آخبار عاجل

الرقائق الإليكترونية .. وجع في قلب الصناعة.. بقلم د : محمد مصطفى الخياط

13 - 05 - 2021 6:17 687

(أغلقنا مصانعنا في ألمانيا.. استهلكنا مخزوننا من الرقائق الإليكترونية.. ننتظر وصول شحنات جديدة لتعاود المصانع عملها بداية الربع الثالث من هذا العام..)، قالت ممثلة إحدى الشركات الأجنبية العاملة في مجال السيارات، في معرض حديث تليفوني. ثم أردفت (لن يكفي الإنتاج كافة الأسواق.. سنلتزم بتعاقداتنا، عدا ذلك يكتنف خطط التسويق الغموض.. ينتظر أن تكون انتقائية؛ الأسواق الأقرب ذات الإجراءات الأيسر والسياسات والقوانين الواضحة).

تنتج الرقائق الإليكترونية من "أشباه الموصلات Semiconductors"، والتي تتكون من عنصر أو مركب كيميائي صلب، وتوصل الكهرباء تحت ظروف خاصة. وتتحدد خصائصها طبقًا لدرجة نقائها. هناك نوعان من أشباه الموصلات الخارجية؛ سالبة، من خلال إلكترون سالب الشحنة. وموجبة، عبر ثقوب تحمل شحنة موجبة. وتعد أشباه الموصلات المكون الأساسي للترانزستورات، ومن ثم الرقائق الإليكترونية. 

ونظرًا لصغر حجمها، وتكلفتها المنخفضة، وانخفاض استهلاكها من الطاقة، فقد استخدمت أشباه الموصلات على نطاق واسع، من ماكينات إعداد القهوة وحتى مركبات الفضاء. 

في معرض تعقيبها على الأزمة، ذكرت وكالة بلومبرج للأخبار بأن (شركات صناعة السيارات لديها نقص في الرقائق. وصانعي الرقائق لديهم نقص في الآلات التي تصنعها)، عدنا لقضية البيضة أم الدجاجة!!. وتوقعت الوكالة استمرار هذه الأزمة للعام المقبل، فقد وقع الجميع في الفخ، اختل طرفا معادلة العرض والطلب في سوق يبلغ حجم مبيعاته السنوية أكثر من ستين مليار دولار.

ويفسر الدكتور الردادي، الكاتب المتخصص في الإدارة المالية، الأمر قائلاً ( ..في الوقت الذى خفضت فيه شركات انتاج السيارات من توقعاتها في ضوء جائحة كورونا، نشطت الصناعات التقنية، مثل الأجهزة الذكية والكومبيوترات وأجهزة الألعاب بسبب زيادة الطلب عليها أثناء إجراءات الحجر الاحترازية). بمعني آخر، أنه حال التسليم باستمرار انتاج مصانع الرقائق على نفس الوتيرة خلال أزمة كورونا، فقد حولت هذه المصانع إنتاجها إلى سوق ترفيه تشارك بنحو 2,5% من إجمالي ناتج محلى عالمي يتخطى عتبة 80 تريليون دولار سنويًا.

في المتوسط تحتوي السيارة على ما بين 50 و150 من هذه الرقائق، لذا كانت الأكثر تأثرًا. وفي خطوة تكتيكية حول مُصنعو السيارات الرقائق إلى الموديلات الأكثر طلبًا، لكنهم إزاء عجز سلاسل الإمداد اضطروا للتوقف. 

وإذا كنا نرى في الواجهة شركات كبيرة مثل، إنتل، وسامسونج، وسوني، وغيرها، فإن في الخلفية شركات عملاقة تُغذي هذه الشركات باحتياجاتها من الرقائق الإليكترونية؛ ASML الهولندية، وشركات Applied Materials، Lam Research، KLA  الأمريكية، و Tokyo Electron اليابانية.

سهل أن تنشأ مصنع رقائق، صعب أن تحافظ على تطوره، فهذه الصناعة تعتمد على قانون مور Moor’s Law، الذى يشير إلى أن عدد الترانزستورات على الرقاقة الواحدة يتضاعف كل عامين، فتنخفض تكلفة أجهزة الكمبيوتر إلى النصف. نمو متسارع يعتمد بشكل رئيسي على التطور المذهل في مجال البحث والتطوير. أي أن امتلاك مصنع دون القدرة على تطوير منتجاته، كفيل بإغلاقه في أقل من عامين.
 
بالعودة إلى الحديث التليفوني، حملت كلمات السيدة عدم يقين في أن أزمة الرقائق فنية بحتة، بمعني تأثر سلاسل إمداد المصانع المتخصصة في هذه التقنية بقصور في المواد الأولية المستخدمة في تصنيع تلك الرقائق أو توقف عمل المصانع تأثرًا بجائحة كورونا. (أشم رائحة السياسة !!..)، قالت السيدة؛ في إشارة إلى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا. وجع في قلب الصناعة مس كافة قطاعاتها. وسواء تعلق السبب بسلاسل الإمداد فقط أو بأبعاد سياسية، فعلي المستهلك النهائي دفع الثمن.


 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved