قد نجد صعوبة في تطبيق الحدود التي نضعها لاطفالنا عندما لا يكون لنا رأي واضح حول كيفية مواجهة الموقف التربوي الذي نعالجة .
أم محمد مرت بهذه التجربة لذلك سنستعرض الموقف الذي واجهته مع طفلها والاسلوب الصحيح في معالجته .
أخذت هذه الأم ابنها إلي درس البيانو مساء وفي الطريق قال لها أمي اريد شراء سندويتش همبورجر هل يمكنك أن تمري علي الديري كوين
ردت أمه : لا لا اعتقد ذلك
وتسأءل محمد ولماذا لا؟ من فضل يا أمي
أجابت الأم مبررة عدم وقوفها اشعر أني تعبه والجو ممطر وبارد
عاد محمد إلي إلحاحه: لكني اريد أن أكل همبورجر اليوم
وعادت الأم تشرح لابنها سبب عدم وقوفها: أعلم أنك تريد لكني ارجوك أن تفكر بما أشعر به
اجاب الابن مستسلماً: طيب هل تشترين لي هدية في المقابل؟
أجابت الأم: حسناً سأشتري لك ماتريد غداً
وفي اليوم التالي اشترت له أمه ما أراد كتعويض له عن رفضها تلبية طلبه في اليوم السابق
سنلاحظ عندم نستعرض هذا الموقف أن الأم لم تكن ناجحة في معالجة هذه الموقف إذ أن جوابها غير الحاسم شجع ابنها علي أن يتوسل اليها أذ كانت أمه مترددة في حسم الامر حول ما إذا كان عليها أن تشتري لابنها السندويتش الذي يريده أم لا كما أنها كانت غير راغبة في أن تكون حازمة معه بالرفض القاطع لأنها لم تكن تريد أن تري ابنها متضايقاً لذلك جاءت اجابتها ضعيفة بقولها : أشعر أني تعبه والجو بارد وممطر
وعندما شاركت الأم ابنها شعوره بقولها: أعلم أنك تريد
فقد كانت تسير علي الطريق الصحيح لكنها مع الاسف انحرفت في بقية جملتها عندما تحدثت عن شعورها قائلة: ارجوك أن تفكر بما اشعر به والواقع أنها لو استبدلتها بهذه الجملة : لا ليس الآن فإن جملتها سيكون لها تأثير افضل وأكثر حسما إلا أنها ارادت أن تكسب شفقة ابنها بجملتها تلك فهي لا تريد أن تحقق له طلبه لكنها في نفس الوقت لاتريد أن تحرم نفسها من رضائه عليها إلا أن اجابتها اشعرته أنها ملزمة له بالاعتذار لانها لم تشتر له مايريد فاعطته مبرراً قوياً ليطلب مقابلاً لتنازله عن طلبه فكما للطفل الحق في أن يتمني ما يريد فإن من حق الأم أيضا أن ترفض غير أن هديتها لابنها اضعفت موقفها واشعرت الطفل أنه يجب أن يعوض حرمانه من طلبه بهدية من والدته إن نبرة الأم والأب وهو يلفظ كلمة لا يجب أن تكون حاسمة وقوية فالطفل مخلوق ذكي وإذا لاحظ أن نبرة الكلام قد تعني يمكن أن فإنه سيلاحظها فوراً وسيحاول أن يضغط لكي يحصل علي ما يريد وإذا كانت الأم غير متأكدة في لحظتها حول ما تريد أن ترد به فإن من الافضل لها أن تقول لها : دعني أفكر في ذلك وسأخبرك برأيي أو تعد إلي رقم عشرة ثم تجيبه لأن هذا الاسلوب سيجنبها المناقشة الطويلة مع ابنها وسيلتزم بما تريده منه .