آخبار عاجل

طرق تعليم الأبناء تحمل المسئولية ؟ ..ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (60)

20 - 06 - 2021 11:43 2831

يتحمل الكثير من الآباء مسئولية انجاز واجبات ابنائهم اليومية وكأنها واجباتهم فتتكرر المواقف المتوترة بينهم الآباء يلحون والابناء يتكاسلون غير مبالين بنتائج اهمالهم لواجباتهم بينما من الافضل تربوياً ونفسياً ونحن نبني شخصية اطفالنا أن يتعودوا تحمل مسئولياتهم في سن مبكرة تبدأ في سن الثامنة علي الاقل فالابناء يجب أن يتحملوا مسئولية تنفيذ ما عليهم من واجبات دون تذكير أو إلحاح من آبائهم عليهم أن يدركوا أن مسئولية تلك الواجبات واقعة علي اكتافهم وعليهم تحمل نتائج اهمالهم القيام بها في الوقت المناسب ليصبحوا بذلك اعمق  احساساً بمسئولياتهم نحو أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم مستقبلا.
إذن كيف يمكن للآباء تعويد اطفالهم علي تحمل تلك المسئوليات؟
 لنصل إلي الاجابة سنطرح مثالاً بسيطاً يحدث في كثير من البيوت يومياً عندما يستعد الابناء صباحاً للذهاب إلي المدرسة تدخل الأم  غرفة ابنها لتوقظة من النوم حتي يرتدي ملابسة ثم تتركه فترة من الوقت لتعود اليه وتفاجأ به أنه لايزال يغط في نوم عميق فتثور اعصابها وتوقظه مرة ثانية ثم تتركه للحظات وتعود اليه لتراه لا يزال نائماً فتوظه مرة ثالثة وتظل هكذا كل صباح تلهث وراءه لكي يرتدي ملابسه ويتناول افطاه ليذهب إلي المدرسة قبل أن يقرع الجرس والمؤسف أن بعض هؤلاء الاطفال قد تجاوز سن الثامنة من عمره ولازال يعتمد علي أمه في تحمل هذه المسئولية.
 فهل من مسئولية الأم ذهاب ابنها إلي المدرسة في الوقت المناسب بالطبع لا المسئولية هنا تقع علي عاتق الطفل وهذا شأن من شئونه اليومية التي يجب عليه القيام بها دون تذكير من احد وعليه وحده أن يتحمل نتجية اهماله إذا وصل متأخراً إلي المدرسة واجب الأم هنا يقتصر علي ايقاظ ابنها من النوم مرة واحدة واعداد طعام الافطار له أما نتائج هذا الاهمال فتحدده المدرسة والوالدان واجب المدرسة عقاب الطفل علي تأخره إذا قامت بانذاره من قبل وعلي الأم في البيت أن تضع الحدود الحمراء لذلك الاهمال بأن تحرمه من ممارسة بعض النشاطات التي يحبها إذا كرر ذلك التقصير.
لو واصلت الأم عقابها بثبات لمدة ثلاثة أيام سيرتدع ابنها وستراه ينهض فوراً ليرتدي ملابسه بنفسه ويذهب إلي المدرسة في الوقت المناسب لأنه تحمل نتائج اهماله.
 والأفضل أن اضرب مثالاً آخر من واقع الحياة يوضح لنا كيف نعود الطفل علي تحمل مسئولية ذهابة إلي المدرسة فالاساليب مختلفة ولكل والدين اسلوب خاص للوصول إلي ذلك الهدف الهام .
كانت سعاد تتحمل كل يوم مسئولية ذهاب ابنتها إلي المدرسة تلح عليها لتنهض من النوم لتعود اليه مرة اخري ويتكرر ذلك الموقف كل يوم بينها وبين ابنتها مع ما يصاحبه من توتر وشد اعصاب .
 وفي يوم قرأت في كتاب التربية وسيلة تحقق بها هدفها في أن تجعل ابنتها راغبة في تحمل مسئولية ذهابها إلي المدرسة ونفذتها فوراً في اليوم التالي فماذا فعلت؟
 أهدت هذه الأم ابنتها ساعة مزودة بمنبه ووجدت الابنه رسالة من أمها في الهدية مكتوب عليها .
ابنتي العزيزة هدي 
 أعلم أنك لاتريدين أن يوقظك احد بصورة مبكرة صباح كل يوم لتذهبي إلي المدرسة لذلك ستكونين بهذه الساعة المزودة بمنبة سيدة نفسك منذ الغد
 امك المحبة سعاد
 سعدت الابنة بهذه الهدية وقالت لأمها وهي مندهشة : كيف علمت يا أمي أنني لا أحب أن يوقظني احد صباحاً؟
اجابتها امها وهي تبتسم: شعرت بذلك
 وعندما رنت الساعة في صباح اليوم التالي نهضت هدي فوراً من سريرها وعندما سألتها أمها: لماذا تنهضين مبكرة هكذا؟ في امكانك أن تنامي قليلاً 
 اجابتها ابنتها بحماس: لا ربما أتاخر عن المدرسة 
 وفي مدة زمنية قصيرة وجدت الأم ابنتها جاهزة قبل الوقت المحدد كل يوم .
يؤكد العالم النفساني الدكتور جينو في كتابه المعروف بين الآباء والابناء علي أهمية عدم اطلاق الآباء أوصافاً قبيحة علي ابنائهم إذا تكاسلوا عن النهوض من النوم صباحاً للذهاب إلي المدرسة بل بالعكس عليهم أن يعلقوا بجمل تشعر اطفالهم بمشاركهم آبائهم لمشاعرهم لأنهم بهذا الاسلوب يشجعون هؤلاء الابناء علي تحمل مسئولياتهم من خلال حبهم وتعاطفهم مع تلك المشاعر .
أي بدل أن تقول الأم لابنها عندما يتكاسل في النهوض من النوم .
 انهض يا كسول كيف ستصل إلي المدرسة قبل أن يقرع الجرس أو تقول : اريدك أن تنهض هذه الدقيقة هل فهمت؟
 عليها أن تعلق بلطف قائلة” هل تجد صعوبة في النهوض هذا الصباح ؟
أو تقول له : من الممتع حقاً أن يستلقي المرأ في سريره ويحلم 
أو تقول له خذ خمس دقائق اخري .
وبالطبع تكون هي قد وضعت المنبه علي موعد متقدم عشر دقائق علي موعد نهوضه.
إلا أن الدكتور جينو يحذرنا ايضا من أن نوحي للطفل بأنه إذا لم ينهض صباحاً في وقته المحدد بأنه مريض 
 أي أن لانقول له مثلاً:
لماذا لم تنهض حتي الآن هل أنت مريض؟ هل يؤلمك شيء؟ 
فالطفل حينئذ سيشعر بأن عليه أن يتظاهر بالمرض لكي يحصل علي اهتمام والديه كما يطلب هذا الطبيب والخبير التربوي منا كأباء أن لا نستعجل ابناءنا عندما يتباطئون لأنهم كما يعتقد لا يفعلون ذلك إلا متعمدين ليقاوموا أوامر الكبار لهم بالاسراع في اداء واجباتهم .
 إذن علينا بدل أن نستعجلهم  أن نضع لهم وقتاً محدوداً يكونون جاهزين خلاله فيشعرون هم بمسئولية استعدادهم للذهاب إلي المدرسة خلال ذلك الوقت ونستطيع نحن أن نعلق ببعض العبارات فنقول مثلاً: السيارة ستتحرك خلال عشر دقائق للذهاب إلي المدرسة 
أو نقول : ستتحرك الساعة السابعة والربع  الساعة الآن السابعة .
أن الهدف من تلك التعليقات هو اشعاراطفالنا اننا نتوقع وواثقين بأنهم سوف يقومون بعملهم في الوقت المحدد مما يجعلهم متحمسين في ادائها لأنهم يريدون أن يكتسبوا ثقتنا وحبنا كأباء.
كما يطلب منا الدكتور جينو عدم ربط تنمية الاحساس بالمسئولية في نفوس ابنائنا  بمظهرهم الخارجي خلال يومهم أي علينا أن لا نركز علي اهمية بقاء ملابس الطفل نظيفة خلال  تواجده في المدرسة أو خارجها  لأننا حسب اعتقاده نحرم اطفالنا بهذا الاسلوب من حرية الطفولة وعفويتها في الجري والقفز واللعب أما الاهتمام بالمظر الخارجي فإن الاطفال سوف يدركونه وهم يكبرون وسيطبقونه بأنفسهم 
إذن كيف تتصرف الأم عندما يعود طفلها وقميصة متسخ من المدرسة؟
 يطلب الدكتور جينو من الأم  ألا تلوم  ابنها علي توسيخه لملابسه وانما تقول له : يبدو وكأن نهارك كان حافلاً بالنشاط إذا كنت تريد تغيير قميصك افتح خزانتك واختر غيره .
إن مثل ذلك التعليق يوطد علاقة الطفل بوالديه اكثر من قول الأم لطفلها : كما أنا تعبه من وساختك ألا تكون حذراً في المرة القادمة حتي توفر علينا تعب غسل ملابسك وتنظيفها عدة مرات في اليوم .
 إن صحة الطفل النفسية تتطلب أني يسعد بحرية طفولته لا أن يبقي نظيف الملابس دائماً وتستطيع الأم شراء ملابس رخيصة وعملية لطفلها   تتيح له حرية الحركة والتمتع بيومه بدل أن تشتري له ملابس ثمينة تخاف افسادها بسبب كثرة الغسيل وسيتعلم الطفل مع نموه كيف يعتني بمظهره.
كيف يمكن ان نزرع الاحساس بالمسئولية في نفس الطفل من خلال تناوله لوجباته الغذائية يومياً؟
 ما يحدث عادة هو أن تنادي الأم اطفالها ليتناولوا طعامهم وهو يتهربون وتعود إلي مناداتهم ولا يهتم احد منهم في  الحضور وتناول وجبته فيعلو صوت الأم متوتراً منفعلاً معبراً عن فقدها لصبرها فل من مسئولية الأم أن يتناول ابناؤها طعامهم؟
 كلا أن مسئوليتها تنحصر فقط في أن تاديهم مرة واحدة فإذا لم يأتوا فهذا من شأنهم وعليهم تحمل نتيجة اهمالهم الحضور في الوقت المناسب المتمثل في حرمانهم من وجبتهم الساخنة واضطرارهم إلي اكلها باردة أو الانتظار إلي الوجبة الثانية .
لو جرب الآباء هذا العقاب علي ابنائهم بثبات دون أن يضعفوا امام توسلاتهم وهم يطلبون تسخين طعامهم سيجدونهم حاضرين مع أول نداء  لهم لتناول وجباتهم الغذائية .
 وينطبق ذلك ايضاً عندما يتأخر الطفل في درجاته الدراسية أو يهمل في اداء واجباته للمدرسة حيث يحرم من ممارسة النشاطات التي يحبها بعد أن يجلس معه احد والديه ليوضح له أنه ماعوقب إلا لكي يدرك اهمية دراسته التي تقع مسئوليتها علي عاتقة وعندما يعد الطفل بالاجتهاد فإن واجب الأب أن يعبر له عن ثقته به ورغبه في اتاحة فرصة جديدة له وعندما يهمل الطفل مرة اخري يزداد عدد الايام التي يحرم فيها من ممارسة النشاط الذي يحبه ويبدي الأب استياءه لعدم وفائه بعهده عندئذ سيلاحظ الأب أن ابنه أصبح اكثر اهتماماً في تحمل  مسئولية دراسته .
 إن كل ما فعله الوالدان هنا هو توضيح الخطوط الخضراء والحمراء.وعلي الطفل أن يتحمل النتائج الطبيعية لاهماله وسنري أنه سيتعلم أهمية تحمل لمسئولياته التي ستصبح فيما بعد جزءاً من معالم شخصيته .
 وأخيراً كل ما يتطلبه زرع روح المسئولية في نفوس الابناء هو الحب والحزم والصبر والثبات علي مبدأ العقاب بسبب الاهمال لكي تأتي بثمارها المشرقة التي سيسعد بها الآباء والابناء معاً.
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved