آخبار عاجل

حرية الاختيار= القدرة علي اتخاذ القرار.. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (40)

25 - 04 - 2021 3:09 3425

 اتركي لطفلك حرية الاختيار إذ يدعم ذلك ثقته بنفسه ويعوده علي اتخاذ قراراته بمفرده هذا ما ينادي به علماء النفس اليوم كأساس لمعاملة الوالدين للأبناء لندع أطفالنا يختارون الملابس التي يريدون ارتداءها والطعام الذي يرغبون في تناوله اثناء وجباتهم الغذائية وسنجد أننا كآباء نستطيع أن  نتفادى الكثير من المشاجرات اليومية بننا وبينهم والامثلة التي سأذكرها توضح ما ذكرته بصورة عملية.
 ارادت أم أن تطلب من ابنها البالغ من العمر عشر سنوات أن يستحم فلم تأمره قائله:  اذهب إلي الحمام لتستحم
 وإنما وضعت امامه اختيار احد هذين الأمرين بقولها: عليك أن تختار هل تريد أن تستحم قبل العشاء أم بعده؟
 فإذا قال : اريد أن استحم بعد العشاء .عندئذ عليه الالتزام بتنفيذ هذا الوعد فالأم يجب أن تربي في ابنها الإحساس بأهمية الالتزام بوعوده حاضراً ومستقبلاً.
 وعندما تطلب منه تنظيف المكان معها تقول له: هل تريد أن ترتب معي المكان فتضع الأشياء في اماكنها أم تريد أن تمسح الطاولات ؟ أختر انت ماذا تريد؟
 إن منح الطفل حرية اختيار العمل الذي يريد القيام به يجعله راغباً في تطبيق ما أختاره لأنه لا يشعر أنه مرغم علي أدائه من قبل شخص اقوي منه.
 وهذا مثال ثالث يوضح لنا استخدام هذا الأسلوب بصورة افضل علي في الثانية عشرة من عمره تعود أن يشارك والده هواية التجارة  التي يمارسها عادة في منجرته التي أقامها في جانب من الحديقة .
قال الأب لابنه بعد أن انتهي من عمل الكرسي: أعد المطرقة والمسامير إلي اماكنها حتي نجدها إذا اردناها مرة اخري .
رد علي بتأفف: ولماذا لا تردها أنت يا أبي ألم تعمل معي؟
 فوجئ الأب بإجابة ابنه الاستفزازية إلا أنه تماسك أعصابه ووضع امام عينيه العمل الأساسي المطلوب وهو تنظيف المكان وإعادة الأدوات إلي مكانها وقرر أن يدع ابنه يختار القيام بأحد هذين العملين فقال: ليس مهما يا بني من يعيد منا الأدوات إلي اماكنها لقد عملنا معاً وعلي كل واحد منا القيام بعمل ما لنكمل عملية تنظيف المكان
سأل الابن: مثل ماذا؟
 أجاب الأب: تستطيع أنت أن تكنس المكان وأعيد أنا الأدوات إلي مكانها أو بالعكس فماذا تختار؟
 أجاب علي : أظن أنني سأختار كنس المكان لأنني اريد أن اتعلم كيفية الكنس بالمكنسة الكهربائية .
من الواضح أن الأب كان مؤثراً بأسلوبه التأديبي الهادئ الذي استخدمه مع ابنه ليشعره بواجبه بدل التهديد والثورة عليه عندما اجابه بطريقته الاستفزازية التي ضايقته.
 إن ترك حرية الاختيار للطفل في تناول نوع الطعام الذي يحبه اثناء وجباته الغذائية والكمية التي يرغب في تناولها حسب احساسه بالجوع سيجعله مقبلاً علي تناول هذه الوجبات ويجنب الوالدين الكثير من المشاجرات بينهم وبين أبنائهم ولا يضر الأم أن تسأل ابنها  إذا كان يريد جبنة أو  بيضا في وجبة العشاء أو يريد البطاطس مشوية أم مطبوخة في الماء أو إذا كان يريد أن يأكل سمكاً أو دجاجاً لأننا عندما نترك الطفل يختار طعامه بطريقة معقولة فإننا نعوده بذلك علي أن يتخذ قراراته بمفرده ويزداد بها ثقة بنفسه كما أن منح الوالدين ابنهما هذه الفرصة معناه وصول هذه الرسالة إلي عقل الطفل نحن نؤمن بقيمة رأيك ونحترم ذوقك واختيارك الفردي .
 لقد اقترحت احدي الأمهات علي ابنها البالغ من العمر تسع سنوات لكي يقوم بعمل قائمة للطعام الذي يرغب في تناوله خلال الاسبوع واندهشت هذه الأم مما فعل ابنها قالت: ذهب ابني إلي غرفته وغاب ساعة ثم عاد ومعه قائمة الطعام الذي يفضله خلال الاسبوع واستفدت منها كثيراً وأنا اعد الطعام الذي يحبه ليقبل علي تناوله.
 إذن ساعدت هذه الأم ابنها علي تنمية القدرة لديه علي حل المشاكل ولو سألنا أطفالنا عن حلول لمشاكل تواجهنا معهم سنصاب بالدهشة لما سيقدمونه من حلول مؤثرة ستقضي علي الكثير من توتر الاعصاب والمشاحنات بيننا وبينهم كما أنه سيرغبون في اتباع ما اقترحوه لأنهم سيشعرون أنهم غير مجبرين علي اتباع حلول لم يضعوها هم إلا أننا علينا أن لا نخلط بين وضع الطفل امام اختيارين كأسلوب للردع إذا لم ينفذ الأول فأنه لن يستطيع القيام بالأمر الثاني أي التهديد مثلاً بحرمانه من مشاهدة التليفزيون إذا لم ينته من أداء واجباته المدرسية وبين الاختيارات التي نضعها امام ليختار ما يريد أن يبداه أولاً فالفرق واضح بين كل من هذين الاسلوبين إذ ينمي الأسلوب الأول قدرة الطفل علي اتخاذ القرار فيقوم بتنفيذه بحماس ورغبة اما الاسلوب الآخر فإنه يستخدم لردع الطفل عندما يهمل واجباته ولا مجال فيه للاختيار.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved