آخبار عاجل

الله والكون الحلقة الثالثة: نشأة الإنسان: أعداد / سلوى المؤيد

24 - 07 - 2021 10:22 2990

نشأة الإنسان:

ينشأ الإنسان من خلية واحـدة تنقسم إلى خليتين، ثم تنقسمـان بدورهمـا  وهكـذا يستمـر الانقسام فيتكون بذلك الإنسان .. وإذا به بعد هذه المرحلة يصبح كائناً معقداً جداً في تكوينه .. وتتكون الخلايا من تلقاء نفسها ومن ثم تتكون العظام لتكسو بعد حين باللحم .. ويبث فيها الخالق الروح .. هذا السر المحير الغامض .. وبعدها يتكامل الجنين بالتدريج في التسعة أشهر التي يقضيها في بيت الرحم .. وفى وقت محدد يخرج إلى العالم الذي يعيش فيه .. وهذا الجنين ما أعجب حياته في رحم والدته .. إنه يتغذى تلقائياً .. بواسطة سره العجيب المتصل بسر الأم وليس بفمه .. لا يشم هواء ولا يرى ضوءاً ولا شمساً .. ولو حاول بعد خروجه إلى الحياة أن يعيش بالطريقة الأولى لهلك وفني تماماً .. فهل للإنسان إذاً دخل في ذلك ؟ ..هل له دخل في عمل جسم هذا الجنين الذي لا يعي ولا يفهم .. ويكون قبل وبعد خروجه من رحم والدته ذلك الإنسان الذي أدهش العلماء والباحثين حول كيفية حفظه لتوازنه العضوي .. وقيامه بالعمليات التكيفية التعديلية وهى التي تعرف بأسماء الصد والتعويض والإنابة والكف والتكييس والتجمد - ولا يتسع المجال لشرحها- .. و هي عمليات القصد منها حفظ توازن العمليات التي تجرى في جسم الإنسان للإبقاء على حياته .. هذه الأعضاء التي تتصرف وكأنها مزودة بعقل وحكمة وتدبير وعلم يفوق ما يعرفه البشر ..

فمثلاً الخلية التي تنتج الشعر .. تنتجها بطول مخصوص على حسب مكانها في الجسد .. وحسب جنس حاملها هذه المعجزة البسيطة .. هل تحتاج إلى دليل على وجود قوة إلهية مدبرة وشاملة ؟ 

فكيف إذاً بالحياة الزاخرة بأسرار عرف منها القليل والقليل جداً وبقى الكثير جداً لم نعرفه بعد .. وربما لن نعرفه أبدا ً وكل ذلك الخلق والتدبير إنما هو مقصود ومؤكد وهدفه استمرار الحياة بصورة معينة وبقدر محدود .. فكيف يتم كل ذلك؟ 

هذه القوة التي تشرف على كل شيء في الوجود وهو يسير في طريق مرسوم ووفقاً لخطة موضوعة وتقدير دقيق ؟ هذه الخطة وهذا التقدير الذي يتجلى وضوحه عندما نعود بالبحث إلى الوراء لنصل إلى الكائن الأول من الحيوان والإنسان .. يخلق الله الذكر .. ويخلق الأنثى .. فلماذا لم يخلق ذكورا ً وقليلا ً من الإناث أو العكس أو يخلق احد النوعين فقط ؟ ولماذا هذا التعادل ؟ لابد أن يكون لغرض قائم على خطة وتقدير وحكمة .. فهل من المعقول أن تكون الطبيعة العشوائية غير المفكرة .. هي التي تخطط وتقدر وتقرر ؟ كلا .. لابد أن نعترف إزاء ذلك إن هناك من يقوم بهذه المهمة .. ويدير هذا الكون الشاسع .. بهذا النظام وهذا الإبداع .. على أساس خطة قدرها وقام بتنفيذها بكل إتقان وكل دقة متناهية وهو الله سبحانه وتعالى .. الأجيال مستمرة من الذكور والإناث دون أن يختفي أحد منها .. والاختلاف قائم بينهما .. مما لا يدع المجال لأي شبهة لتقول إن تحوراً أو تطوراً قد حدث .. إذاً الاختلاف بين الذكر والأنثى كان مقصوداً ومتعمداً من الخالق منذ الأزل مع إن النوعين عاشا في نفس الظروف وتناولا نفس الطعام .

وما ابعد الفرق بينهما .. ليس من الناحية الفسيولوجية فقط .. وإنما يمتد ذلك إلى الناحية النفسية والعقلية والعاطفية .. كما اثبت ذلك الأطباء العالميون الروحيون أمثال "الكسيس كارليل " والمعجزة الآلهة تبدو في أوضح صورة عندما نرى إن الجنين يتكون عن طريق تلقيح الحيوان المنوي بالبويضة .. ويحمل الاثنان الصفات الوراثية لكل من الأب والأم .. وبالتالي سلالتهما .. هذه الصفات تحملها كروموزومات محدودة العدد في كل خلية .. إذاً نتيجة لذلك لابد وأن ينتج عن هذا التلقيح إفراد متشابهون .. إلا إن ما يحدث هو العكس وهنا تتجلى المعجزة الإلهية .. لم نجد حتى اليوم ومنذ بدء الخليقة شخصين متشابهين .. من الناحية الفسيولوجية والنفسية والعقلية .. وينطبق ذلك حتى على التوائم .. فأي سر يكمن في ذلك ؟ وأي قوة مدبرة حكيمة وراء هذه المعجزة مع إن ذلك لا يتمشى مع القوانين العملية التي تحكم الوراثة ..

إنها أمور عجيبة تتم في الحياة وتتجلى في كل ظاهرة  وليست هي من قبيل الصدفة لأنها هادفة وقاصدة وتسير وفقاً لقانون آخر معارض في جزء آخر .. إن هذا الاختلاف في القوانين هو الذي يحكم الأمور التي تتم بها الحياة .. ولو اتفقت هذه القوانين لوقفت عجلة الحياة .. ألا يدل ذلك على قوة مهيمنة لا تغفل عن شيء مهما دق ولا تترك امرأ مهما صغر في هذا الوجود ؟

إن الأمثلة لكثيرة بل إنها لا تقف عند حد .. فكل ما يتم حولنا وفى أنفسنا من شئون الحياة ليحمل في طياته إسرارا .. وأي إسرار ويحكى لنا اصدق الحديث ويحمل إلينا أروع الآيات على وجود الله  سبحانه وتعالى وهكذا السماء وما فيها والأرض وما عليها وأسفلها ..
                                                          
وإلى اللقاء في العدد القادم
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved