آخبار عاجل

عندما تكون الثقافة جسرًا للمعرفة.. بقلم السفير: خليل الذوادي

20 - 05 - 2023 10:55 108

بدعوة من الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والمركز الثقافي الصيني بالقاهرة، أقيمت مساء يوم الإثنين 3 أبريل 2023م في ساحة الصوت والضوء أمام تمثال أبي الهول بالجيزة في جمهورية مصر العربية الحفلة الموسيقية القومية الصينية المصرية برعاية وزارة السياحة والآثار بجمهورية مصر العربية ووزارة الثقافة والسياحة لجمهورية الصين الشعبية، وسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية مصر العربية، وبتنظيم الشركة الصينية المحدودة للفنون والترفيه، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والمركز الثقافي الصيني بالقاهرة وبتنفيذ الشركة الصينية المحدودة لإنتاج الفنون المسرحية ومشاركة الأوركسترا الصينية القومية التقليدية مع الشريك الاستراتيجي بنك الصين. 

واشتمل الحفل المشترك على موسيقى الحجرة «احتفاء بحلول الربيع، وموسيقى الحجرة» غناء الرقصات «وموسيقى الحجرة» التخطي نحو الضياء «وأغنية مصرية» حبيبي يا نور العين «الغناء الأصلي لعمرو دياب وتقديم سيد غنيم، وموسيقى فانوس طبل الزهر» المظلة الزاهية وزهور السحلب تلحين جوشيا ولين وتقديم جين هان بينغ وإي يوي ليانغ بالإضافة إلى فنون مصرية وصينية، وآلات موسيقية عربية وصينية، واختتم الحفل بتقديم العزف الجماعي «طلعت يا محلا نورها» من تلحين الراحل المبدع سيد درويش وتقديم مشترك للموسيقيين الصينيين والمصريين. 

وكان الحضور متفاعلاً مع هذه الإبداعات المصرية والصينية، وفي الحقيقة أن هذه الجسور الغنائية والفنية تؤكد على أهمية الموسيقى في حياة الشعوب وأهمية التواصل الفني والثقافي بين البلدان والشعوب مما يعطي انطباعاً بأن التواصل الإبداعي سواء في مجال الموسيقى والغناء والثقافة بكل تلاوينها تضفي على العلاقات الإنسانية بين الأمم والشعوب بريقاً يزيدها لحمة وتوثيقاً، وهذا التميز في ثقافة الشعوب ينهض دليلاً على إمكانية تطوير العلاقات في مختلف المجالات، وبما يعود على الشعوب والبلدان من خير من خلال إقامة مثل هذه الفعاليات والتذكير بها. 

كانت بلادنا العربية على التواصل الإنساني من خلال التجارة وتبادل المنافع وكانت الرسالة الإسلامية قد انتشرت وكانت الفتوح الإسلامية بمثابة الالتقاء بما ينفع الناس من خلال العقيدة السمحاء والرسالة الإلهية، فانتشر الإسلام من خلال العقيدة السمحة والمفاهيم والقيم الإنسانية الرحبة.. وأخلاق المسلمين وحُسن تعاملهم مع الشعوب التي احتكوا بها والسلوك السوي مما أهلهم لأن يكون هناك تعاون وثيق في مختلف المجالات ومنها الرسالة الإلهية المبنية على التسامح، وما أحوجنا اليوم إلى هذه الأخلاق والقيم في تعامنا مع الغير، وستظل الثقافة والعادات والتقاليد التي نتمسك بها نبراساً لنا نقدمه إلى الآخرين طالما عرفنا وأمنا بدورنا الإنساني تجاه أمتنا وتجاه جيراننا والأمم التي نتعامل معها. 

كان الأجداد والآباء في تعاملهم مع الغير في مجال التجارة مثلاً عندما كانت الهند وبعض الدول الأفريقية محطات لتنقلهم وما تعاملوا به معهم من بضائع وسلع قد أوجدوا لأنفسهم مواقع في هذه البلدان وتركوا الانطباعات الطيبة عن التعامل الإنساني المحمود لم تكن التجارة هدفهم الوحيد، وإنما كانوا يحملون رسالة التفاهم والتعاون وأهمية تقديم المثل والقيم في التعامل الإنساني. 

فبقدر ما حملوه معهم من قيم، فهم قد استفادوا من مما رأوا من فنون وعادات وتقاليد، وليس بغريب عندما نسمع منهم القول: «عليك أن تبني في كل بلد بيتاً لك» وكانوا طبعاً يقصدون بذلك أن يكون لك صديقاً ومعرفة تلجأ إليه في معاملاتك وتكون بينك وبينهم الثقة المتبادلة في التعامل التجاري والتعامل الثقافي والاقتصادي والاجتماعي. 

قد نستغرب كيف كانوا بإمكاناتهم المتواضعة قادرين على أن ينجزوا الكثير من مصالحهم بإمكانيات مالية بسيطة، ولكن التعامل الصادق والأمين كان بمثابة الزاد الذي به توثق العلاقات، وكان تبادل السلع معمول به حتى لعصور متقدمة، وستظل العلاقات بين الأمم طريقاً للثقة المتبادلة، والأهم هو إيماننا بقدراتنا وحُسن تعاملنا مع الغير بما يعود علينا وعلى بلادنا بالخير. 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved