مثلما يتقبل اطفالنا اعتذارنا عندما نخطئ في حقهم علينا نحن ايضا أن نقبل باعتذارهم فل يفعل كل الآباء ذلك ؟ لا أعتقد إذ لا يمنح الكثير منهم طفلة فرصة للاعتذار حتي يقوم بتحسين سلوكه
.
والدة عائشة من هذه الفئة من الأباء فماذا فعلت؟
أجابت عائشة لكني لا أريد أن استحم الآن
قالت الأم حسنا أمامك اختياران إما أن تستحمي فوراً أو تذهبي إلي الفراش.
وقفت عائشة دون أن تتحرك وكأنها تتحدي أمها .
قالت الأم: إذن إذهبي فوراً إلي غرفتك لتنامي
ذهبت عائشة إلي غرفة نومها تبكي وبعد دقيقتن خرجت وقالت لأمها: هل يمكنني أن أستحم الآن؟
ردت الأم بغضب: طلبك جاء متأخراً أنا آسفه أذهبي إلي فراشك لتنامي دون استحمام/
لم تحسن الأم التصرف في هذا الموقف لأنها لم تقبل اعتذار ابنتها فالطفل بحاجة إلي أن يمنحه والداه فرصة اخري علي تطوير سلوكه .
والآباء عندما يفعلون ذلك إنما يعملون علي دعم علاقة الحب بينهم وبين اطفالهم مثلما فعلت والدة علي عندما مرت بتجربة ساستعرضها لتكون امامناً كمثال عمل لتطبيق هذه الطريقة .
علي في الثالثة والنصف من عمره تعود أن يعض الاطفال فأصبحوا يخافونه إلا أنه ترك هذه العادة منذ عدة أشهر .
في احدي الأيام وبنما كان علي مع والدته في الحضانة لمح طفلاً كان قد تعود أن يعضه من قبل لكنه هذه المرة ذهب له ليحتضنه وفجزة سمعت الأم أبنها يصرخ فقالت لوالدة علي : لقد عض ابنك ابني إلا يتوب هذا الولد عن هذه العادة
شعرت والدة علي بالخجل فنادته غاضبة
علي تعال هنا
لكن ابنها قال: لم أعضه يا أمي وإنما كنت أحتضنه لاقبلة
ردت عليه أمه أنا لا اصدقك أنت كذب
وأمسكته من يديه وسط صراخه وخرجت والثورة تختلج في اعماقها .
وفي البيت قال علي مرة اخري: لم أعضه ياأمي صدقيني
قالت أمه ثائرة : إذا كان هذا سلوكك في الحضانة فأنا لن آخذك إلي أي مكان بعد الآن .
رد علي: لكني لم أفعل شيئاً له
أمسكت به أمه غاضبة واخذت تهزه بغضب وهي تقول:
كنت أظن أنك قد توقفت عن العض وأنت مصر علي أن تخجلني بتصرفاتك القبيحة هذه هل أنت حيوان أم طفل صغير اذهب إلي غرفتك لا أريد أن أري وجهك .
وبعد أن استلقت أم علي علي فرشها بدأ غضبها يخف تدريجياً وندمت علي أنها تصرفت مع ابنها بهذه الطريقة العصبية لذلك قررت أن تقبل عذره لكي تمنحه فرصة يحسن بها سلوكه.
ذهبت إلي غرفته كان مستلقياً علي الفراش بملابسه وحذائه حزينا جلست بجواره وأخذت يدها بين يديه ثم مسحت علي أرسه وقالت له وهي تنزع حذاءه: تمنيت لو لم أكن عصبية معك اليوم هكذا
رد علي : كنت أريد أن احتضنه وأقبلة لكنه لم يقبل فظن أني اريد أن أعضه وصرخ
وبدأ يبكي وهو يقول لأمه: سامحيني يا أمي لم أكسن اقصد أن اعضه
أحتضنته أمه بحنان وقالت له : ماذا يمكنني أن أفعل لكي اساعدك؟
قال لها علي: كن ت آريد أن أكون صديقاً له لكن لا أحد في الحضانة طيب معي أحد الاولاد كان يلقبني بأسماء قبيحة ويدفعني .
اجابت أمه مبدية تعاطفها معه واعترافها بمشاعره: أعلم أن من الصعب عليك تكوين علاقات صداقة مع اصدقاء جدد لكنك لن تستطيع تكسبهم إذا انتقمت منهم بالعض
رد علي : لكني كنت اريد أن احتضنه وأقبله لم أكن اريد أن أعضه
وكانت الأم حكيمة عندما قالت لابنها: عندما تشعر في المرة القادمة أنك تريد أن تقبل احداً تعال قبلني آنا
وبعد عدة أيام ذهبت الأم مع ابنها إلي احدي حفلات عيد ميلاد أحد اصدقائه وكانت تتحدث مع احدي الامهات عندما أقبل ابنها عليها فجأة وقبلها وعندما سألته عن السبب قال ضاحكاً : شعرت أن أريد أن اقبلك يا أمي .
ضحكت أمه وقالت: هل لازلت تذكر؟
لقد منحت هذه الأم ابنها فرصة اخري ليطور سلوكه وقد بدأ يحاول التخلص من عادة العض السيئة