آخبار عاجل

طرق إيجابية بديلة للعقاب .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (42)

01 - 05 - 2021 3:41 3240

 أن اسرع وسيلة يمكننا أن ندفع بها الطفل إلي الكذب هي عندما نسأله سؤالاً نعرف اجابته فالطفل مخلوق ذكي يدرك أننا نعد له فخاً ليقع فيه لذلك نراه يندفع فوراً إلي الكذب لكي لا نستطيع ايقاعه في ذلك الفخ.
 كما أن الطفل الذي يعلم أنه سيعاقب إذا قال الحقيقة لن يعترف بها إذ لا يوجد شخص يريد أن يجرم نفسه بنفسه.
مدرسة سناء اتصلت بوالدتها لتعلمها أن ابنتها لم تحل واجباً حسابياً واحداً طوال الاسبوع.
 سألت الأم سناء: كيف حالك مع مادة الحساب هذه الأيام؟
ردت الابنة فوراً: علي ما يرام
 والدة سناء تعلم بإجابة سؤالها لأنها تعلم أن ابنتها مهملة في مادة الحساب وكذلك ابنتها تعلم بإجاب السؤال لذلك كذبت فوراً عندما شعرت أنها ستتورط بالإجابة الصحيحة التي ستجد بعدها لوماً شديداً  من والدتها علي اهمالها لتلك المادة .
أم اخري عالجت هذا الموقف دون أن تسأل ابنتها سؤالاً تعلم اجابته وانما وضعت الحقيقة كاملة امامها لتجد معها حلا لها.
قالت الأم: لقد اتصلت بي مدرستك اليوم وأخبرتني أنك  لاتودين بعض واجبات مادة الحساب نريد أن نناقش هذا الموضوع معا لنجد حلاً لهذه المشكلة .
 وجلست الأم مع ابنتها ليحاولا معالجة الموقف معا حتي تهتم ابنتها بمادة الحساب  .
بعض الآباء يلجئون إلي عقاب أبنائهم بحرمانهم من مصروفهم الأسبوعي  أو من لعبتهم المفضلة لأنهم تصرفوا بطريقة سيئة في المدرسة أو لأنهم لم يؤدوا واجباتهم المدرسية أي لا توجد صلة بين الخطأ الذي ارتكبوه والعقاب الذي يوقع عليهم من قبل آبائهم هذا النوع من العقاب لايصلح سلوك الطفل بنفس الدرجة التي يطورها تحمل الطفل لنتائج سلوكه السلبية أذ يردع هذا الأسلوب الطفل  عن تكرار تصرفاته السلبية لأنه يدرك أنه إذ عاد إلي نفس التصرف سيحصل علي النتيجة السلبية التي تؤلمه ولا يريد تكرارها .
ولنضرب مثالاً عملياً يوضح لنا ما ذكرته .
 حرمت والدة سامي ابنها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره من لعبته المفضلة لأنه اخذ يلعب بالطعام وينثره حوله إلا أن سامي لايعلم لماذا حرمته أمه من لعبته؟ إذ ليس هناك علاقة في نظرة بين لعبة بالطعام في اليوم التالي لقد تضايق سامي فقط من حرمانه من لعبته لكنه لم يستفد من ذلك العقاب ليطور سلوكه .
 لكن علي البالغ من العمر خمس سنوات استفاد من عقاب والدته لماذا؟
 لأنها جعلت حرمانه من لعبته مرتبطاً بتصرف سيء صاحبها حيث نادته عدة مرات وهو يلعب بدراجته لكي يتركها ويدخل البيت ليأكل طعام الغذاء لكنه لم يستجب لها  لذلك عاقبته قائلة : علي لن تركب اليوم دراجتك لأنك لم تلب ندائي مباشرة عندما ناديتك لتتناول غذاءك
 إذن حرمت والدة علي ابنها من اللعب بدراجته التي واصل ركوبه عليها عناداً لها وادرك بذلك أنه حرم من لعبته المفضلة لأن سوء سلوكه ارتبط بها ومثل ذلك العقاب سيطور سلوكه في المستقبل  ولا اعتقد أن من السهولة دائما ايجاد العقاب المناسب عندما يسيء الطفل سلوكه خصوصاً عندما يكون الوالدان وسط جو المعركة مع ابنهما لذلك عليهما ابعاد انفسهما بقدر المستطاع والشعور بالهدوء قبل أن يفرض أحد الوالدين عقابهما علي الطفل لكي يكون مناسباً مع سوء سلوكه كما أن علينا كآباء أن لا نعاقب الطفل وهو في قمة غضبه لأننا نضاعف بذلك ثورته دون أن يستفيد من عقابنا ليطور سلوكه والافضل من ذلك أن يقول الأب لابنه حسناً نستطيع أن نتفاهم عندما تهدأ الافضل أن تبعد الآن عني وعندما تكون علي استعداد للتحدث بهدوء سأكون في غرفتي بانتظارك  إلا أن الطفل قد يتصرف بثورة امام الناس عندئذ ما يفعل الأب أو الأم؟
 والدة مي استطاعت أن تعالج هذا الموقف بمهارة عندما ذهبت إلي الصيدلية لتشتري دواء لها.
 قالت لها ابنتها مي بعد أن اشارت إلي لعبة كانت موضوعة في فترينة العرض: أمي اريد أن تشتري لي هذه اللعبة .
ردت الأم: ليس الآن يا مي لقد جئت إلي الصيدلية لاشتري وصفة دواء لي إلا أن مي لم تستسلم وعادت تلح : لكني اريد هذه اللعبة أنا احلم بها منذ فترة طويلة وقد وجدتها أمامي الآن
قالت الأم بحزم: أعرف ذلك لكني لن اشتريها لك اليوم وإنما في عيد ميلادك القادم قريباً.
عادلت الابنة تلح : حسناً اعتبري اليوم عيد ميلادي واشتريها لي ولا أريد أي هدي عندما يحين عيد ميلادي.
إلا أن الأم أصرت علي موقفها حتي لا تتعود ابنتها علي اسلوب الإلحاح لتحصل علي ما تريد لذلك قالت لابنتها .
 أنا أعلم إلي أي حد كنت تريدين  هذه اللعبة لكنني لا استطيع شراءها لك الآن .
قالت مي وهي تبكي : أمي أنا اريدها الآن وسأحزن كثيراً إذا لم تشتريها لي وسأضربك .
 أجابت الأم بحزم أشد: مي اعيدي اللعبة إلي مكانها أنا لم ادفع ثمنها لتأخذيها.
 وعندما دفعت الأم النقود واستعدت للانصراف تبعتها ابنتها مي لا تزال ممسكة باللعبة قائلة بعناد: سأخذها معي
 أجابت الأم : مي أنا لم ادفع ثمن اللعبة لذلك يجب أن تعيدها إلي مكانها
قالت مي باصرار: لا لن أعيدها
ردت الأم بحزم: أخذ أي شيء من المحل دون شرائه يسمي سرقة والقانون ضد السرقة
قالت مي : أنا لن اعيدها اعيديها أنت
 أجابت الأم: أنا لم اخذها سانتظر هنا إلي أن تعيدها إلي مكانها .
 وباستسلام اعادت مي اللعبة ثم عادت وشاركت الأم ابنتها مشاعرها الحزينة قائلة: اعرف أن  من الصعب عليك اعادة لعبة تريدينها إلي مكانها  قد لاتجد أم اخري لديها الصبر للتصرف بمثل ما تصرفت أم مي لكن علينا كآباء أن نحاول استخدام الطرق الهادئة الحازمة لنعود اطفالنا علي العادات الحسنة ولو كانت والدة مي اقل مهارة في التعامل مع ابنتها لسحبت اللعبة من يده بعنف وشدتها لتخرج بها من الصيدلية وهي تهددها بالعقاب أو تلقي عليها محاضرة في الاخلاق لكنها بدلاً من ذلك علقت علي فعل ابنتها بما يجب عليها أن تقوم به قائلة: مي اعيدي اللعبة إلي مكانها أنا لم ادفع ثمنها لتأخذيها.
 ثم وضعت حقيقة واضحة امام ابنتها بأن من لايدفع ثمن الشيء لا يأخذه ومن يفعل ذلك يعد سارقاً لقد علمت الأم  هنا ابنتها مبدأ اخلاقياً دون أن تتهمها بشيء وعندما اعادت مي اللعب ابدت امها تعاطفها معها واحساسها بشعورها وذلك بقولها : اعرف أن من الصعب عليك اعادة لعبة تريدينها كثيراً.
 وقد أحسنت الأم عندما انهت الموقف بهذه الجملة لأنها حولته إلي فرص لابنتها مي تشعر بالسرور من نفسها بسب قدرتها التغلب علي رغبتها في اللعبة واعادتها إلي مكانها وقد تعلمت الابنة الحدود التي يجب أن تقف عندها في طلباتها دون أن تثور أمها عليها أو تعاقبها واستفادت  بذلك من قوة هذه التجربة التعليمية .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved