مهمتنا كآباء أن نساعد اطفالنا لكي يفهموا معني السلوك الصحيح من السلوك الخاطئ فنساعدهم بذلك علي تصحيح تصرفاتهم السلبية وعدم تكرارها مستقبلاً من أجل تطوير شخصياتهم لذلك لا يعد العقاب في اكثر الاحيان وسيلة ايجابية للوصول بابنائنا إلي هذا الهدف .
ذكرت من قبل بعض الاساليب الحازمة التي توفر علي الوالدين اللجوء إلي العقاب في تعالمهم مع ابنائهم لكنني هنا سأتناول بعض الوسائل البدية للعقاب في حالة ارتكاب الطفل للتصرف الخاطئ وسأقوم بتوضيح كل وسيلة عن طريق استعرض الامثلة .
أن نساعد اطفالنا من أجل ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل الناتجة عن تصرفاتهم الخاطئة تعد احدي هذه الوسائل البديلة لعقاب الطفل فيكونون هم جزءاً مؤثراً في عملية ايجاد هذه الحلول التي سيلتزمون بها لأنهم ساهموا في اتخاذها بأنفسهم ولم تفرض عليهم من قبل أبائهم .
اتصل مدرس عادل بوالده ليخبره عن سلوك ابنه السيء في باص المدرسة ادرك هذا الوالد أنه إذا بدأ في عتاب ولده فإنه سيدافع عن تصرفاته لذلك قرر أن يطلب منه أن يجد حلاً لسوء سلوكه بدلاً من أن يعاقبه لأنه سيقتنع بما يقرره وسيلتزم بتطبيقة خصوصاً أنه سيكون نابعاً من اختياره لذلك بدأ حديثه معه قائلاً:
عادل اريد أن اتحدث معك حول موضوع هام
تساءل الابن: نعم ياأبي ماذا تريد؟
قال الأب: اتصلت بي مدرستك وقالت لي إنك كنت فوضوياً في باص المدرسة ولا تحترم كلام السائق لأنك لا تصغي له كما ذكرت بأنك يجب أن تذهب إلي مكتب المديرة لتحاسبك علي ما فعلت وانها قد لا تسمح لك بركوب باص المدرسة بعض الوقت.
بكي عادل وقال مدافعاً عن نفسه: لكني لم اكن الوحيد الذي تصرف بهذه الطريقة .
اجاب والده: أنا واثق من صدقك لكنك ابني وأنا أحبك ولا أريدك أن تقع في أي مشكلة أعلم أن من الصعب عليك عدم ركوب الباس لأنك لا تستمتع بوقتك مع اصدقائك لكنني أظن أنك تستطيع أن تساعدني علي ايجاد حل لهذه المشكلة هل لديك أي حل؟
اجاب عادل بعد فترة صمت: بكنني أن أجلس بجانب السائق لا مع اصدقائي المشاغبين .
علق الأب قائلاً: هذه فكرة حسنة
وفي اليوم التالي ذهب والد عادل به إلي باس المدرصة وقال للسائق إن ابنه يريد الجلوس بجانبه في بعض الأيام وانقطعت شكوي المدرسة حول تصرفات عادل في باص المدرسة فقد التزم بالحل الذي وضعه لتحسين سلوكه.
كان في امكان والد عادل أن يعرض عليه بعض الاختيارات لكنه اكتفي بالحل الذي عرضه عليه ابنه لأنه كان قراراً نابعاً من ذاته وسيهتم بتطبيقة لكن شعور الأب عندما وصلت له شكوي المدرسة حول سلوك ابنه لم يكن هذا وانما فكر في عقابه لكنه تمهل فيما بعد وقرر أن يتبع هذا الاسلوب الايجابي في مواجهة سوء تصرف ولده حيث جعله قادراً علي ايجاد حل لمشكلته بعد أن سانده قائلاً: أنا واثق من صدقك .
ثم شاركه شعوره عندما قال له: أعلم أن من الصعب عليك عدم ركوب الباص لأنك لن تستمتع بوقتك مع اصدقائك
ثم شجعه علي ايجاد الحل بقوله: لكنني اظن أنك تستطيع أن تساعدني علي ايجاد حل مناسب لهذه المشكلة فهل لديك أي حل ؟
لقد عمل والد عادل علي تحريك دافعة ليطور سلوكه بدلاً من اثارته للدفاع عن نفسه
ولنستعرض ايضاً مثالاً اخر يساعدنا علي تطبيق هذه الوسيلة لتقويم سلوك الطفل كأنت الأم تريد أن تأخذ ابنتها إلي حلاق للسيدات لقص شعرها فقالت له: سلمي هيا بنا قد حان وقت ذهابنا إلي الحلاق
ودت الابنة: لا لا أريد أن أذهب اشعر أني تعبة
قالت الأم وهي تشجع ابنتها علي ايجاد الحل المناسب: سلمي لقد اخذنا موعداً مع الحلاق وعلينا الالتزام به كيف يمكنني جعل زيارة الحلاق أكثر سهولة بالنسبة لك ؟
اجابت الابنة فوراً: اريد أن يقص الحلاق شعري فقط لا أن يغسله بالشامبو.
سألتها أمها: ولماذا يضايقك غسل شعرك بالشامبو؟
ردت سلمي: لأن المرأة التي غسلت شعري في المرة السابقة شدته كثيراً وهي تغسله.
علقت الأم بطريقة اشعرت بها ابنتها أنها تشاركها مشاعرها: شدته بشدة إلي درجة آلمتك ولذك انت خائفة من الذهاب لانك تخافين أن تؤلمك مرة ثانية.
اجابت الابنة: هذا ماحدث لذلك اريدها أن تقصه فقط ولا تغسله بالشامبو.
قالت الأم : سنذهب لقص شعرك وسأخبر المرأة التي ستقصه عن مشكلة غسلة بالشامبو لكي تتفادي شد شعرك عند غسله
كان من الممكن أن تغضب الأم علي ابنتهاعندما رفضت الذهاب إلي الحلاق فتأخذها رغماً عنها لتقص شعرها لكن بدلاً من أن تفعل ذلك أو تهدد ابنتها قائلة:
لن أخذك إلي بيت صديقتك آمال غداً مثلما وعدتك إذا لم تأتي معي
استمعت إلي ابنتها بهدوء وشفقة قائلة: كيف يمكن جعل زيارة الحلاق أكثر سهولة بالنسبة لك ؟
واستطاعت بذلك أن تعلم من ابنتها السبب الحقيقي وراء رفضها الذهاب ولم تكتف بذلك وانما جعلت ابنتها تشارك في ايجاد الحل ووعدتها الأم بأنها ستخبر المرأة التي تغسل شعرها بما ضايقها في المرة السابقة حتي تتفاداه هذه المرة وبذلك استجابت الابنة إلي أمها بهدوء واقتناع وذهبت معها بعد أن شاركت في البحث عن الحل لمشكلتها .