نحن نأكل ما لذّ وطاب من الطعام كلما شعرنا بالجوع، لكن عقولنا لا تنبهنا بحاجتنا للمعلومات ولا للعلم والقراءة، العرب في أمثالها القديمة تؤكد دائماً أن «القراءة زاد العقل»، نعم إنها قوة تجلب لك كل شيء؛ المعرفة والعلم والقراءة وغيرها تحتاجها في مسيرة حياتك حتى تتمكن من تجاوز الأمور وحلها، ولنتذكر أنه كلما نقصت معارفنا وعلومنا وقراءتنا واهتماماتنا قلّت قيمتنا أمام أنفسنا والناس، وكلما ارتفعت معرفتنا وقراءتنا في شتى الأمور ارتقينا أمام مجتمعاتنا. 

المال لن يشتري لك المعرفة ولا الثقافة، وسوف تظل تحتاجها طيلة الوقت، الكثير من العلماء والأساتذة المرموقين في العالم كانوا فقراء ولم يملكوا شيئاً ولكن بعلمهم أصبح لهم تأثير وفائدة بالغ على البشرية.

يمكنك تعلم المزيد من المعرفة من خلال مصادر عدة يمكن أن تسهم في زيادة معرفتك وتعليمك ولن نذهب بعيداً، فهذا هو غوغل محرك البحث الشهير يتربع على أولى هذه الخيارات في البحث عن المعلومة ونتائجها. 

اليوم بضغطة زر نستطيع الحصول على المعلومات والمعارف التي نحتاجها، وباتت شبكة الإنترنت عالماً موازياً تماماً في هذا الإطار. اليوم حتى الكتب الإلكترونية بدأنا نلحظها ونشاهد تواجداً كبيراً لها ونتصفحها ونقرأها على هواتفنا الذكية.. المعرفة وعالمها ومصدرها باتت قريبة منا، وإذا صح التعبير ووفق هذه الآلية فإن الزمن قد تغير، ومضت تلك الأيام التي كانت تصلنا فيها الأخبار بعد فترة، ففي الماضي كنا ننتظر الرسائل والرد عليها قد يأخذ أسبوعاً واثنين وربما شهوراً لقد انتهى هذا الزمن وصرنا نعيش في زمن آخر.

لكن ماذا عن الإنسان نفسه؟ وأقصد تحديداً الشغف بالتطوير المعرفي والعلمي والثقافة العامة لدينا نحن، هل لدينا شغف بالمعرفة والبحث والقراءة؟ الوسائل متواجدة وسهلة وهي بين أيدينا كواقع لا فكاك منه، لكن تبقى على كل واحد منا مسؤولية تطوير نفسه والقراء والاطلاع، في هذا السياق أتذكر مقولة شهيرة للمؤرخ الإغريقي هيرودوت قال فيها: «أكثر الأشياء إيلاماً للإنسان أن تتوفر له المعرفة وتنقصه القوة» والقوة هنا هي الإرادة إرادة التميز والتسلح بالعلم والمعارف.