طرحت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «OECD» نتائج دراسة دولية منهجية حول مبادرات جودة الحياة في المدارس الخاصة بدبي خلال السنوات الماضية.
جاء ذلك خلال جلسة تفاعلية ضمن فعاليات مهرجان جودة الحياة الذي تستضيفه هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي خلال مارس الجاري، بمشاركة الدكتور عبدالله الكرم مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي وأندرياس شليشر مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وبحضور مجموعة من القيادات المدرسية في دبي، لاستعراض نتائج الدراسة الدولية والتوصيات الصادرة عنها، والنهج الذي اتبعته الهيئة في رحلتها لتعزيز جودة الحياة ضمن منظومة التعليم والتعلم في دبي، فضلاً عن سبل الارتقاء بها نحو مستويات أعلى في المستقبل انطلاقاً من الدروس المستفادة من مسيرة ممتدة نحو تعزيز ثقافة جودة الحياة في منظومة التعليم بدبي.
وقال الدكتور عبدالله الكرم مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي خلال الجلسة الافتتاحية: تم إحراز الكثير من التقدم في السنوات الأخيرة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بأبحاث وبيانات جودة الحياة، ومن دواعي سرورنا أن قطاع المدارس الخاصة قد أصبح الآن جزءاً من ذلك.
ولفت إلى أن جائحة «كوفيد 19» منحتنا الفرصة للتفكير في الهدف الحقيقي للتعليم والقيمة الحقيقية لجودة الحياة، وأعتقد أننا تعلمنا الكثير عن أنفسنا والغرض من التعليم خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن جودة الحياة ليست وجهة يمكننا الوصول إليها، لأنها رحلة مستمرة مفعمة بالتغيير والتحديات، وتتطلب العمل من أجلها بشكل جماعي وهادف.
وأضاف: انطلاقاً من حرص حكومة دبي للارتقاء بجودة الحياة لجميع السكان في كل جانب من جوانب حياتهم، سنواصل العمل بشكل وثيق مع القيادات المدرسية والمعلمين وأولياء الأمور والطلبة للتأكد من أن طلبتنا يمتلكون المهارات والثقة التي يحتاجون إليها للازدهار في المدرسة وفي حياتهم اليومية خارجها ضمن منظومة تعليمية تتخذ من جودة الحياة محوراً رئيسياً لعملها.
ومن جانبه، قال أندرياس شليشر مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية: أظهرت جائحة «كوفيد 19» أنه ليس كافياً افتراض أن جودة حياة الطالب ومهاراته الاجتماعية والعاطفية القوية تأتي كنتيجة تلقائية لنظام تعليمي أكاديمي جيد، لأن الطالب يحتاج إلى أن يكون تصميم بيئة التعلم داعماً لهذا الغرض، ويسعدنا أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية تتولى حالياً قيادة هذه المهمة في المدارس الخاصة بدبي، وذلك استناداً إلى التوصيات الواردة في التقرير.
وتستهدف الجلسات التفاعلية ضمن مهرجان جودة الحياة، والذي يهدف إلى تشارك الممارسات الناجحة حول جودة الحياة في المجتمع التعليمي بدبي، مساعدة القيادات المدرسية وأعضاء مجالس الأمناء ورواد جودة الحياة والمعلمين في المدارس الخاصة لبناء تصوراتٍ عالية المستوى حول جودة الحياة في المجتمع التعليمي بدبي، والتعرف من خلال التوصيات العملية على الفرص المتاحة والخطوات التي يمكن للقيادات المدرسية القيام بها لتنشيط مجتمعاتهم المدرسية للارتقاء بمستويات جودة الحياة.
وستغطي الجلسات التفاعلية جوانب مختلفة من الدراسة، وتشمل الأسلوب الأنجح في بناء نهج المدرسة الشاملة لجودة الحياة، والارتقاء بجودة حياة المعلمين.
تحول
وفي سياق متصل، قالت هند المعلا، رئيس الإبداع والسعادة والابتكار في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: يمثل التركيز على جودة الحياة تحولاً كبيراً في الطريقة التي ننظر بها إلى الغرض من التعليم. بالنسبة إلينا، فإن جودة الحياة هي أسلوب حياة ليس فقط في المدرسة، وإنما في بيئة العمل والبيت أيضاً.
وأضافت المعلا: كجهة حكومية تتولى تنظيم قطاع التعليم الخاص في دبي، فإننا نشجع مجتمعنا على مواصلة التواصل الإيجابي والتعاون الفعال وتشارك الأفكار والرؤى حول جودة الحياة، لأن التحدي الذي قد يبدو كبيراً بالنسبة لمدرسة واحدة، يصبح أصغر بكثير عندما تعمل العديد من المدارس معاً للتغلب عليه.