما لو لم تعلق ابداً علي حسن تصرفه.
كثيراً ما يعتقد الآباء أن ما يفعله .ابناؤهم من تصرفات حسنة امراً طبيعياً من المفروض أن يقوموا به واعتقادهم هذا خاطيء لأن الاطفال بحاجة إلي أن نذكر أمامهم امتناناً نحوهم عندما يحسنون التصرف لا أن ننتقدهم فقط عندما يسيئون التصرف لأننا عندما نفعل ذلك إنما نولد في نفوسهم مشاعر الإحباط فتقل لديهم الرغبة في تطوير سلوكهم .