آخبار عاجل

سيطرة شركات صناعة السلاح على الكونغرس الأمريكي.. بقلم سلوى المؤيد

04 - 06 - 2022 9:24 5226

                            

تألمت كثيراً عندما قرأت  عن الجريمة الوحشية التي ارتكبها شاب في الثامنة عشرة من عمره في إحدى المارس الابتدائية عندما اغتال ١٩ طفلاً بين السابعة والعشر سنوات ومدرستين  وزاد عليهم منذ أيام موت زوج إحدى المدرستين عندما توقف قلبه من الحزن على موت زوجته التي كانت حب حياته وتزوجا منذ ٢٧ عاماً وترك وراءه أربعة أبناء أبرياء ..لا نعلم أي مستقبل مؤلم ينتظرهم بعد أن فقدوا والديهم.
كم هن مفجوعات أولئك الأمهات بعد أن شاهدوا جثث أطفالهن  اللذين ذهبوا إلى مدارسهم ببراءة ولم يتوقعوا لا هم ولا آبائهم أن هذا اليوم المأساوي سيكون آخر يوم في حياتهم القصيرة .
ما هو السبب النفسي الذي دفع شاب هادئ ..لم يعتد قط على أحد ..ليرتكب هذه الجريمة البشعة ..ماهي الكمية الهائلة من الحقد في نفس هذا الشاب الذي حطم سعادة ٢٣ أسرة بريئة ..ما قرأته في الأنترنيت أنه من أسرة فقيرة من أسرة مفككه ..لا يجد أي اهتمام من والديه ..وأمه مدمنة على المخدرات ..وكان يتعرض كثيراً للاستهزاء والتجريح بسبب فقره من الطلبة في نفس المدرسة التي هاجمها ..وكان يتحمل كل هذه التنمر الحقير من هؤلاء الطلبة المعقدين ..دون أن يرد عليه ..لينطوي ويعزل نفسه عنهم   ا.. بعد أن أحالوا حياته إلى عذاب مستمر لينفجر مرة واحدة من خلال جريمته البشعة وهو لم يكمل بعد الثامنة عشر من عمره بدل أن يفكر في بناء مستقبله .
وكلنا نعلم أن الطلبة المتنمرين هم أيضاً ضحايا لآبائهم المعقدون الذين يضربون ويحقرون أبنائهم دون رحمة.. فيضعوا قهرهم في من أقل منها منهم مادياً أو شخصاً هادئاً منعزلاً عن زملائه في المدرسة.. ويتراكم القهر في نفوس هؤلاء الأطفال  المساكين ويصبروا متألمين مع ظروفهم القاسية التي يعيشونها ..ليصبوا يوماً عذابهم في اعتداء وحشي نذل مثل هذا الاعتداء الذي قام به هذا الشاب الذي حمل رشاشاً وارتدى قميصاً ضد الرصاص واتجه إلى مدرسته التي عانى فيها كثيراً من تنمر أولاد صفه عندما كان يدرس بها   ليحطم حياة ٢٣ ضحية بريئة ويحيل حياتهم إلى حزن مستمر من الصعب نسيانه .
الذي يدهشني حقاً إهمال القوانين في أمريكا في الحد من انتشار الأسلحة في جميع الولايات الأمريكية ..كيف تسمح الحكومة الأمريكية أن يباع رشاش  لشاب في سن المراهقة ..دون فحص لقواه العقلية ..وخلفيته ..إنني لا أعرف بلد متقدم  ينتشر فيه اغتيال الناس في الشوارع بكل بساطه مثلما يحدث في أمريكا ..واضح أن شركات الأسلحة الأمريكية التي يسيطر عليها أباطرة المال ومعظمهم صهاينة ..يقفون ضد تحجيم بيع السلاح حتي لا تتقلص أرباحهم.. والغريب أن هذه الدولة التي تعد من أكثر الدول في التقدم العلمي والثراء الاقتصادي  في العالم.. ورغم ذلك يوجد بها فوضي عبثية وعدم اهتما م بأرواح الناس الأبرياء فقط لإن الأثرياء الرأسماليين لا يريدون أن يتقلص  انتاج السلاح لزيادة أرباحهم المهولة .
أين الديمقراطية وحقوق الإنسان في أمريكا وهم يتشدقون بها حول حكام العرب ..هل يمكن لأحد أن ينتقد الممارسات الإسرائيلية الظالمة للفلسطينيين أصحاب الأرض التي اغتصبوها.. هل يستطيع الكونغرس الأمريكي أن يفرض قوانين الأمن للدولة بمراقبة استخدام الأسلحة  لكي لا يكون عدد ضحايا إطلاق النار أكبر من ضحايا الشرطة بالطبع لا ..لإن الشركات الضخمة الصهيونية  وغيرها لا تسمح بذلك .. حتى لو تزايد عدد الضحايا الأبرياء ..لذلك عليهم أن يوفروا تصريحاتهم حول حقوق الإنسان التي ازعجونا بها وهم يمارسون عكسها .
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved