آخبار عاجل

المعرفة وعالمنا والنموذج الإماراتي.. بقلم: فاطمة المزروعي

03 - 03 - 2023 12:19 100

لا أرغب ولا أستسيغ ترديد الكلمات، التي تبعث على الإحباط واليأس، تلك التي تثبط العزائم وتقلل من أي منجزات، مثل التعميم القائل إننا أمة لا تقرأ، أو مثل النظرة السوداوية القاتمة لواقعنا.

لا أميل ولا حتى أحب سماع مثل هذه الكلمات، لسبب بسيط جداً، وهو أن مثل هذه الآراء تكسر في النفس العزيمة، كأنها تدعوك للوقوف وعدم بذل أي محاولة أو تقديم أي عمل مبدع، ورغم أنها كلمات لا تحمل حقيقة مطلقة، بل تفتقر للمنطقية وفيها خلل واضح كونها تعمم وتعطي أحكاماً جاهزة.

فعلى سبيل المثال، ستجد تبايناً واختلافاً واضحاً في عالمنا العربي، ولعل هذا التباين مصدر قوة وليس مكمناً للخلل كما قد يعتقد البعض، حيث تجد بلداناً تتمتع بثروة زراعية وأخرى ثروة حيوانية ومراعي واسعة، وبلداناً أخرى ستجد لديها ثروة نفطية، وأخرى تملك مقومات سياحية كبيرة وهو موردها الرئيسي، ولن تجد مجالاً من مجالات التنمية إلا وفي جغرافية العالم العربي مكان لها.

ينسى البعض أن عالمنا العربي يتمتع بمميزات قلما تجد لها مثيلاً في العالم برمته، مثل التنوع الجغرافي والمناخي، وهو الذي ساعد على وجود تنوع حتى في المخرجات والمنتجات الاقتصادية، ولكن الأهم هو الوجود البشري، وأقصد به تحديداً اليد العاملة الشابة المقبلة على الحياة بحماس ومثابرة واجتهاد، وهؤلاء يريدون فقط الفرصة للانطلاق وإثبات الوجود.

لهذه الأسباب وأخرى أكثر تفصيلاً، فإن البيئة في عالمنا مناسبة لاستقطاب الاستثمارات وإنشاء الصناعات المتنوعة، فموقع العالم العربي يتوسط العالم وهو ممر حيوي لتجارته المتنوعة.

إذن نحن نملك المقومات للنجاح والتقدم ومعالجة الاختلالات، لكننا لا نملك حتى اليوم الإرادة الواحدة، ولا نملك الاتفاق على الأهداف الرئيسية، والتنسيق فيما بيننا لنسير بوتيرة واحدة نحو المستقبل.

ولعل أولى المهام التي يجب أن نمنحها العناية الاهتمام بصناعة المعرفة، تماماً كما تفعل دولة الإمارات العربية المتحدة من خطط وبرامج ونشاطات حيوية ومهمة، جميعها تصب في مجال منح وتصدير المعارف والعلوم والحث على القراءة والاطلاع، فالمعرفة قوة ونجاح وتميز.

لدى البعض اعتقاد يفيد أن المعرفة هي إجادة الكتابة والقراءة، وآخرون يقولون إنها وجود حركة في مجال التأليف والنشر، بل من أغرب ما سمعته في هذا السياق أن المعرفة بعيدة عن العلوم التطبيقية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها، وأنها تنحصر في ما يعرف بالأدب، ولو قدر وواصلنا محاولة تعريف «المعرفة» لدى السواد العام من الناس سنصاب بالذهول مما قد نسمعه، وهذا انعكاس لحالة التغيب الذي عاشته شرائح واسعة في عالمنا العربي بل لحالة واضحة من التسطيح المعرفي، بل الأكثر ألم تغييب هذا المواطن حتى عن إدراك لأولوياته في الحياة وعدم معرفته بحقوقه والواجبات التي عليه.

يجب أن نتفاءل بمستقبل أمتنا رغم التعثر في جوانب مختلفة من الحياة اليومية للمواطن العربي، لكن الأمل بالنهوض ومعاودة التأثير في العالم موجودة، وما على أي مواطن سوى النظر نحو النموذج الإماراتي، والنجاح ليدرك أن المستقبل أفضل وأكثر إشراقاً.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved