تحولت قصة كريم أحمد توفيق، المصاب بسكتة دماغية إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لاهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحالة الشاب الصحية وتقديم كافة السبل لعلاجه.
ونشرت الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصري بيانًا أكدت فيه، أن التواصل مع والد الشاب المصري جاء بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بمتابعة حالة نجله، موجهين الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على استجابته الكريمة والفورية وتوجيهاته بتحمل حكومة دبي تكلفة سفر لاستكمال علاجه في مصر، وموافقته على مرافقة طبيب وممرضة من مستشفى العلاج بالإمارات خلال رحلة عودته، ما يعكس عمق العلاقات بين مصر والإمارات على كافة المستويات.
ويحكي أحمد توفيق والد الشاب العائد إلى مصر كواليس المساندة والدعم قائلًا: "سافر كريم قبل 4 أعوام للسعي في أرض الخير، ولكن بسبب ظروف كورونا عانى بعض الشيء ليصاب بأزمات طبية صعبة خلال 13 شهرًا قضاهم في المستشفى". وفقا لسكاي نيوز.
وتابع "كنّا نتحدث قبل مرضه بيوم حول رغبته في العودة وزيارة والدته وأهله، ولكنه كان ينتظر إنهاء أوراق إقامته، ولكن في اليوم التالي شعرت بأن روحي تنسحب مني، قمت بالاتصال عليه كثيرًا لم يجب، فتواصلت مع أصدقائنا المصريين هناك، وأكدوا لي أنه في حالة صعبة وفاقد للنطق والحركة وفي حالة إغماء تام، وعندما طلبت التواصل مع الأطباء أكدوا لي أنه يعاني من سكتة دماغية وانخفاض شديد في ضغط الدم أثّر على وظائف الجسم".
وأردف الأب العائد نجله للعلاج في مصر بقرار رئاسي: "حقيقة نجلي تلقى رعاية متميزة للغاية داخل مستشفى دبي، وتواجد في أكبر عناية مركزة، وكانوا يتواصلون معي طوال الوقت لتوضيح الوضع الصحي له. في هذا الوقت كنا نمر في مصر بأزمة طاحنة، ولكنني قمت بعمل جواز سفر وحصلت على قرض بضمان معاشي للسفر ومساندته".
وأضاف "تمكنت من السفر وذهبت إليه مباشرة عند الوصول، وعندما دخلت عليه الغرفة لم أعرفه بسبب تغير شكله جراء المرض".
وواصل والد الشاب، "فكرت بعد أن صعُبت الحياة عليّ وعلى أسرتي في مصر أن أناشد الرئيس السيسي باستكمال علاج كريم في مصر باقتراح من أحد المتواجدين معي في الإمارات".
واستكمل "توفيق": "بعد مناشدتي للأب الكبير عبدالفتاح السيسي باحتياجنا للسفر لمصر لاستكمال العلاج، واحتياج والدته الكبيرة لرؤيته ومساندته والوقوف بجواره، مضت ساعات تقريبا وأبلغتني وزيرة الهجرة الدكتورة نبيلة مكرم بأن الرئيس سمع الاستغاثة وأمر بتكليفها ومعها وزير التعليم العالي وعدد من المسؤولين لتجهيز مستشفى لاستقبال كريم".
وكانت نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج قد أكدت عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الجمهورية الجديدة ليس هاشتاغ أو شعارات، دي مصر الجديدة التي كنّا نحلم بها من زمان، كريم توفيق 32 عام ويعمل في أعمال بسيطة في دبي، مرض وحالته تدهورت ومنذ أكثر من عام في المستشفى يعاني من مضاعفات كثيرة".
وتابعت وزيرة الهجرة في حديثها عبر صفحتها الشخصية: "الأب غير مقتدر، وليس لديه أي واسطة توصله بأي مسؤول، ولكن استغاث برئيس الجمهورية الذي قام بتوجيه الوزارة بتنفيذ طلبه والتكفل بعلاجه. سيصل كريم مصر برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مفيش واسطة فيه إنسانية".
ويحكي الأب الستيني عن لحظة اتصال وزيرة الهجرة به: "الروح دبّت فيّ من جديد، وكأن جبلًا قد انزاح من فوق أكتافي. لاستقبل اتصالا بعد دقائق من مسؤول كبير من دولة الإمارات طلب مني التفاصيل واسم المستشفى، لتتغير الأمور واتلقى اتصالا آخر بعذ ذلك من الوزيرة في السابعة صباحًا بأننا سنعود لمصر، مع تكفل الشيخ محمد بن راشد بكافة المصاريف وتكليفه بتواجد فريق طبي بجواره حتى يصل للمستشفى، حقيقة كل ما قابلته كان فرطًا من الود والحب، ففي الإمارات أناس من أفضل وأحب الناس في الوجود".
وأكد: "أزماتي التي كنت أفكر فيها في عام انتهت في ساعات، الإمارات سخرت لنا كل شئ بداية من المستشفى وحتى الوصول للمطار، ولحظات وكانت جميع التفاصيل منتهية، حتى ركبنا الطائرة، وفور وصولنا للمطار كانت سيارة الإسعاف متواجدة وتم نقل كريم وطلبوا مني أن أكون بجواره وألا أحمل همّ نقل الشنط أو أي تفاصيل آخرى".
وذكر الأب "كنّا نحلم بمصر الجديدة الطيبة، بتواجد رئيس يشعر بالمواطنين ويعيش فرحتهم ويشعر بآلامهم، حقيقة ما حدث حلم، فكنت في كابوس صعب للغاية انزاح بفضل مساندتي أنا ونجلي من مصر والإمارات".
وواصل: "في مستشفى عين شمس كان الاستقبال مثاليا، وسألونا عن حالة كريم بالتفاصيل، وطمئنونا بأن الرعاية التي كان يتلقاها في دبي سيتلقاها في مصر".
ووجّه "توفيق" رسالة للمسؤولين الذي ساعدوه في الإمارات قائلًا: "أنتم فوق رأسي جميعًا، ما صنعتموه ووقوفكم بجانبي أنا ونجلي طوال الشهور الماضية كبير للغاية. أنتم أرض العطاء والخير، وشعب الإمارات طيب ومضياف، وشكرًا لصحة دبي الذين وقفوا مع كريم قرابة الـ13 شهرا برعاية كاملة واهتمام مثالي".