أجرت صحيفة "الكومبس" السويدية الناطقة بالعربية حوارًا مع ليلى علي علمي، أول نائبة محجبة في البرلمان السويدي، وقالت إن تحديد موعد معها لم يكن بالأمر اليسير، نظرًا لتهافت وسائل الإعلام العالمية لإجراء حوار معها. وأضافت أن هذا التهافت يدل على أهمية الحدث التاريخي، وهو دخول امرأة محجبة إلى البرلمان السويدي. وتابعت الصحيفة أنها عندما التقت ليلى وجدوها كما توقعوها، فتاة بسيطة متفائلة، وأنها على الرغم من أنها لم تكن محنكة سياسيا أو متحدثة متمكنة ملمة بكل المواضيع والقضايا السياسية، بل يجب عليها أولا وأخيرا أن تكون أمينة ومدافعة عن القضايا التي انتخبت من أجلها، وهو ما ليس بالضرورة أن تكونه لتصبح عضو بالبرلمان، إلا أن الحوار معها كان ممتعا ومفيدا. وذكرت الصحيفة أن ليلى ذات الأصول الصومالية وصلت إلى السويد مع أهلها وهي بعمر سنتين، وعملت مترجمة، ما أتاح لها أن تكون معروفة للجالية الصومالية في يوتيبوري، وذلك قبل أن تعمل في التنظيف وتوزيع الصحف، وكانت تساعد المهاجرين في معملاتهم مع المؤسسات السويدية. ترشحت ليلى عن حزب البيئة، ولم يكن متوقعا لها الفوز، حيث كان ترتيبها الـ21 في القائمة، ولولا التصويت الشخصي لما فازت، خاصة وأن أداء حزبها كان هزيلا خلال تلك الانتخابات، حتى أن وزير الإسكان، بيتر إريكسون، لم يستطع الفوز، برغم موقعه المتقدم بالقائمة. حصلت ليلى على 1467 صوتًا وتقدمت جميع المرشحين الآخرين في حزبها، لتصبح المرأة الوحيدة المحجبة التي تجلس في البرلمان والعضو الأول من أصول صومالية. عرفت ليلى نفسها قائلة: "اسمي ليلى علي علمي، نائبة في البرلمان السويدي (الريكسداج) عن حزب البيئة، عمري 30 سنة ونشأت في مدينة غوتنبرج". وأوضحت أن أبرز القضايا السياسية التي تهتم بها هي قضايا سوق العمل والتعليم، حيث تطمح لتحقيق عدالة أكثر في سوق العمل، وإعطاء فرص للعاطلين عن العمل لفترات طويلة، وتأمين مقاعد تعليم، مشيرة إلى أنها نشأت في الضواحي المتضررة والمهمشة، لذلك تريد أن يكون هناك مساواة واضحة بتوزيع الفرص. وردت على الصحف السويدية التي تقول إنها نجحت بفضل أصوات الصوماليين، بأنه بطبيعة الحال هناك مواطنين صوماليين من بين الأصوات، لكنهم أيضا مواطنين سويديين، واصفة الانتقادات بأنها غير صحيحة، لأنها عملت على الحملة الانتخابية وطرقت أبواب الناخبين، وكانت متواجدة في مراكز الترويج الانتخابي، وأنه من الطبيعي أن يتواصل المرشح مع وسطه، وهذا من شروط العملية الديمقراطية. وأعربت عن فخرها لكونها النائبة الوحيدة التي ترتدي الحجاب وأول امرأة محجبة تدخل البرلمان السويدي، وأن ذلك يعني الكثير بالنسبة لها ولكثير من النساء المحجبات، وأن ذلك يشجع مثيلاتها من الفتيات، وأن الحجاب لا يمكن أن يحد من طموحهن. ونصحت الفتيات من أصول أجنبية خاصة اللواتي جئن مؤخرا إلى السويد بأن يثقن في أنفسهن، وأن يكون لديهن شعور بالأمان، وأن كونهن مهاجرات لا يعد عائقا، فالفرص كبيرة، ويجب على كل واحدة أن تعتمد على نفسها وتدفعها إلى الأمام. وعن كيفية الحد من إمكانية تزايد النزعات العنصرية في المجتمع، قالت إنه "يجب عدم الاستسلام لمثل هذا الواقع، وعدم الشعور بالشلل تجاه التصدي لهذه النزعات، يجب علينا أن لا نخاف وأن نأخذ مواقعنا في المجتمع، من المهم أن نكون فعالين وأن نساهم في الديمقراطية السويدية ونمارسها، ومن المهم أن ننتخب".