آخبار عاجل

استمد قوتك من الآخرين.. بقلم: فاطمة المزروعي

24 - 02 - 2022 6:48 288

يواجه كل منا في حياته تحديات وصعوبات لا تخفى، بسببها نحتاج إلى المزيد من الطاقة والتحمل والصبر لتجاوزها، وفي أحيان كثيرة نحتاج إلى توجيه ودعم معنوي ودعم «لوجستي» بمعنى دعم بوسائل حسية مساعدة، مثل تجاوز اختبار للحصول على شهادة تعليمية، فنحتاج معها إلى مراجع وكتب، أو مرورنا بمرحلة من اليأس والقنوط فنحتاج أن نسمع قصصاً وعبراً ووقفة جادة بجانبنا تشعرنا بأهميتنا، وأننا على الطريق الصحيح، أو في مجال العمل عندما يتم تكليفك بمهام فتعجز عن أدائها بسبب قلة خبرتك فيهب أحدهم إلى تعليمك والأخذ بيدك.

هذه جميعها تمنحك القوة؛ فتستمد من مثل هذه والوقفات الجادة، القوة الحقيقية الدافعة والمثمرة التي تقودك إلى النجاح والتميز في حياتك. وغني عن القول إننا مع الأسف نفتقر في كثير من مراحل حياتنا إلى مثل هذه الوقفات، فالكل مشغول بيومه وآماله.

في الحقيقة القوة التي نحتاج إليها ليست في هذا المجال وحسب، بل في أحيان كثيرة تكون متعلقة بمشاهد أو مواقف عصيبة، فنستمد منها الإصرار والتحدي والمقدرة على الصمود والثبات أمام أي معضلة حياتية تواجهنا.

على سبيل المثال عندما تواجهك صعوبات تتعلق بتعبك من مشوار يومي تقضيه بين منزلك ومقر عملك ثم جامعتك التي تدرس فيها في المساء للحصول على الماجستير، فتشعر بالإرهاق والتعب، لكن مشاهدتك لزميل أو زميلة تحضر يومياً المحاضرات وهي مقعدة على كرسي متحرك وفي الصباح تعمل، هذه المشاهدة بحد ذاتها تدفعك نحو التميز، لكن قبلها تشعرك بالخجل، فتكون دافعاً لك لمواصلة حياتك التعليمية.

والأمثلة في هذا السياق كثيرة، مثل ما روته لي صديقة عن فتاة مكفوفة في إحدى الدول الخليجية القريبة، أصرت على الدخول للجامعة لدراسة اللغة الإنجليزية لأنها تريد إتقانها، وتريد أن تكون مترجمة، فلم تقبلها الجامعة أولاً بسبب عدم ملاءمة التخصص لإعاقتها، وثانياً لأن مستواها ضعيف نسبياً بالمقارنة مع متطلبات القبول، فخصصت فترة الصيف لدراسة مكثفة في الإنجليزية، ولم تبدأ الدراسة إلا وقد ارتفع مستواها لتبدأ مرحلة ثانية من الإصرار والتحدي والكفاح لقبولها في القسم العلمي الذي تريده، فكانت كل يوم تقضيه بين مكاتب وأروقة الجامعة في نقاشات مع أعضاء الهيئة التعليمية والمسؤولين بإصرار وتحدٍ حتى تم قبولها، ويتوقع أن تنهي السنة الثالثة بتفوق وتخرجها بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

مثل هذه القصص تبعث فينا القوة وتعلمنا أننا نمتلك القدرات والإمكانيات، وفي الحقيقة أن مثل هذه القصص والنماذج هي خير معين لنا وخير دافع فمنها نستمد العزيمة والصبر على الصعوبات الحياتية، لكن يبقى دور أحبتنا وأصدقائنا بالغاً، فلننظر حولنا ونتلمس كل من هو بالقرب منا، ولا نتردد في تقديم العون والمساعدة لمن يطلبها بكل أريحية وتفانٍ، فما تقدمه اليوم سيرتد إليك في المستقبل، وكما قال رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ): «صنائع المعروف تقي مصارع السوء..»، فنحن بحاجة إلى صنع المعروف ونثر مثل وقيم مساعدة الآخرين، وليس بالضرورة أن تكون هذه المساعدة مادية، بل قد تكون بنظرة أو بكلمة أو بتوجيه وإرشاد ونصيحة يكون لها أثر بالغ وكبير لدى الآخرين.

فلنبدأ أولاً بأنفسنا في التطلع والرغبة في مساعدة الآخرين.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved