قال أحد المسئولين عن شئون "إفريقيا والشرق الأوسط ومصر" بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية إنه ثبت لديهم أهمية الدبلوماسية والحوار، في حل أهم القضايا والنزاعات، من خلال اجتماعات القمم الناجحة التي عقدت علي مدار الشهور الماضية ونجحت في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف . وثمّن المسئول دور مصر داخل أروقة مجلس الأمن خلال عضويتها غير الدائمة- في تأييد العقوبات المفروضة على بيونج يانج، والتزامها بتطبيق هذه العقوبات. وأشار، خلال زيارة وفد صحفي مصري للخارجية الكورية هذا الأسبوع، إلى دعم سيول للقاهرة في حربها ضد الإرهاب على الرغم من عدم الاهتمام المباشر بهذا النوع من التعاون. وبالنسبة للعلاقات الثنائية المصرية الكورية الجنوبية، قال نسعي لعودة الطيران المباشر مرة أخرى بين القاهرة وسيول، وعودة السياحة الكورية كما كانت قبل ثورة يناير 2011 والتي وصلت لـــــ 60 ألف سائح في بعض الأوقات، لافتا إلى أن هناك اتجاه لعودة الأفواج بداية بــ 100 فوج خلال الموسم الحالي الذي يبدأ هذا الشتاء خاصة إذا كان هناك ضمان بسلامة هؤلاء السياح كما أن الأمر بيد شركات الطيران الخاصة. وعن حجم التبادل التجاري قال إن كوريا تصدر الأجهزة الألكترونية لمصر وقطع غيار سيارات وأجهزة ومعدات آلية وتستورد منها مشتقات بترولية. وتناول اللقاء في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، الشأن الداخلي بين الكوريتين، وأكدوا أن التعاون سيبدأ مباشرة بشكل كامل مع كوريا الشمالية فور تخليها عن برنامجها النووي ،وسوف يشمل كافة المجالات وستوجد خريطة إقتصادية جديدة وفقا لرؤية بعيدة المدي للتنمية في الساحل الغربي. وأكدوا إن هناك الكثير من المشاريع التي ستعمل سيول علي تنفيذها في تنمية الموارد الطبيعية ومجالات البنية التحتية، والسياحة . مشيرين إلى أن الوحدة بين الكوريتين سيكون لها مردود إيجابي كبير في شبه الجزيرة الكورية مما يجعلها أكثر قوة علي كافة الأصعدة. وحول الصعوبات التي تواجه الكوريتين بعد قطيعة طويلة أفاد المسئولون بالخارجية الكورية الجنوبية، أن إعادة بناء العلاقات من جديد بين الكوريتين بعد أكثر من 70 عاما من الانقطاع تحتاج إلي كثير من العمل والجهد فهناك فروقات كثيرة في اللغة بعد أن ظهرت الكثير من المصطلحات خلال هذه الفترة- منذ الحرب الكورية- في كلا البلدين وهو الأمر الذي يحتاج إلي إعادة اتفاق علي كود موحد للغة. وأكد المسؤولون أنه سيتم التركيز علي قضية لم شمل العائلات التي انفصلت عقب الحرب الكورية ، حيث أن هذه هي القضية الإنسانية الأكبر التي تشغل بال الجميع الآن. من جانبه قال مسئول قسم السياسة النووية لكوريا الشمالية- بوزارة الخارجية- إن المعيار الوحيد للتأكد من تخلي بيونج يانج عن برنامجها النووي هو تقارير اللجان الدولية للتفتيش عن الأسلحة النووية، مؤكدا في هذا السياق أن رئيس كوريا الشمالية- القائد كيم يونج أون- ربما يبدو للعالم أنه صاحب قرارات غريبة أحيانا وربما يصفه البعض بالجنون ، لكنه ليس بالغبي علي الإطلاق، وعندما يعد العالم بوقف برنامجه النووي فهو حتما سينفذ وعوده التي قطعها علي نفسه أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن الترسانة النووية. وتابع هو رئيس صغير السن وقائد جديد ويريد أن يحكم بلدا مستقرا ودولة طبيعية ليس مفروضا عليها هذا الحجم من العقوبات ولذلك سينفذ ما يقول. وبالنسبة للوضع الحالي للعلاقات الكورية الشمالية الدولية قال إن الفجوة كبيرة بين واشنطن وبيونج يانج، وبين كوريا الشمالية وباقي دول العالم، من جراء السياسات التي كانت تنتهجها في السابق، محذرا من أنه ولابد أن تعمل بيونج يانج جاهدة حاليا علي الالتزام بكافة التعهدات حتي يتم رفع العقوبات نهائيًا عنها، وهذا الأمر يحتاج لخطوات ملموسة علي أرض الواقع لإثبات حسن النوايا.