آخبار عاجل

عندما يخطئ الكبار .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (32)

01 - 04 - 2021 2:57 3755

 اختار الخبير التربوي ثلاث أمهات من المشاركات في دورة تدريبية لممارسة فن الأبوة ليجري عليهن تجربة يؤكد لهن من خلالها أن الكبار والصغار يشتركون في حاجتهم للفهم والمشاركة بدل الانتقاد والنصح عندما يخطئون التصرف حتي يستفيدوا من تجاربهم في تطوير شخصياتهم .
 قال لهن : سأطلق علي احداكن اسم حنان والثانية اسم سعاد والثالثة اسم ليلي وسأسألكن عدة أسئلة أريد اجاباتكن عليها .
 ثم بدأ بهذا السؤال: لو حدث أن قامت كل واحدة منكن ذات صباح بأعداد طعام الإفطار لزوجها وفجأة رن جرس التليفون وبكي طفلها واحترقت قطعة الخبز التي كانت تعدها له وعلق الزوج قائلاً: متي ستتعلمين كيف تشوين الخبز من غير أن تحرقيه.
 ماذا سيكون رد فعلكن؟
 اجابت حنان: سأري الخبز فوراً في وجهه.
 قالت سعاد: سأقول له انهض واشو خبزك بنفسك
اجابت ليلي: سيجرح تعليقه مشاعري وسأشعر أني علي وشك البكاء
سأل الخيير : وماذا سيكون شعوركن نحو أزواجكن ؟
 اجابت الأمهات الثلاث معاً: الغضب الكراهية والاحساس بالظلم
 هنا سألهن الخبير : هل سيكون من السهل عليكن إعداد خبز أخر له؟
ردت جميع الأمهات معاً: لا بالطبع لا
 عاد الخبير يسأل: وإذا خرج ازواجكن إلي العمل هل سيكون من السهل عليكن ترتيب البيت وشراء احتياجات البيت اليومية بنفس منشرحة؟
ردت حنان: لا سأكون متضايقة طوال النهار
 اجابت سعاد: بالطبع لا لن اشتري شيئاً للبيت في ذلك اليوم
 وقالت ليلي: سأكون متضايقة جداً وأنا أقوم بواجباتي
 عاد الخبير يسأل: لنفترض أن الخبز قد احترق  لكن الزوج قال : يبدو أن صباحك متعب التليفون يرن والطفل يبكي والآن يحترق الخبز
ماذا سيكون رد فعلكن لمثل ذلك التعليق؟
 اجابت حنان: لن اصدق أن الذي يتحدث هو زوجي
 ردت سعاد: سأشعر بالسعادة والرضا
 وقالت ليلي: سأشعر بالسعادة وسأفكر في احتضانه
هنا سأل الخبير :لماذا ؟ الطفل لازال يبكي والتليفون يرن والخبز قد احترق .
 اجابت الأمهات معاً: لن نهتم بذلك
قال الخبير: ما هو الامر المختلف هذه المرة
اجابت حنان : سأشعر بالامتنان لزوجي لأنه لم ينتقدني وانما فهم مشاعري ووقف معي لا ضدي ووافقت بقية الأمهات علي هذا القول .
 عاد الخبير يقول: وإذا خرج الزوج هل سيكون من السهل عليكن القيام باعباء البيت؟
 اجابت سعاد عن بقية الأمهات: سنقوم بعملنا ونحن راضيات وسعيدات .
 عاد الخبير يقول : دعوني الآن اتحدث عن النوع الثالث من الازواج هذا الذي سينظر إلي زوجته بعد أن حرقت الخبز وسيقول لها: دعيني اريك كيف تقومين بشوي الخبز
هنا صرخت الأمهات معاً : لا هذا الزوج أسوأ من النوع الاول لأنه سيجعلنا نشعر وكأننا حمقاوات .
 عندئذ قال الخبير : دعونا إذن نطبق ما حدث لكن علي طريقة معاملتكن لابنائكن .
 قالت حنان: الآن عرفت هدفك من هذا الحوار أنا دائماً انتقد طفلي دون أن أشعر قائلة : لقد كبرت وأصبحت في سن تؤهلك أن تعرف أنا ما فعلته خطأ لقد ادركت الآن لماذا كان يغضب من كلامي .
 وعلقت سعاد قائلة: وأنا ايضا اقول لابني دائماً دعني أريك ياعزيز كيف تفعل هذا وذاك وكان يغضب كثيراً عندما اقول ذلك
قالت ليلي: وأنا انتقد ابنتي دائماً حتي أصبح أمراً طبيعياً بالنسبة لي وكنت اكرر نفس الكلام الذي كانت أمي تقوله ضدي عندما كنت طفلة وكنت أكرها عندما تقول لي ذلك .
علق الخبير : والآن أنت تقولين نفس الكلمات لابنتك
أجابت ليلي: هذا بالضبط ما أفعله واكره نفسي عندما كنت أقول لها ذلك
هنا سأل الخبير: وهل تتطلعين الآن إلي طريقة افضل للتعامل مع ابنتك؟
ردت ليلي فوراً: بالطبع أتمني أن أتعلم طرقاً جديدة أفضل
قال الخبير :دعونا إذن ندرك ماذا يمكننا أن نتعلم من قصة الخبز  المحروق ما الذي ساعد علي تغيير مشاعركن من النفور إلي الحب والرضا نحو ازواجكن؟
 قالت حنان : اعتقد أن السبب هو عدم انتقاد زوجي لي وفهمه لمشاعري.
وأكملت سعاد : دون أن يومك
وتابعت ليلي: ودون أن يعلمك كيف تتطورين
 هنا قال الخبير بعد أن وصل إلي هدفه : هل ادركتم الآن أن ما نريده من أزواجنا هو نفس ما يريده اطفالنا منا الفهم والمشاركة لكي ندرك اخطاءنا فنتعلم منها لنتطور إلي الافضل.
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved