آخبار عاجل

نحن والتحدي الإعلامي.. بقلم السفير: خليل الذوادي

16 - 06 - 2023 10:33 97

عشنا فترات منذ السبعينات ونحن ننظر إلى الإعلام بمنظور الترفيه وإدخال السرور إلى النفوس من خلال المسلسلات العربية والأجنبية، وتعلق المشاهد بقنواته التي تبث حلقات أحيانًا كانت تتجاوز الثلاثين حلقة، وبنجوم تعددت مواهبهم وقدراتهم في التلفزيون، أما الإذاعة فكونها الأقدم فقد حفلت بمتابعة يومية وفي أوقات متعددة بما تغطيه من أخبار محلية وشرق أوسطية وعالمية إلى برامج اللقاءات والتحليلات، وأغاني لأشهر المطربين العرب منفردة أو سهرات أسبوعية موزعة على أشهر المطربين والمطربات وكان لهم التقدير والاحترام كونهم أخلصوا لفنهم وأبدعوا فيه، وأصبحوا نجومًا يشار إليهم بالبنان، حتى إذا تغيرت وطرأت علينا الحروب التي خلفت بعض المآسي والنكبات، وكانت بعضها تبعث الأمل في النفوس المتعبة، فكانت أخبار الإذاعة متاحة في كل وقت البث الإذاعي، وهناك من يتابع الأخبار في أكثر من إذاعة، ويعتقد جازمًا أنها الأكثر قدرة على التغطية والتحليل.. فكان تعلقنا بالراديو أكثر في الواقع من تعلقنا بالجرائد اليومية أو الأسبوعية أو المجلات الشهرية أو الفصلية وإن كان بعض نجوم كتاب الأعمدة يلقون الإهتمام البالغ بما يطرحونه من أفكار ورؤى من شأنها التوعية والتثقيف.. وجاء عصر الفضائيات فزاد الاهتمام بها وأصبحت الفضائيات حديث الناس وما كان صعبًا الوصول إليه صار بمرحلة التطور التقني وعبر الأقمار الصناعية متاحًا لكل من يضع على منزله أو مؤسسته طبقًا لاقطًا للإشارات الفضائية، وبات التحدي ظاهرًا في التفوق لاستقطاب المشاهدين، وتلبية رغباتهم وتمنياتهم وبات التحدي قائمًا، وشاعت عبارة «البقاء للأصلح».. 

في عالمنا العربي مرت علينا ظروف احتفلت بإعلامنا المسموع والمقروء والمرئي، وتمثل ذلك في اتحاد إذاعات الدول العربية الذي أنشئ في جمهورية مصر العربية وأصبح فيما بعد يعقد اجتماعاته في الدول العربية الراغبة في استضافته سنويًا وبلغ الطموح للإعلاميين حدًا بأن يقيموا مهرجان سنوي للإذاعة والتلفزيون واحتضنت القاهرة مهرجان الإذاعة والتلفزيون، وكان الإقبال عليه شديدًا من قبل كل المحطات التلفزيونية والإذاعية العربية، ومهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون كان يشمل فيما يشمل المسابقة بين الإذاعات والتلفزيونات العربية من خلال البرامج التي تقدم في مختلف التخصصات وكونت لجان تحكيم لتقييم وتحليل البرامج الإذاعية والتلفزيونية من خلال لجنة تحكيم عربية من ذوي الاختصاصات ومن ذوي الخبرة المتميزة في عالمنا العربي في مجال برامج الإذاعة والتلفزيون، وكان التقييم لهذه البرامج بمثابة دروس يستفاد منها من خلال نجوم نفتخر بتقييمهم، وتبادل الخبرة بين المعنيين في التحكيم كان يضفي حيوية وبريقًا إعلاميًا متميزًا. 

وكان يصاحب هذا المهرجان ندوات فكرية تتناول الإبداع الإعلامي في مختلف المجالات بالإضافة إلى سوق للبرامج من كل الدول العربية ليتم التعاقد لشرائها خصوصًا لشهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى سوق لأحدث الأجهزة في مجال تقنية الإذاعة والتلفزيون وكان الجميع ينتظر الفوز بالبرامج ويقام في نهاية المهرجان احتفال مهيب يتم فيه توزيع الجوائز على المبدعين من دولنا العربية وعلى مديري محطات الإذاعة والتلفزيون العربية – والحقيقة أن مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون لعراقته قد تولد منه مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي يتولى تنظيمه جهاز تلفزيون الخليج بالرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ويقام كل سنتين بمملكة البحرين بعد أن أقام بعض دوراته في دولة الكويت، وكان هذا المهرجان يضم أيضًا ندوات فكرية تتعلق بمهنة وتقنية الإعلام المرئي والمسموع، كما يقام معرض للأجهزة التقنية بالإضافة إلى المسابقة بين البرامج الإذاعية والتلفزيونية لمحطات دول الخليج العربي وبعد ذلك مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الاستعانة بمحكمين من الإذاعات والتلفزيونات العربية.. وهذا المهرجان توقف على أمل أن يعاد مرة أخرى في دورات متوالية. 

كما أن اتحاد إذاعات الدول العربية ومقره الجمهورية التونسية يقيم أيضًا مهرجان للإذاعة والتلفزيون وما زال مستمرًا تشارك فيه الإذاعات والتلفزيونات وتعرض إنتاجها ليتم الشراء أو التبادل وأيضًا تقام مسابقة بين البرامج بعد أخذ رأي المختصين في لجان التحكيم المتعددة والتي تتوزع حسب اختصاصات البرامج. 

إن فكرة إقامة لجنة عليا للتنسيق بين القنوات الفضائية كانت فكرة رائدة وكانت هذه اللجنة تطرح الكثير من القضايا التي تهم دولنا العربية وتسعى لإقامة جسور من التفاهم العلمي والموضوعي من خلال الندوات والمحاضرات الإعلامية المتخصصة وبالذات في مجال البرامج والأخبار.. 

وحقيقة إن الإعلام العربي كان دائمًا في إهتمام رواد الإعلام في وطننا العربي، وما زلنا نذكر إنه في نطاق جامعة الدول العربية أنشئت في حوالي أواخر الستينيات وبداية السبعينيات اللجنة العليا الدائمة للإعلام العربي يشارك فيها المختصون والمسؤولون عن الإعلام العربي في الدول الأعضاء بالجامعة واستمر عطاء هذه اللجنة لسنوات طويلة والأمل أن يعاد دور هذه اللجنة الدائمة للإعلام العربي في الجامعة العربية بيت العرب. 

سنظل نحتاج بالفعل لاستمرارية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في جمهورية مصر العربية ومهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في مملكة البحرين، ومهرجان اتحاد الإذاعة والتلفزيون بالجمهورية التونسية.. 

كما نحتاج إلى لجنة التنسيق العليا بين القنوات الفضائية العربية دوريًا فالإعلام مع التحدي التقني وتسارع وسائل التواصل الاجتماعي وتقنياته المتطورة تفرض علينا أن نتواكب مع العصر وبما فيه من تقنيات، ولا يكون ذلك إلا بالتعاون وتبادل الخبرة وتشجيع المبدعين التلفزيونيين والإذاعيين لأخذ دورهم وإسهامهم في التطور الإعلامي المنشود. 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved