آخبار عاجل

أهمية وضع الحدود للأبناء .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (34)

08 - 04 - 2021 5:48 4446


يحتاج الأبناء من آبائهم أن يضعوا لهم الحدود المطلوب منهم عدم تجاوزها في سلوكهم اليومي أي بمعني آخر أن يجعل هؤلاء الآباء إرادة أطفالهم خاضعة لإرادتهم لا ضعفا وذلا وانما انسجاماً وتألفاً حتي يسود الاحترام والحب والسلام علاقة هؤلاء الاباء بأبنائهم .
تري ماذا يحدث عندما لا نفعل ذلك ؟ الجواب يكمن في رسالة هذه الأم التي ارسلتها أي خبير تربوي بعد أن اكتسح ابنها ارادة والديه وأصبح كالمارد الصغير لا احد قادر علي ايقافه وتطويع ارادته وهو يثير الفوضي والازعاج في حياة اسرته تقول الأم في رسالتها: كنت ولا ازال أتمني قبل أن شيء آخر في الحياة أن يكون لي أسرة سعيدة لكنني حرمت من هذه النعمة بسبب ابني الصغير فأنا لدي ثلاثة ابناء ابن في العاشرة من عمره وابنة لاتزيد عن خمس سنوات وهذا الابن البالغ من العمر ثلاث سنوات المشاجرات بينهم لا تنقطع  بسبب ابني الاصغر وزوجي لا يكف عن الصراخ عليه لما يسببه من مشاكل في البيت حتي أنا لا استطيع الصبر علي سوء سلوكه فأثور عليه واحيانا ً اجلس فوقه لكي امنعه من ضرب اخته مدرستة دائمة الشكوي منه  لأنه يتسبب في الكثير من المشاكل في باص المدرسة كما أنه بالاضافة إلي ذلك يستخدم فيه شيئاً فهو قد تعود أن يكسر النوافذ منذ أن كان طفلاً حتي أنه كسر زجاج نافذة النوم لكي يدخل البيت لأن الباب كان مقفلاً وهو يصر ايضا علي الكتابة بخط سيء ويكره اداء واجباته رغم ذكائه الشديد كما أنه مندفع ومزاجي الطبع ومع أنه قوي الجسم طويل القامة إلا أنه نادراً ما يقوم بأي عمل ايجابي كسول ولا يمل من مشاهدة التليفزيون كما أننا متضايقون من الطعام غير الصحي الذي يصر علي أكله وتشجعه عليه والدتي التي تقيم بجوارنا والتي تعودت أن تدلله حتي افسدته أعلم أن ثوراتنا الدائمة اليومية عليه تسيء اليه كثيراً إلا أننا بدأنا نشعر باليأس من اصلاح سلوكه خصوصا أنه أصبح أكبر سنا وأكثر ضخامة لكنه لم يعقل بعد لقد وصل الامر بوالده إلي حد أنه أصبح يرفض أنه يأخذه إلي أي مكان لأنه يخجل من تصرفاته كما أنه أخذ يهدده في المدة الاخيرة بأنه سوف يضعه في ملجأ للاطفال اللقطاء إلا أنني ارفض هذا الاسلوب في معاملة ابني لأنه بحاجة إلي أني يتعلم كيف يتصرف  مع الاخرين لا أن نشعره  بأنه أصبح منبوذاً من الجميع
طلب الخبير التربوي مقابلة الأم وعندما جاءت  عقد معها جلسة طويلة حاول من خلالها أن يوضع لها خطأين اساسيين ارتكباه هي وزوجها في تربية ابنهما .
كان أول خطأ ارتكبه هذان الوالدان انهما لم يخطوا الخطوة الأولي لتشكيل ارادة ابنهما بأن يخضعاه لحدود يلتزم بها وهو يتعامل مع المجتمع المحيط به رغم أنه كان يتوسل اليهما بتصرفاته السيئة التي يتمادي في ممارستها لكي يتقدما ويساعداه علي وضع هذه الارادة في صورتها الصحيحة إن ما يخيف نفسية الطفل هو احساسه أنه سيد نفسه وهو في سن العاشرة غير قادر علي أن يحصل علي شخص بالغ قوي يستحق اعجابه واحترامه .
كما أن من الواضح أن هذا الطفل كان وهو يسيء معاملة اخوته ومعلمية ووالديه يبحث عن ذلك الشخص القوي الذي سيوقفه عند حده وكأنه يصرخ بسوء سلوكه قائلاً: ألا تلاحظون أني أفعل كل شيء بطريقة خاطئة ألا يوجد بينكم شخص يحبني إلي درجة تدفعه إلي الاهتمام بي ألا يوجد بينكم أحد يساعدني  أنني اكرهكم لأنكم تهملوني وأكره كل العالم حولي .
 أما الأم فإنها بدلاً من أن تقف بصورة حازمة في مواجهة تصرفات طفلها السيئة اصابها التوتر والاحباط وعالجت الموقف بصورة سلبية مثل صراخها علي ابنها وجلوسها عليه لكي تمنع اساءته لاخوته كما أنها تصفع بالاندفاع والمزاجية وأن جدته افسدته بتدليلها وأنهما يسيئان إليه بثورتهما الدائمة عليه.
 إذن كانت ادارة هذه الأم لتسيطر علي تصرفات ولدها السلبية هي الشكوي والصراخ عليه لم تستخدم طريقة واحد ة مؤثرة بدل هذه العواطف الهائجة وتكرار كلماتها البائسة حول عدم قدرتها هي وزوجها علي وضع حد لتصرفات ابنهما السيئة مما يجعلنا ندرك عدم وجود شخص قوي يقود سفينة الاسرة التي تسير علي غير هدي في غياب هذا القائد الذي يملك السلطة ويقرر القرارات ويسير بسفينة أسرته إلي المياه الآمنة .
 أما الخطأ الثاني  الذي اوضحه الخبير التربوي للأم فإنه يتلخص في مهاجمتها شخصية ابنهما وتحقيرها وهما يواجهان تصرفاته السلبية فهو هو ذا الأب يقول لطفله إنه لن يأخذه معه إلي أي مكن إلا إذا تصرف بصورة عاقلة لا كالحيوان الهائج لأنه يخجل منه ولا يريد أن يعلم أحد أنه ابنه وأنه سيتخلص منه بالقائه في بيت للقطاء إذا تمادي في سوء سلوكه ومع كل هجوم من الابوين علي شخصية ابنهما كانت ثقة الأبن في نفسه تهبط درجة فهل أتي ذلك التحقير لشخصه بنتيجة ايجابية واحدة؟ هل أصبح ابنهما اكثر تعاوناً ولطفاً؟ كلا بل العكس فقد تحطمت روح هذا الطفل المعنوية وازدادت ثورته لكي تتحول إلي عواصف بركانية يعبر بها عن غضبه ومع الاسف سوف يوجه هذا الطفل كره لشخصه في المستقبل إلا الانتقام من اشخاص اخرين ابرياء من خارج نطاق عائلته .
 أن الاولي بهذين الوالدين تطويع ارادة طفلهما بأن يضعا الحدود التي يفرضان علي ابنهما الالتزام بها وعدم تجاوزها والابتعاد عن تحقير شخصيته وهم ينتقدان سلوكه السلبي واظهار مشاعر الحب له والقبول ب كما هو لكي يساعداه علي التخلص من تصرفاته السيئة وسيصبح بذلك طفلاً هادئاً سعيداً راغباً في تطوير سلوكه وهو الهدف الذي يسعي إليه الآباء في تربية ابنائهم .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved