هذه المملكة .. العجيبة .. الغريبة الفريدة من نوعها .. ماذا تحوى في أعماقها؟ من حقائق .. وعجائب .. وآيات .
كلما توغل العلماء.. أكثر في دراستها كلما تأكدوا إن ما وصلوا إليه بدراساتهم لا يعتبر شيئاً بالنسبة إلى الحقائق التي تنبض بها حياة النبات ولا عجائب الآيات التي يمكن أن تستخلص من معرفة تكوينه.. إذ ثبت من قبل العلماء أن أنواع النبات قد وصلت حداً لا يمكن حصره إلى الآن .. وإنها تتدرج من نباتات لا تكاد ترى بالعين إلى أشجار تبلغ أطوالها وأ حجامها أرقاما تبعث على الدهشة.
ألا يدلنا ذلك على أن وراء ذلك العالم يد متناهية في الدقة والنظام والإتقان.. ألا وهى يد الله سبحانه وتعالى خالق الوجود وما يحتويه .
كيف تسير حياة النبات ؟ كيف يستمد طاقته ؟ يعجب المرء .. إذ اتبين له إن وظيفة الحياة عند النبات أصعب منها عند الإنسان والحيوان إذ أن النبات يقوم بعكس ما يقوم به الكائنان الآخران .. إذ يقوم بصنع غذائه عن طريق تحويل الطاقة التي يستمدها من الشمس إلى مادة غذائية وذلك عكس الإنسان والحيوان .. إذ إنهما يقومان بتحليل المواد الغذائية ليحصلا منها على الطاقة .. وامسك العلماء هذا الخيط .. وحاولوا استخدام هذه الطريقة لخلق نبات جديد في نوعه .. بأن يجعلوا الماء يتحد مع ثاني أكسيد الكربون في وجود الضوء وفى وجود محلول الكلوروفيل الذي يمتص الضوء في النبات ولكنها فشلت تماماً .
وتأكد عندئذ العلماء من أن شيئاً ما موجودا ً في النبات لابد من وجوده لخلق هذا الإتحاد وتكوين المادة وقد قال عنه العلماء إنه سر الحياة.
وعندما نتطرق إلى عملية التغيير الغذائي التي يقوم بها النبات فإننا نتعرف على عمليات كيماوية عجيبة ونتائجها أعجب .. إذ يقوم النبات بعملية البناء والتشييد إذ يتكون فيها من المواد البسيطة كالسكر نشا أو من المواد الكربوهيدراتية زيوت وهى معقدة وتستعمل في بناء النبات .. وعملية هدم وتحليل إذ تتحلل المواد المعدنية أو العضوية في النبات إلى مواد اقل وينتج عن ذلك انطلاق مجهول يستخدمه النبات في حركة أو دفاع .. وكل تلك العمليات تهدف إلى تكوين النبات بصورته التي يجب أن يكون عليها لتحقيق الهدف من نوعه .
وقد أثبتت الاكتشافات الحديثة في النبات إنه يوجد به هرمونات تنسق وتنظم وتشرف على جميع العمليات الحيوية التي تتم في النبات .. منها ما يحافظ على الأزهار .. ومنها ما ينضج الثمار وتحدد الوقت المناسب لذلك .. ومنها ما يقوم بعملية توزيع الغذاء على أجزاء النبات المختلفة .
وهنا دعونا نتوقف لنتساءل هل للنبات مقدرة على التفكير مثلما هي للإنسان والحيوان بدرجات متفاوتة .. ما أثبته العلماء يوافق ذلك .. إذ إنهم اكتشفوا إن النبات يقوم بعدة عمليات للتحايل على الظروف التي قد يواجه فيها أية صعوبة في حياته .. وتظهر بصورة واضحة كلما كانت الظروف التي يواجهها أكثر صعوبة .
فمثلاً في تكساس .. يوجد نوع من النبات يسمى لاجينلا لبيدوفيلا ينمو بشكل طبيعي إذ كانت الظروف طبيعية .. أما إذ ما حل بالبلاد جفاف تحول النبات إلى كرة كبيرة جافة وسمراء فيبدو وكأنه ميت تماماً فإذا ما انتهت فترة الجفاف وعادت الإمطار .. تتفتح الكرة المتماسكة الأجزاء وتنتشر أفرعها التي تأخذ في الاخضرار مرة أخرى ويواصل رحلة حياته من جديد .. وهناك نبات آخر في ولاية إنديانا يتحول عندما تغطيه الكثبان الرملية إلى جزور ثم بعد زوالها تعود أغصانه إلى الظهور وتسير سيرتها الأولى .. من كل ذلك يتبين لنا إن بعض النباتات تقوم بعمليات طارئة عندما تطرأ ظروف تقتضيها القيام .. لكي تحافظ على حياتها
ألا يدلنا ذلك على إن النبات يفكر .. إنه لا يفكر فقط ولكنه يشعر أيضاً ..كيف ذلك ؟ لقد توصل العلماء بأبحاثهم أخيرا إلى حقيقة تتركز في أن للنبات شعوراً وإحساساً للإنسان .. إذ اثبت ذلك عالم الطبيعة النووية .. الدكتور هوبارد عندما استعمل جهاز الجلفا نومتر الذي يستعمل في كشف الانفعالات الحية الموجودة في الإنسان .. وقام بضبط الجهاز على العلامة التي تسجل انفعالات الخوف والشعور بالذنب عند الإنسان .. وقام بتوصيل ثمرة طماطم مازالت على نباتها بالجهاز ثم غرز إبرة داخل ثمرة الطماطم فبدأت إبرة الجلفانومتر تهتز وترتفع .. وتأكد هوبارد إن نفس شعور القلق والخوف من الموت قد ظهر على النبات وهذا يعنى إن النبات يفكر ويساوره القلق .. وقد اثبت إلى جانب ذلك إن النبات تجتمع فيه عوامل الخير والشر كالإنسان فهناك نباتات خيرة رقيقة حساسة تحب الجميع كالأزهار .. وهناك نباتات قاتلة مثل الأشجار الموجودة في الأمازون والصبار الذي ينمو في الأريزونا المتخصصة في الهجوم والأغراض الشريرة .
ولقد اثبت الدكتور اهارد إن النبات يشارك الإنسان في انفعالات السرور والألم .. كما ذكر إن الموسيقى تساعد على نمو النبات بسرعة.
والغريب أيضاً ما اكتشفه عالم أمريكي من علماء الكيمياء الحيوية إن نباتات الطماطم والموز تصاب بصدمات ونوبات قلبية نتيجة لانسداد الشرايين .
إذاً كل ذلك يحتم علينا أن نعرف كيف نعامل النباتات برقة .. مخافة أن يأتي اليوم الذي تثور فيه النباتات المخيفة ضد الإنسان .. ولقد أعلن العالم السوفيتي ايفان جوبار إنه بعد أن مضى عليه عشرون عاماً في دراسة النبات تأكد من وجود جهاز مركزي ينظـم الوظائف الحيوية للنبات ولا يختلف عن الجهاز العصبي عند الإنسان والحيوان .. ومن كان يصدق أن يصل العلماء إلى هذه الحقيقة العلمية .. وهى إن للنبات اثراًفي بطء دوران الأرض .
أما عن كيف يتم له ذلك؟
فقد أكتشف العلماء إن صعود العصارات النباتية إلى قيعان النبات وزيادة تغلغل الشعيرات الجذرية في الأرض ونشاط النمو في الأوراق في الربيع يؤثر على دوران الأرض ويبطئه بمعدل بطء نمو اليوم بنمو 20 مليون جزء في الثانية وهذا معناه إن عود النبات يتدخل في سرعة الأرض .
فيا ترى .. هل هذه كل الحقائق الموجودة عن النبات .. هي بعض من كثير لم نعرفه بعد .. وكل حقيقة يتوصل إليها العلماء .. تدلنا أكثر فأكثر على عظمة ودقة صنع الخالق فكيف يكون ذلك النظام .. وتلك الدقة كلها نتيجة للصدفة العشوائية كما يدعى البعض أليس ذلك الاعتقاد تخبيطاًفي جهل .. وتحدياً ضعيفاً لحتمية وجود الله سبحانه وتعالى .. أبعد هذه الدلائل الكثيرة التي يقدمها لنا الكون بعجائبه نحتاج إلى أدلة تثبت الحقيقة الكبرى .. إننا كلما تعمقنا أكثر في دراسة الكائنات الحية في الوجود إلى جانب محتويات السماء .. نزداد عجباً ودهشة .. وسنجدها كلها تشير إلى القوة المدبرة الحكيمة الرحيمة التي خلقت فأتقنت وأوجدت فأبدعت .
ولنا لقاء آخر في العدد القادم لنتحدث عن الإنسان خليفة الله في الأرض...