وعن إشراق النجوم أحتار العلماء في تفسيرهم العلمي له .. إذ كيف تظل النجوم مشرقة ملايين السنين دون أن يختفي ضؤها وإشراقها ؟ هل يعود ذلك إلى عشرات الملاين من الدرجات الحرارية الموجودة بها ؟ وإذا افترضنا ذلك فإن فقد هذه النجوم درجة حرارة واحدة من حرارتها الهائلة هذه كل سنة يكفى بعد مرور ملايين السنين عليها أن تصبح باردة أو أقل حرارة بكثير لكن العجيب إن درجة حرارتها ظلت كما هي.
واحتار العلماء في ذلك الإشراق .. ولا زالوا في حيرة منه ومما زاد من حيرتهم واستغرابهم هو تساؤلهم عن كيف تحترق هذه النجوم ولا تفنى؟ إذ إن من المعروف إن كل مادة ملتهبة تفقد من كتلتها بسبب الاحتراق .. وأثناء هذا صادفهم ما يفوق بحثهم غرابة وغموضا ً .. إلا وهى الأشعة الموجودة في كل مكان في الفضاء والتي يدرك الإنسان فقط منها موجة من اللون الأحمر إلى موجة اللون البنفسجي ولقد أكتشف العلماء بعد ذلك أمواج أقصر جداً من تلك الأمواج السابقة .. تعرف باسم " الأنجستروم " وهى جزء من عشرة ملايين جزء من المليمتر.
وارتاع العلماء عندما اكتشفوا أشعة تخترق ما كثافته 280 متراً من الماء بينما لا تستطيع الأشعة الذرية أن تخترق إلا بضعة أمتار من الماء .. وسميت من قبل العلماء بالأشعة المدمرة فكيف إذا بحثنا في أمر الأشعة الكونية .. التي تصل إلى الأرض من جميع جهاتها وفى كل أوقاتها وفصولها ولا دخل للشمس والقمر فيها .. هذا القدر من الأشعة الذي يعتبر رذاذا ً بالنسبة لما هو موجود في هذا الكون الشاسع .. والتي كلما ارتفعنا إلى السماء نجد إنها تزيد وتتركز حتى تصبح حزماً مدمرة وقوى جبارة لا سبيل إلى وصف تدميرها فهي الفناء تماماً بصورة لا يعهدها البشر ولا يتخيلها الفكر .
من كل ذلك يتضح لنا مدى قلة الأسرار التي أمكن للإنسان أن يحيط ببعض ظواهرها وبالرغم من أنها في قلتها تكاد تبلغ العدم فإنها تحمل معاني وإرشادات أحتار العقل في الإحاطة بها وإدراك كل رموزها ..
فكيف لو عرف الإنسان ما خفي من الأسرار .. وارتفعت الحجب فأبصرت الآيات التي تشير إليها هذه الأسرار ..
لابد إذاً أن تحكم الوجود قوة جبارة هادفة مدبرة شاملة قاصدة تتجلى قدرتها في نظام وحدات الكون وتظهر عظمتها وشمولها في الكون بأكمله .. فهذه النجوم والكواكب والأفلاك والسدم بأعدادها وبما يفوق الوصف من إحجامها كلها تسير وتتحرك في مدارات معينة وبسرعة مذهلة منذ ملايين الملايين من السنين وما عصت وما تمردت بل سمعت وأطاعت وظلت معلقة كما هي منذ الأزل .
وهنا يبرز سؤال بديهي ترى من الذي يمسك السموات والأرض عن الوقوع؟ ويرد القرآن الكريم على سؤالنا هذا في الآية الشريفة التي تقول : " ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم " وتقول آية أخرى " إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا " هذه القوة إلى جانب إنها تشمل الوجود فإنها تحيط به إحاطة كاملة تامة إذ إن اتساع الكون يشير إلى إن هناك قوة داخلية تدفعه إلى الخارج ولكن هناك أيضاً قوة خارجية تتحكم في سرعة تمدده.
أما مبدأ هذه القوة فإنه لأمر عجيب إذ ثبت علمياً إن لا بداية ولا نهاية لها ومن خلال هذه الحقائق تبرز لنا بعض أسرار الآية الكريمة " هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ".
وآيات الكون لا تقتصر على هذا الفضاء الشاسع بكل ما يحويه بل إن كل ما في الوجود إنما يشير إلى الحقيقة وينادى بوجودها .. إلا وهى حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى .. فهناك الإنسان والحيوان والنبات .. وكل الكائنات الموجودة في الوجود إنما تشير كلها إلى عظمة الخالق وحكمته ودقة صنعه.