يعد يوم الشهيد فرصة للوقوف أمام تضحيات أبناء الإمارات، الذين قدموا نموذجاً مشرفاً وصادقاً عن الوطنية، ومعنى الوطن.
وأثبت يوم الشهيد أن الإمارات شعب واحد على أرض واحدة، وأن المصير واحد، والمسيرة نحو التطور والتقدم للجميع، وأن هذا الوطن العظيم هو مقصد للملايين من مختلف بقاع الأرض، لقد تحولت هذه الأرض بفضل حكمة الآباء المؤسسين لواحة للأمن والسلام.
في هذه المناسبة أستذكر كلمات للوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث قال: إن الآباء هم الرعيل الأول، الذين لولا جلدهـم على خطوب الزمان، وقساوة العيش لما كتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض، التي ننعم اليوم بخيراتها. إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم، يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح، ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة.
إن الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انـتصار على معاناة الماضي وقسوة ظروفه، فالإمارات بنيت بالتخطيط وصدق النية والعزيمة والإخلاص، ورغم الصعوبات والعقبات، التي واجهت شيوخنا في بداية الاتحاد، ولكن حكمة هؤلاء العظماء وقدرتهم على إيجاد الحلول، وبالصبر والتشاور استطاعوا إنجاز المستحيل، وبناء هذه الدولة العظيمة، وكل ما نراه اليوم هو نتاج لسنوات من البناء والتخطيط والحنكة وقوة تلاحم شعب الإمارات مع قادته في كل زمن، وتحت أي ظرف.
هذه المناسبة أيضاً فيها فرصة ثمينة، وعظيمة للترحم على قادتنا وشيوخنا، الذين قادوا وأسسوا لهذه البلاد. تمر علينا هذه الذكرى وبلادنا قدمت لأبنائها الكثير من الخير والرفاه، ولكل شعوب الأرض، وكانت الحضن والمكان، الذي نشر قيم التسامح والمحبة. لقد منحنا الوطن كل شيء، وأخرج كنوزه لنا، ولم يبخل على إنسان هذه الأرض، ويبقى الدور علينا نحن أبناء الإمارات في العمل المتواصل والتطوير، لبناء نهضة حضارية عظيمة.. عاش اتحاد إماراتنا.