تُعدُّ تربية الأطفال مسؤولية كبيرة، وتقع على عاتق الوالدين، فهذا الطفل كالعجين، يمكنك أن تشكل شخصيته وفق ما تريده، والتربية تقوم على غرس قيم الحب والوفاء والإخلاص والتعاون والتعليم والوعي بأهمية الاستدامة في حياتنا اليومية؛ نظراً لأهميتها، ومن حقوق الطفل الاعتناء به والسعي للحصول على تعليم جيد في بيئة نظيفة وقادرة على تشجيعه على الإبداع والابتكار.
أطفال اليوم لديهم الكثير من الإمكانات المتوفرة والفضول والرغبة في الاستكشاف؛ ولذلك لا بد من تعزيز هذه الجوانب من خلال التعليم والوعي والممارسة، وتتداخل الاستدامة في حياتنا اليومية، فقد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام الاستدامة في الإمارات تحت شعار «اليوم للغد»، والهدف هو نشر الوعي حول الاستدامة البيئية والتشجيع على المشاركة المجتمعية نحو مستقبل أكثر رخاءً ورقياً.
وربما نحتاج لتعليم الأطفال مفهوم الاستدامة ونقلها إليهم بطريقة ذكية وإبداعية، فالاستدامة تعني التوازن وتلبية الاحتياجات في جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والبيئية، وغيرها، مع الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. إن الطفل منذ نعومة أظفاره يحتاج إلى تأهيل ووعي للحفاظ على بيئته وتحفيز مهارات التفكير والإبداع ومحاولة تقديم الحلول المبتكرة للحفاظ على البيئة الآمنة، وهذا يقع على عاتق المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور في تشجيع الطفل وحثه على الإبداع والتميز، فيجب التشجيع والإشادة والدعم، كل ذلك يساعده على تكوين شخصيته الطفولية بشكل سليم وصحي، فعندما ينشأ الطفل على حب الاستدامة والحفاظ على البيئة واستدامة تنمية الذات والحرص على تطوير الشخصية وأهمية العطاء والمشاركة في العمل التطوعي، والحفاظ على البيئة، والتقليل من استخدام المياه وعدم هدرها، والحفاظ على المزروعات والسعي نحو النظافة والتقليل من النفايات، وبالأخص النفايات البلاستيكية التي تؤثر على الزرع، عندما يكبر الطفل في بيئة قائمة على ترشيد الاستهلاك والمشاركة في حملات تنظيف الشواطئ والتقليل من استخدام الورق والبلاستيك والسعي نحو إيجاد بدائل مختلفة للتقليل من استخدام الطاقة، كل تلك الممارسات البيئية سوف تسهم في منح الطفل خبرات حياتية هو في أمسّ الحاجة إليها، وتزيد من الثقة بنفسه، ويكون نموه العاطفي سليماً، فضلاً عن الشعور بالسعادة.
ويؤكد علماء النفس والتربية أن الهوايات عندما تبدأ مع الأطفال مبكراً فهي تنمو معهم وتكون عاملاً لزيادة القدرات الذهنية، بل قد تكون جسراً من خلاله يتجاوز الطفل بعضاً من المشاكل الجسدية أو النفسية التي قد يتعرض لها. الطفل الذي لديه هواية محببة وقريبة من نفسه تجده أكثر راحة، وأيضاً أكثر قدرة على مواجهة التحديات.. دعونا نفسح المجال أمام الطفل للتجربة والاكتشاف ومعرفة ميوله وهواياته؛ لأنها أولى الخطوات نحو البناء النفسي السليم، وتعزيز مفهوم الاستدامة والحفاظ على البيئة في بلادنا الجميلة.