آخبار عاجل

العلاقات الإعلامية الإماراتية - المصرية من مرحلة التأثير إلى مرحلة العمل المشترك.. بقلم: علي عبيد الهاملي

28 - 10 - 2022 5:31 264

إذا كانت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية تمتد إلى 50 عاماً من الزمن فإن العلاقة الإعلامية بينهما تمتد إلى أكثر من هذه الأعوام الخمسين، إذ تصل إلى 70 عاماً جامعة بين التأثر والتأثير والتأسيس والعمل المشترك. 

نستطيع أن نقسم هذه العلاقة إلى المراحل الآتية:

المرحلة الأولى: تبدأ من أوائل خمسينيات القرن العشرين، وتمتد إلى أواخر الستينيات منه، ونستطيع أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة التأثر والتأثير.

المرحلة الثانية: تبدأ من أواخر الستينيات وتمتد إلى أواخر السبعينيات، ونستطيع أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة التأسيس والمشاركة.

المرحلة الثالثة: تبدأ من أوائل الثمانينيات، وتمتد إلى الآن، ونستطيع أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة التعاون المشترك.

 

•    الإذاعة: لعبت إذاعة «صوت العرب» دوراً مهماً في ربط المواطنين العرب بالإعلام المصري في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، خاصة أن أغلب الدول العربية كانت وقتها تقع تحت الاحتلال الأجنبي، وكانت إمارات الخليج العربي مستعمرة من قبل بريطانيا، لهذا عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952، وانطلقت إذاعة «صوت العرب» بعد قيام الثورة بعام واحد، في 4 يوليو 1953 على وجه التحديد، تمحور بثها حول مفهوم الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار، وشكلت شخصية جمال عبدالناصر، بما لها من كاريزما طاغية، رمزاً للمواطنين العرب، ومنهم مواطنو الإمارات، الذين لم تكن دولتهم قد تشكلت بعد، فأخذوا يتحلقون حول أجهزة الراديو للاستماع إلى خطب عبدالناصر، وتعليقات أحمد سعيد، والبرامج الموجهة إلى المواطنين العرب في أنحاء الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه.

 

•    الصحف والمجلات: كان للصحف والمجلات المصرية، التي كانت تصل الإمارات، خاصة بعد ظهور بعض المكتبات في بعض الإمارات تأثير على أهل الإمارات، الذين كانوا يستقون الأخبار والتحليلات والمعلومات منها، ويتأثرون بكتّاب الرأي فيها، خاصة أنها كانت تستكتب أهم رموز الثقافة والفن والصحافة في تلك المرحلة، أمثال الدكتور طه حسين، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقي، وأنيس منصور، ومصطفى أمين، وعلي أمين، وأمينة السعيد، وسناء البيسي، والكثيرين ممن يضيق المجال عن ذكرهم، وكانت أهم الصحف والمجلات، التي تصل إلى الإمارات الأهرام، والأخبار، وآخر ساعة، والمصور، وروزاليوسف، وحواء، والكواكب، وغيرها.

 

•    السينما: أسهمت الأفلام السينمائية المصرية في التعريف بواقع المجتمع المصري وتاريخه، وذلك بعد أن تم افتتاح بعض دور السينما في بعض الإمارات في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وكان أشهرها سينما «الوطن»، التي أنشأها رجل الأعمال الكويتي مرشد العصيمي في دبي عام 1953 في الناحية الشرقية الشمالية من المكان المعرف حالياً بميدان بني ياس في ديرة.

 

•    التلفزيون: بدأ التلفزيون المصري بثه عام 1960م، لكن إرساله لم يكن بطبيعة الحال يصل في تلك الفترة إلى المنطقة، نظراً لعدم استخدام تقنية الأقمار الصناعية في البث التلفزيوني، لهذا ظل التأثير في مراحله الأولى مقتصراً على الإذاعة. وعندما دخل التلفزيون بعض دول الخليج، ومنها الإمارات، كان للمسلسلات التلفزيونية المصرية والتمثيليات والمسرحيات المسجلة والأفلام السينمائية دور كبير في تشكيل ذائقة الإماراتيين التلفزيونية، كما كان لبعض البرامج المسجلة في التلفزيون المصري تأثير كبير على المشاهدين في الإمارات، مثل برنامج «نجمك المفضل» وبرنامج «نجوم على الأرض» من تقديم ليلى رستم، وبرنامج «العلم والإيمان» من تقديم الدكتور مصطفى محمود، وبرنامج «عالم البحار» من تقديم الدكتور حامد جوهر، وغيرها.

هكذا تشكل الوجدان والمزاج لدى الإماراتيين قبل قيام دولة الإمارات متأثراً بالإعلام والثقافة المصريين، وعندما بدأت الإمارات إنشاء أجهزتها الإعلامية من صحف وإذاعة وتلفزيون، قبل الاتحاد، كان للإعلاميين المصريين دور بارز في مرحلة التأسيس، تمثل في استقدام الكثيرين منهم للمشاركة في إنشاء هذه الأجهزة وإدارتها وتشغيلها، والإسهام بشكل كبير في وضعها على المسار، وتدريب أبناء الإمارات على العمل فيها كي يتمكنوا من استلام الزمام والنهوض بها، واستمر هذا الدور بعد قيام الدولة، وتواصل حتى احتل الإعلام الإماراتي موقعه وأصبح في الصدارة، وغدت دولة الإمارات العربية عاصمة للإعلام العربي، بما تمتلكه من مدن ومناطق إعلامية حرة، وجدت فيها الكثير من الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية ووكالات الأنباء ملاذاً ومكاناً مثالياً مهيأ للانطلاق منه، أو فتح مكاتب وفروع لها فيه، بما يوفره من تسهيلات وبيئة مريحة للعمل، كما قامت الجوائز الإعلامية التي أنشأتها دولة الإمارات، مثل جائزة الصحافة العربية، التي أسسها نادي دبي للصحافة، وتحولت مؤخراً إلى جائزة للإعلام العربي المقروء والمرئي والرقمي، قامت هذه الجوائز بتعزيز مكانة دولة الإمارات الإعلامية وترسيخها.

 

أهم الأسماء التي أسهمت في الإعلام الإماراتي 

في مجال الإذاعـة: سعيد عمارة، سعد غزال، أحمد حمزة، فؤاد فهمي، محمد السيد ندا، مأمون النجار، سمير عبدالتواب، محمد عبدالواحد، فؤاد عمر، محمد مرعي، آمال معوض، تهاني رمضان، أحمد أبوالسعود، منى الهانسي، عادل ماهر، سهير الحارثي، صلاح السويفي.

في مجال التلفزيون: عبدالوهاب قتاية، عبدالمنعم سلام، نادية النقراشي، عفاف عبدالرازق، درية شرف الدين، سلوان محمود، مديحة نصار، راوية شعيب، مايسة محمود، صلاح عويس، محمود الشريف، هدى حلمي، آمال البري، ملاك أحمد زيد.

في مجال الإخراج والإعداد والعمليات الهندسية: فاروق سعد، أحمد شاكر، سمير الشريف، حسين عفيفي، مختار سالم، سيد عويس، محمد شرابي، إبراهيم عزالدين، جمال أبوالفضل، فاروق عامر، إبراهيم أبوسريع، عبدالعال هلال، مدحت يوسف، نبيل درويش، عاطف عبدالهادي، مصطفى الجمال، محمد علبة، نعيم الراعي، سعد عبدالرحمن، الدكتور نجيب الكيلاني، مصطفى الشريف.

في مجال الصحافة: مصطفى شردي، جلال عارف، محمد الخولي، عباس الطرابيلي، كامل يوسف، حمدي نصر، أحمد عمر، حمدي تمام، جلال سرحان، عدلي برسوم، محمد دياب، جمال بدوي، جمال أبوطالب، عبدالعال الباقوري، عبدالعظيم حماد، عبدالفتاح الفيشاوي، سمير عبدالمطلب، أحمد الجمّال، عبدالمنعم الملواني، مأمون عطية، رأفت السويركي، إبراهيم سعفان، خيري رمضان، نهاد عرفة، عصام سالم، محمود الربيعي، علاء إسماعيل، رفعت بحيري، حامد نجيب، فرماوي، محمد العكش، عادل السنهوري، عماد الدين حسين.

هذه الأسماء ليست على سبيل الحصر، فهناك أسماء كثيرة ربما لم تسعف الذاكرة بحصرها كلها، لكنها لم تسقط من سجل الدور، الذي لعبه الإعلاميون المصريون في تأسيس إعلام الإمارات والمساهمة فيه.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved