يحاول أطفالنا أحيانا أن يضغطوا علي مشاعرنا لكي نشعر بالضيق ونلبي مطالبهم ونقع بذلك في مصيدة اسعاد الطفل من خلال مواقف مختلفة لذلك سأحاول استعراض العديد منها والطرق التي يستخدمها الآباء ليتفادوا الوقوع في هذه المصيدة
والدة علي استطاعت أن تجتاز هذا الموقف بنجاح فماذا فعلت؟
قال لها ألا يوجد شيء لذيذ في هذه الثلاجة ؟
ردت عليه والدته : ابحث في الداخل لابد أن تجد شيئاً تأكله .
أجابها علي : كل شيء امامي يحتاج إلي تسخين وكأنه لا يوجد لدينا فرن لنطبخ به اكلنا اشعر وكأننا فقراء
شعرت الأم بالغضب يتسلل إلي اعماقها وابنها يتحدث وكأنه طفل افريقي جائع إلا أنها تماسكت وردت عليه بهدوء قائلة: ما رأيك في تناول تفاحة أو هل تريد أن تشرب برتقالا؟
رد عليها علي : لا لا أريد
أجابت الأم بمرح: حسنا يبدو عليك أنك واسع الحيلة اعتقد أنك لو التفت حولك في المطبخ فإنك ستجد شيئاً تأكله.
أجابها علي : أنت أمي هذه مهمتك لتري ما إذا كان هناك شيء استطيع أن آكله في البيت.
وبقوة كبح هائلة سيطرت الأم علي غضبها وتجاهلته وخرجت من المطبخ.
لم يجد علي مفراً من الاستسلام بحث عن بعض القطع من البسكويت ووضع عليها زبدة ممزوجة بالحمص وأكلها
إذن نجحت هذه الأم في أن لا تجعل ابنها يشعرها بأنها أم مهملة أو أنها مقصرة مع أبنائها لم تدافع عن نفسها قائلة: كنت مشغولة جداً اليوم ولم استطع الذهاب إلي السوق
أو تلقي عليه محاضرة قائلة: أنت لا تريد أن تأكل طعاماً صحياً كل ما تريده طعاماً غير صحي لتملأ به معدتك كما أنها لم تذهب إلي محفظتها لتعطيه نقوداً ليشتري بها شيئاً من الدكان القريب من البيت وانما تجاهلته وخرجت من المطبخ وهكذا فشل ابنها في أن يضغط علي مشاعرها لكي تقع في مصيدة اسعاد الطفل .
سعاد طفلة في سن الثالثة حاولت أيضا أن تضغط علي مشاعر والدها بطريقة اخري لكي يقرأ لها أكثر من قصة لكنه نجح في معالجة الموقف مع ابنته واستطاع أن يلزمها بالحدود التي وضعها لها.
قالت له : أبي أريد اليوم أن تقرأ لي ثلاث قصص قبل أن أنام
رد عليها والدها: وأنا أسف لا استطيع اليوم أن اقرا لك أكثر من قصة واحدة
عادت سعادة إلي إلحاح وهي تحاول أن تضغط علي مشاعر والدها لكي يحقق لها ما تريد:
أنا لا أحبك أريد ثلاث قصص ارجوك يا أبي أمي تقرأ لي دائماً ثلاث قصص إلا أن والدها أجابها بنبرة حازمة وثابتة قائلاً: أنا أعلم أنك راغبة في أن اقرا لك اكثر من ثلاث قصص لكنني الليلة سأقرأ لك قصة واحدة فقط وعليك أن تختاري القصتين سندريلا أو الدببة الثلاثة واستسلمت سعادة لرغبة ابيها عندما لاحظت إصراره علي رأيه واختارت قصة الدببة الثلاثة
لقد تمسك والد سعاد برأيه وحدوده فاضطرت ابنته إلي القبول والاختيار بين القصتين لأنها لن تحصل علي شيء إذا واصلت في إلحاحها وهكذا ستتعلم بهذا الأسلوب أن تقف في طلباتها عند الحدود التي وضعها لها والداها .