التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال أزمة (كوفيد 19) بمسؤوليتها الإنسانية تجاه دول العالم، وقدمت للعديد من الدول الأكثر تأثراً بتداعيات الوباء الدعم والمساعدات الطبية اللازمة لمواجهة الفيروس، كما أبدت استعدادها لمواصلة مساهماتها السياسية والاقتصادية واللوجستية والإنسانية لمكافحة هذا المرض والتي جسدت حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية. وقد بلغ حجم المساعدات الطبية التي قدمتها الإمارات منذ اندلاع الجائحة وحتى الآن اكثر من 2000 طن من الإمدادات الطبية لأكثر من 139 دولة، استفاد منها مليونا عامل في المجال الطبي.
ومنذ تأسيسها في عام 1971، قدمت دولة الإمارات مساعدات خارجية غير مشروطة على الصعيد العالمي لدعم النمو الاقتصادي في البلدان النامية وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى تحسين، ووصل إجمالي عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة إلى 178 دولة عبر العالم، وبلغت قيمة هذه المساعدات 173 مليار درهم إماراتي حتى عام 2014.
وخلال العام 2019، بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية 29.4 مليار درهم (8 مليارات دولار) بزيادة قدرها 782 مليون درهم 213 مليون دولار مقارنة بالعام 2018.
وتؤمن دولة الإمارات بأهمية استقرار ورخاء الدول النامية، لإحلال السلام والازدهار في المنطقة والعالم، وبما أن دولتنا تعتبر مركزاً مالياً وتجارياً ولوجستياً حيوياً للشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا – فإن اقتصادنا يرتبط باقتصاد هذه الدول، وترى دولة الإمارات فرصاً كبيرة لنمو اقتصادها عندما تصبح هذه المناطق محركاً للنمو العالمي على مدى العقود القليلة المقبلة.
وتقدم دولة الإمارات مساعدات إنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وحماية الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات، وقد ساهمت الدولة في مجموعة واسعة من حالات الطوارئ الإنسانية من خلال العمل متعدد الأطراف، وكذلك من خلال المساعدة المباشرة، حيث قدمت أكثر من 40 جمعية خيرية ومؤسسة حكومية وشركات خاصة مساعدات إنسانية للمحتاجين. كما أنشأت دبي المدينة الإنسانية الدولية في موقع استراتيجي لاستضافة المنظمات الإنسانية والشركات التجارية، ليصبح أكبر مركز للعمل الإنساني في العالم.