تمضي الإمارات قُدماً في وضع معالم بارزة لمشروع خارطة الاستدامة في العالم بتكريس الجهود لبناء عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة.
حيث بدأ إكسبو 2020 دبي برسم ملامح مستقبل العالم بتقديم الحلول والأفكار وحشد كل جهد إبداعي لإيجاد حلول واقعية وعملية للتصدي للتحديات الراهنة وتحويلها إلى فرص.
ولا شك أن أنجح الرؤى، التي تُبنى على مكامن القوة، هي القادرة على مواجهة التحديات، لذلك فقد سلط إكسبو 2020 دبي الضوء على ما حققته الدولة من إنجازات وقصص نجاح بهدف الاستفادة من الخبرات الإماراتية في مجال الاستدامة وبحث سبل التعاون، الذي يسهم في تذليل العقبات التي تواجه عدداً من دول العالم واتخاذ حلول فعالة ومشتركة حيالها في ضوء التغيرات السريعة والمفاجئة التي أعاقت التقدم، إذ إن شعوب العالم في ظل الجائحة في أمسّ الحاجة إلى ما يرفع من معنوياتها ويطمئنها ويلهمها من جديد لتحقيق الرفاه الاجتماعي والازدهار الاقتصادي والنماء البيئي.
وغني عن القول، إن الإمارات أثبتت نجاحها في تحفيز العمل العالمي من خلال جمع ما يقارب 200 دولة تحت سقف واحد بالرغم من الأزمة الصحية، فدول العالم تثق في قدرة الدولة على تهيئة المناخ الذي تدعم من خلاله كل حوار جاد يسهم في صياغة أجندة عالمية لتحقيق التنمية المستدامة بصورة ابتكارية وبروح من المسؤولية، ناهيك بتجربتها التنموية الرائدة وما تجسده من قيم وسياسات تدعو إلى الخير والتنمية والتعاون والسلام.
فالإمارات تستحق بجدارة أخذ دور القيادة في هذه المرحلة المهمة، إذ استطاعت في واحد من أدق الظروف التي مرت بها البشرية أن تكون سنداً للضعفاء، وهي قادرة على الإسهام بدورها الفعال في تعافي الاقتصاد العالمي من آثار كورونا القاسية، من خلال تجسيد شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" وإقناع العالم أنه فقط بالتواصل والعمل معاً يستطيع الجميع إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الراهنة.