آخبار عاجل

الله والكون الحلقة الثالثة: الله والإنسان أعداد / سلوى المؤيد

23 - 07 - 2021 10:21 3423

   
الإنسان هذه المعجزة الهائلة في حد ذاته .. الآلة شديدة التعقيد المتحركة الناطقة المفكرة .. التي يكمن في نشأتها من اللاشيء لغز الوجود الإلهي .. أنظر إلى الإنسان عندما تفارقه الروح .. هذا السر الإلهي المحير .. يمسى كالجماد .. لا حركة .. لا كلام .. لا تفكير .. ولا سبيل إلى عودته إلى الحياة من جديد .. 

ما من إنسان قد ذهب وعاد مرة أخرى .. ولن يكون ذلك الشيء أبدا .. وقد قال الله سبحانه وتعالى في هذا الشأن  
      "  ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً "   
       

ومن يأتي بعد الإنسان من الكائنات .. الحيوان ذلك الكائن الأخرس .. المليء بشتى الانفعالات .. الحاصل على قدر ضئيل من التفكير وإن زاد قليلاً عند بعض أصنافه مثل الثعلب والقرد  .. وغيرهما من الكائنات الصغيرة الحجم إلى درجة لا ترى بها إلا بالمجهر والهائلة الحجم .. كالديناصور .. وكل يسعى في الحياة بأمره سبحانه وتعالى .. وبنظام .. ولهدف لا نعرف عنه إلا القليل .. والباقي علمه عند الله صانع كل شيء ومتقن صنعه .

إن عظمة الله وحتمية وجوده  واضحة  كالشمس للعقول المؤمنة المفكرة التي تتعمق في تأملاتها لإبداعات الوجود الكوني ومن ضمنها المخلوقات المختلفة الأشكال والأنواع .
  
تعريف الإنسان :

لننظر إلى الإنسان الذي أحتار العلماء في وضع التعريف الصحيح له ..

فهو جسد مادي .. كما يعر فه علماء التشريح .. وهو إلى جانب ذلك يختلج بمجموعة من الأحاسيس والانفعالات كما يعر فه علماء النفس .. هذه المجموعة التي يدفعها العقل والقلب معاً للتحرك والعمل .. ويكمن في العقل الذكاء هذا السر المحير الذي يعمل بنفسه والذي لا نعرف بعد الا كيف يعمل ولكن كيف وجد ؟ وكيف يحلق ؟ ولماذا يتفاوت عند الناس ؟..  ما هي الطاقات التي يستطيع تفجيرها مع الأيام ؟ وإلى أى درجة من النمو والنبوغ يستطيع أن يصلها عند بعض الناس .. فهذا كله لغز غامض بعد .. ولا نستطيع إدراك مداه .. والإنسان إلى جانب ذلك خليط متقن من مواد كيماوية متعددة تكون سوائل وأجهزة الجسم كما يراه علماء وظائف الأعضاء وهو يحول الغذاء الذي يتناوله إلى طاقة يستمدها ليقضى حاجات يومه وغده .. من شئون الفكر والمادة .. كما يراه علماء التغذية .. وهو أخيرا هذا المجهول الذي لم تعرف حقيقته بعد .

إذاً الإنسان جسد  وعقل و   وروح .. وكل ذلك متلازم لكي يعمل .. إذا تخلى احدهما عن الآخر فقد كل شيء معناه .. وأمسى دون فائدة .. في الدنيا .. الجسد .. هو الظاهر .. الروح هي السر الآخر الباقي الخالد المختفي المحرك أما ما نعرفه عنها إلى الآن .. فإنما يزيدها غموضاً على غموض ويظل الجهل بها كائناً على حاله  

ويلخص تساؤلنا هذا الدكتور ألكسيس كاريل الحاصل على جائزة نوبل في الطب في كتابه "الإنسان هذا المجهول ". فيقول  :
" الواقع أن جهلنا بالإنسان مطبق ولا زلنا لا نعلم مناطق شاسعة من عالمنا الداخلي إذ إننا كثيراً ما نتساءل .. كيف تتوافق جزئيات المواد الكيماوية فيما بينا لتكوين الأعضاء المعقدة الانتقالية للخلايا ..؟ كيف تحدد الموروثات التي تكمن في نواة السيكولوجي ؟ .. نحن نعرف أننا نتكون من أنسجة وأعضاء وسوائل وشعور ولكن هذه العلاقات التي تربط بين الشعور والخلايا المخية .. مازالت سراً غامضاً .. ؟

ويستطرد الدكتور كاريل في تساؤلاته ..
                                                          
  ما هي الأهمية النسبية لأوجه نشاطنا الفكري والخلقي والفني والصوفي .. بل ما هو مدلول الشعور بالجمال والتدين ؟ 
إلى جانب الكثير من الأسئلة التي تدور حول هذا الكائن المعقد في تكوينه البسيط جداً في نشأته 
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved