كانت الموانئ والمرافئ قديمًا، مهمة جدًا عندما كان الإبحار يتم لنقل البضائع والركاب من بلد إلى بلد ومن قارة إلى قارة، ويضرب المثل بتلك الموانئ التي توفر الخدمات بكل جدارة واقتدار. واشتهرت البحرين على مدى تاريخها القديم والحديث والمعاصر بموانئها المتميزة، ولذلك سميت بـ«ميناء العالم» منذ الزمن القديم حيث حضارة دلمون وارتباطها بحضارة وادي الرافدين والسند، وتواصلها مع الحضارة الفرعونية في مصر القديمة، وتواصلت إلى حضارة تايلوس وما بعدها حتى الحضارة الإسلامية العظيمة.
مملكة البحرين طورت موانئها البحرية والجوية على مدى التاريخ الحديث والمعاصر وأصبح جل اهتمام الحكومة بتطوير ميناء سلمان، إلى تطوير وتحديث وإنشاء ميناء خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، فأصبح لدينا ولله الحمد موانئ نفتخر ونعتز بها لأنها تلبي الحاجة الدولية للموانئ المتطورة؛
ولقد شهد مطار البحرين الدولي تطورات مستمرة، حتى بات يستقبل العديد من الطائرات للركاب والشحن الجوي، ويستقبل الطائرات المتطورة ومنها طائرة الكونكورد والتي كانت لها رحلة تاريخية إلى مطارنا الدولي، واليوم نشهد هذا التطور غير المسبوق في مطار البحرين الدولي بالمحرق، إذ حرصت مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير المغفور له بإذن الله تعالى خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه على تطوير مطار البحرين الدولي، حتى تم الافتتاح للتوسعة الجديدة خلال هذا العام 2021م، وأشرف على عملية التطوير والمتابعة المهندس كمال أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات.
مطار البحرين الدولي بعد التوسعة واستحداث أرقى التقنيات وتطوير المرافق بذوق رفيع بات يعد مفخرة يحق لنا نحن أبناء مملكة البحرين أن نفخر بما تحقق وبتنا لا نقل عن المطارات المتطورة في العالم خدمات وتسهيلات ينشدها كل من يتعامل مع المطارات فيلقي كل التسهيل، خصوصًا أولئك الذين يقضون وقتًا طويلاً.
لقد حرصت الدولة على أن يكون المطار في حلته الجديدة يباهي أرقى مطارات العالم مع الحرص على تميز البحرين تاريخًا وحضارة وثقافة مع الأخذ بأسباب التطور والتوسع مستقبلاً.
صحيح أن الظروف الحالية بسبب جائحة كوورنا، قد ألقت بظلالها على مطارات العالم بدون استثناء، إلا أن إصرار الدولة على المضي قدمًا في التطوير والافتتاح واستقبال الطائرات والمسافرين مع الأخذ بالاحترازات الواجبة ومراعاة قوانين وأنظمة منظمة الصحة العالمية والاهتداء بتوجيهات فريق البحرين الوطني الطبي قد جعلت من مطار البحرين الدولي مقصدًا للمسافرين والعابرين.
ستظل مملكة البحرين رائدة في الخدمات والتسهيلات الجوية والبحرية والبرية بتعاونها مع أشقائها وأصدقائها لما يخدم الإنسانية والاقتصاد الوطني والعالمي، ويسهم في التنقل بكل يسر وسهولة وأمان.
لقد أصبح السفر عبر المطارات يتطلب التماشي مع أحدث التقنيات والتسهيلات وبات مطار البحرين الدولي في حلته الجديدة ملبيًا لكل هذه الحاجات من وسائل تواصل إلى قاعات للضيافة وسوق حرة متطورة ومفتوحة، وحرص على إبراز آثار وحضارة مملكة البحرين بوجود متحف في صالة المغادرين إلى الاستعانة بعازفين على الآلات الموسيقية، مما يضفي طابعًا حضاريًا وثقافيًا وفنيًا، مع الحرص أيضًا على رفع الأذان لكل صلاة ووجود مصلى للمسافرين بالإضافة إلى فندق للعابرين والذين تضطر ظروف سفرهم للبقاء لمدة أطول.
إن مطار البحرين الدولي سيظل بحاجة دائمًا إلى التوسع نظرًا لاستقطاب مملكة البحرين للفعاليات المحلية والإقليمية والدولية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي، والبحرين جديرة بذلك وقيادتها وحكومتها وشعبها مدركون لدورهم الإنساني في المحيط العالمي.