ظهر مفهوم السيرة الذاتية مرتبطاً بالحياة الوظيفية، وبواسطتها يمكننا إما النجاح أو الفشل في تقديم أنفسنا والتعريف بها، إن مفهوم السيرة الذاتية، هو عبارة عن ورقة تحتوي على تعريف مفصل للقدرات والمؤهلات والخبرات للشخص المتقدم للوظيفة، والمُميّزات المتوافرة فيه، والتي تجعله مؤهلاً لهذه الوظيفة أكثر من غيره.

إن السيرة الذاتية في نظري، هي وسيلة للتعريف بها عن نفسك بطريقة ذكية وتسويقية لمهاراتك وخبراتك بين أرباب العمل والوظائف المتاحة، إنها جوازك للوصول إلى ما تحلم به وترغب بتحقيقه، وبالأخص في مرحلة المقابلات الشخصية، لهذا لن تتمكن من الحصول على فرصتك، سواء في العمل أو التدريب أو غير ذلك من الفرص.

يمكن للسيرة الذاتية أن تحقق أمانينا، وتكشف عن شخصيتنا، ومدى استعدادنا وجديتنا وقوتنا في مواجهة التحديات، أحياناً البعض منا قد يملأها بشعارات، وندعي بعض الإمكانات التي قد لا تكون فينا، نضيف الكثير والكثير من المهارات والهوايات والخبرات، قد لا تنطبق علينا، وليست ضمن رغباتنا، وكل ذلك من أجل أن نكسب وظيفة، إن موضوع السيرة الذاتية طويل ومتشعب ومعقد، لم يعد كالسابق في كتابة الخبرات والمهارات، بل أصبح هناك خبراء في كتابة السيرة الذاتية، مع تطور التكنولوجيا ومتطلبات الوظائف وأرباب العمل، لقد أصبح هناك تطور كبير في كتابة السيرة الوظيفية، فلم تعد مجرد ورقة تسجل فيها متطلبات الوظيفة، بل اليوم لا بد أن تقنع المؤسسة المراد العمل بها، بالحصول على الوظيفة، لقد أصبحت السيرة الذاتية متطلباً لدى كل قطاع وكل جهة وكل مؤسسة، وبدونها لن تلقى أي أُذن تصغي لك، ولا أن تنتبه لخبراتك، ولا أن تسعى لتوظيفك، لذلك كان من الأجدى كتابتها والإضافة عليها في كل مرحلة من حياتك سواء الخبرات العملية أو العلمية علمية.

فكلما زادت خبراتك أو انتهيت من شهادة أو دورة أو ورشة أو التحقت بتدريب وغيرها من الخبرات من المفترض أن هذه الخبرات لابد أن تضاف لسجل السيرة الذاتية، أن ذلك مبرر وسبب يمكن له أن يفيدك ويساعدك على تطوير سيرتك الذاتية ومساعدتك للحصول على وظيفتك ولكن هذا لا يعني أن نتجاهل كتابة سيرة ذاتية محملة بالانجازات الحقيقية محملة بالمبادئ والقيم والحقائق،أن تلك السيرة الحياتية هي طريقة تعاملك مع الآخرين، هي طريقك الذي ترسمه في الحياة، هي مبادئك وأخلاقك وقيمك، وكيف تعاملك مع زملائك ومجتمعك ووظيفتك، كل ما تسجله من إنجازات في سيرتك الذاتية إنما هي انعكاس لحياتك، ربما نحتاج اليوم لمراجعة سيرتنا الذاتية والوظيفية والمجتمعية ربما نحتاج لكتابة سيرة أخلاقية عطرة يمكن أن تساعدنا وتساعد الآخرين.