ما هي الخطوات العملية المطلوب منا كآباء تنفيذها لكي نزرع الاحساس بالمسئولية في نفوس ابنائنا؟ الاجابة علي هذا السؤال تكمن في وضع خطة تربوية تتطلب منا أن نراعي خلال تنفيذها أهمية أن تكون تصرفاتنا اليومية معهم منسجمة مع ما نريدهم أن يتمتعوا به من صفات حسنة كما أننا يجب أن نضع في اعتبارنا أن الذي يحدد مدي تقبل اطفالنا لما نريد أن نعلمهم اياه يقوم علي اساس نوع علاقتنا بهم خصوصاً عندما نعلم أن هؤلاء الابناء لا يتعلمون أو يكتسبون القيم من خلال احاديث آبائهم معهم وإنما من خلال ما يمارسونه معهم من سلوك يومي يمتصه هؤلاً الابناء ويصبح إلي حد ما جزءاً من معتقداتهم وقيمهم الاخلاقية .
إذن أو خطوة علينا أن نخطوها في تطبيق الخطة من أجل زرع الاحساس بالمسئولية في نفوس اطفالنا هي أن نصمم بأن نهتم بكل ما يفكرون فيه وما يشعرون به داخلياً لا ما يرتكبونه من تصرفات ظاهرية سواء كانت حسنة أو سيئة أما كيف ندرك تلك الافكار والمشاعر فإننا نستطيع ذلك عن طريق ما يمنحنا اياه ابناؤنا من ادلة عليها تظهر من خلال ابدائهم لمشاعرهم ما نحتاجه كأباء هو أذن تسمع وعين تري وقلب يشعر علينا أن نشعرهم أننا نهتم بما يدور في نفوسهم من مشاعر من خلال جمل تعبر عن هذه المشاركة ولا تحمل روح الانتقاد أو اللوم
لنفترض أن احد اطفالنا عاد من المدرسة هادئاً وصامتاً يبدو من خطوته أن يومه في المدرسة لم يكن علي مايرام عندئذ علينا أن لا نبدأ حديثنا معه بكلمات تحمل روح الانتقاد بأن نقول مثلاً: ماهذا الوجه العابس؟ ماذا حدث لك اليوم في المدرسة ؟
أو ماذا فعلت هذه المرة؟ هل فقدت اعز اصدقائك؟
وانما نبدي تفهماً لمشاعره بأن نحاول أن ندرك ما يشعر به نعكسه أمامه بأن نقول مثلاً:
يبدو أن يومك في المدرسة كان صعباً
أو هل ضايقك أحد في المدرسة؟
نلاحظ هنا أن ما قلناه هنا قد حمل روح المشاركة بابداء الاهتمام والشفقة بينما تعليقنا السابق كان يحمل روح الفضول والاتهام
ونصل أخيراً إلي اهمية أن نعترف بحقيقة هامة قوامها أن الطفل الذي يعيش بين والدين ينتقدائه دائماً لن يتعلم حمل المسئولية سيتعلم فقط كيف يحكم ويدين من حوله أو يحاول اكتشاف اخطاء الآخرين وانتقادهم وسيتعلم ايضا كيف يشك في احكامه الخاصة وقدراته ولا يثق باهتمام الاخرين به كما سيجعله ذلك الانتقاد يتوقع الاهانة والاحباط من والديه خلال يومه وكل هذه الاحاسيس سلبية لا تبني الاحساس بالمسئولية في نفسه .
كما أنه من الأفضل للآباء أن يعلموا أنهم لن يربحوا معاركهم مع ابنائهم لكي يتحموا مسئولية اعمالهم اليومية فالاطفال لديهم طاقة ووقت أكثر مما نتصور لكي يقاومونا حتي لا يخضعوا لنا وحتي لو استطعنا أن نفرض ارادتنا عليهم فإنهم سيحققون ارادتهم بابداء التخاذل وعدم الحماس أو التمرد إلا أن هناك طريقة حديثة وضعها العالم الدكتور جينو يستطيع الوالدان أن يتبعاها لكي يفوزا في هذه المعركة وحتي لو بدأ أن تحقيق هذا الأمر صعب أو مستحيل في بعض الاحيان إلا أن هطا الطبيب النفساني يؤمن أننا نمتلك القدرة كآباء من أجل الوصول إلي ما نريد حتي لو لم تتواجد بيننا وبين ابنائنا في الوقت الحاضر علاقة قائمة علي الصداقة إلا أنها بفضل هذه الطريقة ستتكون في المستقبل القريب .
إن الخطوة الأولي لتطبيق هذه الخطة تتلخص في أن نصغي إلي اطفالنا باهتمام واحساس إلا يهتهم الكثير من الآباء بابداء أي اهتمام بما يشعر به ابناؤهم أو يفكرون به بينما يسبب ذلك التجاهل قهراً واحباطاً في نفوس هؤلاء الابناء ولا يقف الامر عند ذلك الحد وإنما يستنتجون منه أن افكارهم سخيفة ولا تستحق أي انتباه وأنهم ايضاً غير محبوبين بينما يحدث العكس عندما يصغي الأب لأبنه باهتمام لأنه يوحي بأن افكاره ذات قيمة وأنه شخص محترم والاحترام يمنح الطفل الاحساس باهميته وبالتالي يجعله ذلك الاحساس يتجاوب بطريقة ايجابية ومؤثرة مع العالم من حوله مستقبلاً.
وترتكز الخطوة الثانية علي اساس أن يتفادي الآباء توجيه أي كلمة أو تعليق لابنائهم قد يخلق جوا من الكراهية والاحساس بالقهر في نفوس هؤلاء الابناء فلا يقول الأب مثلاً لابنه معاتباً : أنا خجل منك في المدرسة أو أنا لا أفتخر بأنك ابني أو يرمي عليه القاباً قبيحة وهو غاضب بأن يقول له مثلاً: أنت غبي أو اسكت يا ابله أو تعالي هنا ياكلب
كما أن علي الأم والأب الابتعاد عن التعليقات التي تنبيء بمستقبل مظلم لابنهم فلا يقول احدهم له مثلاً: أنا أعلم انك ستنتهي إلي السجن بسبب تصرفاتك المشينة هذه علينا ايضا كأباء أن نبتعد عن الاتهامات التي تحمل ظلماً لاحد ابنائنا في بعض الاحيان فلا نقول لاحدهم مثلاً: انت دائماً البادئ بالاعتداء علي أخيك .
إذ قد لا يكون هو البادئ بالاعتداء في المرة التي اتهمه خلالها والده وسيدفعه احساسه بالظلم إلي الانتقام من أخيه أو والديه وبالتالي يتدهورسلوكه.
إلا إن الطفل يكره ايضاً أن يشعره والده أنه رئيسة ويتطلع دائماً إلي احترامه لشخصه فلايقبل مثلاً أن يقول لهك اسكت دعني أقول لك ماذا تفعل
أما الخطوة الثالثة التي يجب أن يتبعها الآباء لتنمية الاحساس بالمسئولية في نفوس ابنائهم فإنها تتمثل في أن يعبر الآباء عن افكارهم ومشاعرهم نحو تصرفات ابنائهم السيئة ويوضحوا ما يريدونه منهم دون أن يهاجموا شخصياتهم لأنهم بهذا الاسلوب يشعرون اطفالهم بتعاطفهم معهم وشفقتهم عليهم وعدلهم فيدفع ذلك الشعر الابناء إلي الافتراب من ابائهم ولن يحدث ذلك التطور بالطبع في ليلة واحدة لكن الجهود التربوية التي يبذلها الآباء ستثمر علاقة حميمة ستنمو تدريجياً بينهم وبين ابنائهم سيتعلمون خلالها أهمية الاحساس بالمسئولية في تطوير شخصياتهم إلا أن ذلك لايكفي لأن الطفل لن يتعلم هذا الاحساس من خلال صداقته لوالديه واقتدائه بهما فقط وانما من خلال تجاربه الخاصة التي ستركز هذه المشاعر في ملامح شخصيته لتصبح جزءاً منها .
ولن يحدث ذلك إلا إذا قمنا بتوكيل بعض المسئوليات المحددة ليقوم بها ابناؤنا حسب مستويات اعمارهم المختلفة إلا أننا يجب أن ندرك قبل القيام بهذه المهمة أن ابناءنا لا يولدون بإحساس فطري يشعرهم بالمسئولية ولا يحصلون عليه بصورة تلقائية في سن معينة وانما يحصلون عليه بصورة مكتسبة وقائمة علي الارادة والتمرين اليومي مثلما يتعلم الانسان العزف علي أية آلة موسيقية أو أي هواية اخري
إذن يتطلب ذلك تمريناً يومياً للطفل حول كيف يصدر احكامه ويختار ما يناسب سنه وقدرته العقلية كما أن تعليم الطفل المسئولية يمكن أن يبدأ في سن مبكرة إذا يتشرب بها عندما يسمح له والداه بأن يكون له رأي خصوصاً في الامور التي تؤثر فيه لكننا يجب أن نفرق هنا بين الرأي والاختيار إذ توجد مسائل تخص الطفل لها تأثير علي خيره وسلامته وهذه تدخل في نطاق مسئولياتنا الكاملة كآباء نستطيع خلالها أن نسمح لاطفالنا بالتعبير عن آزائهم لكننا لانترك لهم حرية الاختيار وانما نساعدهم علي تقبل الامر الواقع لكن هناك بعض المسائل التي يكون الطفل فيها حق الاختيار حسب مشيئته
والمطلوب هنا أن نوضح الفرق بين هذه المسائل من خلال طرح بعض النماذج بالنسبة لاداء الواجبات اليومية التي يحدث اثناء ادائها الصراع بين الآباء وابنائهم بصورة يومية مألوفة مثل تناول وجبات الطعام واختيار الملابس واداء الواجبات الدراسية وممارسة الهوايات ومنح المعاش الاسبوعي وعلاقات الابناء باصدقائهم أو اهتمامهم بالحيوانات .
ويعتقد الدكتور جينو العالم في مجال الطب النفسي للطفل أن معظم ما يكتسبه الابناء من قدرة علي اتخاذ القرار وتحمل المسئولية يمر عبر خبراتهم الشخصية لذلك إذا أردنا أن ننمي هذه المقدرة في نفوسهم فإن ذلك يتطلب أن يكون ذلك من خلال تعاملنا معهم وهم يمارسون واجبات حياتهم اليومية .
ولتأخذ الواجبات الواحدة بعد الاخري لتتضح الصورة العملية في تطبيق هذه النظرية حتي يستفيد من تطبيقها الآباء في تنمية هذا الاحساس الهام في بناء شخصيات ابنائهم لكي يتمتعوا بنفسيات متوازنة وقادرة علي تحمل مسئولياتها نحو ما سيواجهها من واجبات خلال مراحل حياتهم المختلفة .
تناول الوجبات اليومية واجب مفروض علي الطفل كل يوم فكيف نتعامل مه لننمي لديه القدرة علي اتخاذ القرار؟
نستطيع أن نفعل ذلك عندما ندعه يختار نوع الطعام الذي يرغب في تناوله لكن علينا هنا أن نوضح الخطوط التي تحدد مسئولية الآباء ومسئولية الابناء أن مسئولية الآباء بالنسبة لهذا الواجب تتلخص في توفير الطعام مع الحب والعطف لابنائهم اما اختيار نوع الطعام فإنه يدخل ضمن مسئولية الابناء.
إن في استطاعة الأم أن تطبق ذلك حتي علي ابنها البالغ من العمر سنتين عندما تسأله: هل تريد كاساً من الحليب أو نصف كأس ؟
أو عندما تدع الأم ابنها البالغ من العمر اربع سنوات أن يختار بين أن يأكل برتقاله أو تفاحة أو يكون البيض الذي ستناوله ناضجاً أو نصف ناضج لكننا يجب أن لا نعرض علي الاطفال عدة مواقف ليختاروا بينها فالافضل أن نختار نحن المواقف وعليهم هم أن يختاروا واحداً منها .
مثال علي ذلك أن لا تسأل الأم ابنها ماذا يريد أن يأكل في وجبة الغذاء لكنها تستطيع أن تسأله فقط كيف يريد أن يطبخ طعامه مشوياً أومقلياً أو مسلوقاً.
وبهذا الاسلوب لا يستقبل الطفل قرار والديه في كيفية تناول وجباته وانما يشارك في اتخاذ هذا القرار من خلال اختياره لنوع الطعام الذي يفضله.
إن اكثر مشاكل الأمهات وهم يتعاملون مع تناول ابنائهم لوجباتهم تنبع من رغبة الأم الشخصية في فرض نوع الطعام الذي يتناوله طفلها ليكون في صحة جيدة بينما الأحسن هنا أن نوفر لابنها طعاماً شهياً وأن تثق بمقدرته علي اختيار ما يناسبه وسيأكل الطفل حسب شهيته ولن يتعارض هذا الامر مع تمتعه بالصحة الجيدة .
إن تناول الطفل لكمية طعامه يجب أن يدخل ضمن حدود مسئوليته لا مسئولية والديه ولننتقل الآن إلي شراء الآباء لملابس ابنائهم إن مسئوليتنا هنا أن نحدد ماذا يحتاج ابناؤنا من ملابس وما هي الميزاينة المخصصة للانفاق علي شرائها وعلينا بعد ذلك أن نختار لهم عدة نماذج تتناسب مع ميزانيتنا والذوق العام وثم تبدأ مسئولية الابناء في اختيار ما يفضلون ارتداءه منها ونستطيع أن نطبق ذلك حتي علي الطفل البالغ من العمر السادسة أو الساعبة عندما ندعه يختار جواربه وقمصانه من المجموعة التي قمنا باختيارها وسيتعلم ابناؤنا المسئولية بهذه الطريقة كيف يتحملون المسئولية .
إختيار ملابسهم : ماذا عن تنمية الاحساس بالمسئولية في نفس الطفل بالنسبة إلي واجباته الدراسية؟
علينا كأباء أن نوضح لابنائنا منذ السنوات الاول من الدراسة أن الواجب المدرسي يقع ضمن نطاق مسئوليتهم ومسئولية مدرسيهم لذلك علينا أن نبتعد عن ملاحقتهم لكي يؤدوا تلك الواجبات كما أننا يجب أن لا نفحص شنطهم المدرسية واجباتهم الدراسية بعد الانتهاء منها إلاإذا طلبوا منا ذلك لأننا إذا تحملنا نحن مسئولية واجبات ابنائنا المدرسية فإنهم سيرحبون بذلك ولن نتحرر كأباء من عبء هذه المسئولية رغم أنها في الواقع يجب أن تقع علي اكتافهم لا أكتافنا إن الهدف من الواجب المدرسي هو منح التلميذ خبرة العمل بمفرده ولكي يتحقق هذا الهدف فإن علي المدرسة اعطاء الطفل واجباً مدرسياً يتناسب مع قدرته علي الفهم حتي يتمكن من العمل وحده إلي جانب قليل من المساعدة من الآخرين عندما يطلبها فالخطأ في المساعدة الباشرة أنها توحي للطفل أنه غير قادر علي العمل وحده وتتمثل المساعدة الغير مباشرة للطفل في أن يوفر الآب مثلاً لابنه مكاناً هادئاً للدراسة ولا يتدخل في عاداته وهو يمارس دراسته لأنه قد يضايقه فيقل تركزيه الدراسي أو أن يدعه يختار الوقت المناسب بالنسبة له ليدرس دروسه علي اساس أن يستطيع الانتهاء منهاقبل موعد نومه المحدد .
إن واجبنا كآباء أن نوفر لابنائنا الراحة والتأييد أكثر من التعليمات أو المساعدة أو التأنيب هم بحاجة إلي مساعدتنا عندما يحتاجون إلينا وعلينا أن نقدمها باسلوب يحمل روح الشفقة والتعاطف لا التأنيب والتجريح أن نصغي لهم لا أن نلقي عليهم محاضرات كما أن علينا أن لانغضط عليهم لكي يتفوقوا في الدراسة لأن ذلك قد يدفعهم إلي التمرد ليحققوا استقلاليتهم والأفضل هنا أن يقتنع الطفل أن التفوق هو مسئوليته لينجح في حياته مستقبلاً.
إذن ما علينا كأباء هو أن ندل ابناءنا علي الطريق الصحيح ونتوقع منهم أن يصلوا إلي ما يريدون بقدراتهم الخاصة ومن هنا ستنمو لديهم المقدرة علي تحمل المسئولية ولازال هناك العديد من الواجبات اليومية التي يستطيع الآباء من خلالها تنمية هذا الاحساس في نفوس ابنائهم .
إن معظم ما يكتسبه الطفل من قدرة علي اتخاذ القرار وتحمل المسئولية كما علمنا من قبل يمر عبر خبراته الخاصة وهو يمارس واجبات حياته اليومية وقد ذكرت بعض تلك الخبرات وسأكمل الحديث عن البقية لتكتمل بذلك الخطة العملية التي وضعها الخبير التربوي المعروف الدكتور هيم ج جينو لزرع هذا لاحساس الهام في نفس الطفل
دروس الموسيقي التي يتلقاها اطفلنا تعد واحدة من تلك الخبرات التي يمكننا أن نحقق هذا الهدف من خلالها .
واجبنا كآباء أن ندرك أن ما يدخل ضمن مسئولية ابنائنا هو السماح لهم بأن يختاروا نوع الآله الموسيقية التي يرغبون في تعلم العزف عليها لا أن نقوم نحن بهذا الاختيار ثم علينا أن نتك لهم حرية تحديد الوقت الذي يناسبهم لاداء تمارينهم لا أن نرغمهم علي أوقات محددة قد لا يكونون راغبين خلالها في العزف أما مسئولية الآباء فإنها تنحصر في قرارالسماح لابنهم بأخذ دروس الموسيقي واختيار المدرس المناسب ودفع رسوم الدراسة ومتابعة تطوره في العزف الموسيقي لكن عليهم أن لا يذكروا ابناءهم بالتمرين علي دروس الموسيقي ولا يلحوا عليهم لكي يفعلوا ذلك كما تخطئ الأم عندما تمدح موهبة ابنها لكي تشجعه علي التمرين لأنها تضعه بذلك تحت الاختبار فيخاف أن يفضل في تحقيق ما تأمل والدته في موهبته
إنات ما يشجع الطفل حقا علي تطوير قدرته الموسيقية هو احساسه بادراك والديه للمصاعب التي تواجهه بفهم وعطف وتقدير لما يقوم به من مجهود بدلاً من نصحة وطرح الحلول عليه وبهذا الاسلوب في المعاملة سينمولدي الطفل الاحساس بالمسئولية من خلال خبراته الخاصة والواقع أن ارغام الآباء لابنائهم علي أن يمارسوا تمارينهم في أوقات محددة لا تناسب رغباتهم قد تدفعهم إلي النفور من دراسة الموسيقي وبالتالي لن تتطور موهتبهم في هذا المجال بل قد يسبب ذلك الارغام توتر علاقة هؤلاء الابناء بآبائهم بينما الهدف الرئيسي من تعليم الطفل العزف هو توفير المنفذ النفسي الافضل لانطلاق مشاعره من خلال ما يشعر به من ضيق وحزن أو بهجة وفرح .
إذن لكي لا تقع أي مشاكل بالنسبة لتحديد مسئولية الطفل فإن من الافضل أن يجلس الوالدان مع طفلهما ليناقشوا ويوافقوا علي عدة أمور رئيسية هي:-
١- عدم السماح للطالب أن يلقي درسه الموسيقي إلا قبل موعده بيوم علي الأقل
٢- إذا قرر الطالب القاء الدرس فإن عليه أن يتصل بنفسه بمدرس الموسيقي
٣- في امكان الطالب اختيار الوقت المناسب له ولافراد اسرته
إن هذه القواعد تنمي لدي الطفل قدرته علي اتخاذ القرار وتحمل المسئولية كما أنها تمنحه احساساً بأننا مع اهتمامنا بالموسيقي فإننا نهتم ايضاً بأفكاره ومشاعره كيف يمكن للآباء أن ينموا الاحساس بالمسئولية في نفوس ابنائهم عن طريق منحهم المعاش الشهري ؟
لا يعني اعطاء الأب لابنه معاشه الشهري أنه يكافئة وانما لكي يدرك به قيمة المال وكيفية استخدامه من خلال ما يختاره وما يتحمله من مسئوليات كل ما هو مطلوب من الأب أن يوضح لابنه النفقات التي سيشملها ذلك المعاش وكلما كبر الطفل ازداد راتبه ومسئولياته التي عليه أن يغطيها به
قد يحدث أن ينفق الطفل كل ما منحه والداه من معاش في فترة قصيرة لأنه لم يخطط لنفسه ميزانية جيدة عندئذ عليهما أن يناقشاه في ذلك الموضوع باسلوب جاد لكي يصلوا إلي حلول عملية ترضي جميع الاطراف أما إذا كرر الابن سوء ادراته لماله الخاص فإن علي والديه أن يقسم راتبه إلي ثلاث مرات في الاسوبع.
لكننا يجب ألا نربط بين منحنا المعاش للطفل ومدي رضائنا أو غضبنا عليه كما أنه يجب أن يكون متناسباً مع ميزانيتنا بغض النظر عن المستوي المعيشي لجيراننا أما إذا احتج الطفل فإن في امكان الأب أن يقول لابنه بنبرة مخلصة متعاطفة: تمنيت لو استطيع منحك معاشاً أكبر لكن ميزانيتي محدودة
ومن الأفضل أن نبدأ بمنح الطفل معاشاً صغيراً منذ بداية دخوله المدرسة ثم يزداد تدريجياً مع تقدمه في السن ونمو قدرته علي تحمل المسئولية وبالطبع فإن ما يزيد عن المعاش فإنه من حق الطفل لا الوالدين .