آخبار عاجل

اتبعد عن التدخل في شجار الأبناء .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (48)

19 - 05 - 2021 1:53 2453

 يحتار الأباء ويتضايقون عندما يتشاجر أبناؤهم هل الأفضل أن يتدخلوا بينهم ليحلوا مشاكلهم أم يدعوهم وشأنهم يحلونها بأنفسهم ؟ خبراء تربية الطفل ينصحون الآباء بعدم التدخل في هذه المشاجرات وإذا استدعي الأمر تدخلهم فإن عليهم عدم اصدار الاحكام علي ابنائهم لأن ذلك يشعل الشجار أكثر بينهم فالأم التي تلوم ابنها لأنه تشاجر مع اخته قائلة: عليك أن تحبها أنها أختك  
 أو أن تقول له: اختك الصغيرة طيبة معك لماذا أنت شرس دائماً معها؟
فإنها هنا جعلت من نفسها حكماً أي أنها لامت ابنها ووقفت إلي جانب ابنتها وساهمت بذلك في اشعار المشاجرة بين الأخوين .
 والآن ساستعرض مثالاً يوضح الاثر السلبي لتدخل الأم في شجار ابنيها ركض أحمد البالغ من العمر ٩ سنوات إلي امه شاكياً اعتداء أخيه عليه قائلاً: أمي ضربني سامي في بطني .
قالت الأم : ألا اترككما دقيقتين وحدكما حتي تبدءان في الشجار من الذي بدأ هذه المرة ؟
 أجاب أحمد: هو الذي جاء إلي غرفتي .
قالت الأم لسامي: لماذا لا تترك أخاك وشأنه حتي لاتسبب لنفسك المتاعب 
قال سامي لاخيه: ما أكثر ماتئن أنا أكرهك 
رد أحمد غاضباً: أنت الذي بدأت 
 وتدخلت الأم مرة اخري قائلة: ابتعدا عن بعضكما البعض إذا كنتما لا تستطيعان البقاء معاً دون شجار 
قال سامي : أنا لم أفعل أي شيء انت دائماً تلومينني أنا 
أجابت الأم: سامي أنا أعرفك جيداً ألا تقوم بأي عمل مفيد تشغل به وقتك بدل أن تتشاجر مع أخيك لااريدكم أن تلمسا بعضاً بعد اليوم 
لو عدنا إلي استعراض الموقف لوجدنا أن الأم أخطأت عندما سألت طفليها قائلة : من بدأ هذه المرة؟
 لأنها عندما تسأل مثل هذا السؤال كأنها تتطلع إلي من الغالب ومن المغلوب أي لابد أن يكون احدهما خطأ والثاني علي صواب وعندما تحدد الأم موقفها من شجار اطفالها بهذه الطريقة فإنها تبدو وكأنها تدعو ابناءها ايضاً إلي الاستمرار في الشجار ومن سيكون مغلوباً هذه المرة سيغلب في المرة القادمة كما أخطأت الأم ايضا عندما هاجمت ابنها سامي قائلة: ألا تستطيع أن تقوم بأي عمل مفيد  بدل أن تتشاجر مع أخيك .
لأنها اثارت غضبه اكثر بسبب لومها له وعدم لومها أحمد ثم اشعلت ثورته ايضاً علي أخيه لأنه اشتكي إلي أمهما وهذا الشعور لا يجعله راغباً في تطوير سلوكه ولماذا يفعل ذلك إذا كانت أمه ستلومه دائماً ولا تلوم أخاه؟ لذلك كان علي هذه الأم ألا تتدخل في مشاجرة ولديها ولا تحكم علي سلوكهما.
ولكي تتضح لنا مدي ايجابية تصرف الوالدين عندما يبتعدان عن اصدار الحكم علي سلوك ابنائهم ساورد هذا المثال
وقفت الأم في المطبخ تعد كيكة للعائلة وأقبل ولداها كمال البالغ  من العمر خمس سنوات وحسام الذي لا يتجاوز الثالثة من عمره .
 قال كمال : أنا الذي طلبت الأول أن اضع الطحين
قال حسام: لا أنا الاول
 علقت الأم قائلة: حسنا سنقوم معا بعمل الكيكة
 قال حسام : أنا اريد أن أكسر البيض 
 رد كمال : لا أنا سأكسر البيض 
وكانت الأم ماهرة في تعليقها عندما قالت : إذا كنتما غير قادرين علي تقرير من سيكسر البيض سأقوم أنا بذلك .
 احتج الطفلان علي والدتهما 
قالت الأم: إذن دعونا نري ماذا بقي من الكيكة لم نقم به؟ سنحتاج لشخص يقيس الماء ويصبه
أختبر كمال قياس الماء واراد حسام أن يكسر البيض وحل الطفلان المشكلة بينهما دون أن تتدخل الأم كحكم بينهما .
 إن اغلب انواع الشجار بين الابناء سببه شدة انتباه هؤلاء الابناء لآبائهم ليدركوا من خلال تدخلهم ايهما اقرب إلي نفس والديه فليحذر الأباء من السقوط في هذه المصيدة وليجعلوا تدخلهم في حدود المعقول ودون اصدار احكام مسبقة علي احد الطفلين حتي لايشعر بالظلم وبالتالي لا يرغب في تطوير سلوكه.
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved