تعد منطقة الراحة من المناطق التي يركن لها الكثيرون، وهي عقبة رئيسية للإنجازات والطموح والرغبة، يصبح البعض من الأشخاص الراضين عن مكانته وموقعه ووظيفته فيها، لهذا تجدهم في روتينية يومية ويشعرون بارتياح كبير في وظائفهم أو علاقتهم أو مرتباتهم، يعارضون كل جديد أو تغيير على مستوى الحياة الوظيفة والشخصية، لذلك إذا كنت منهم لا بدّ أن تتحرك من منطقة الراحة، لا بدّ أن تحدد أهدافاً قائمة على التحدي، ثم تقوم بتقسيمها إلى مهام محددة، وتضع لها مواعيد محددة، وتعمل عليها يومياً، هذا الأمر سوف يجعلك تغادر منطقة الراحة والفتور والعجز وسوف تبدع بالحلول وإيجاد الفرص.
لقد ظهر مصطلح «منطقة الراحة» على يد المفكرة الإدارية جوديث باردويك، في عام 1991. وعرّفته على أنّه: «حالة سلوكية يعمل فيها الشخص في حالة قلق محايدة، باستخدام مجموعة محدودة من السلوكيات، لتقديم مستوى ثابت من الأداء، عادةً دون الشعور بالمخاطرة».
إذاً، أنت في منطقة الراحة، تشعر بأن الأمور ثابتة ولا يوجد لها أي تغير وقد لا تحتاج إلى التغيرات، فأنت قد تعوّدت على جميع الأمور الثابتة في حياتك والإجراءات المعتادة، بالتالي لن تتقدم بل ويسيطر عليك الشعور بالاكتفاء والأمان.
ولكن هل الركون لمنطقة الراحة هي أمان؟ الروائي والناقد الاجتماعي الإنجليزي، تشارلز جون هوفام ديكنز، الذي عرف باسمه الأدبي تشارلز ديكنز، يقول: «العقول، مثلها مثل الأجسام، غالباً ما تسوء حالتها جراء الراحة الزائدة» مع أن الراحة عامل مهم دون شك، تحتاجه النفس والجسد، إلا أن الاستغراق فيها يجذب كل الأخطاء، والأمراض، والتعب والخمول، فضلاً عن الفرص التي نفقدها ونحن في أمسّ الحاجة لها.
الجميع بحاجة للوعي بقيمة النشاط والحيوية والحركة وتعويد العقل والجسد عليها، هي واحدة من أهم عوامل النجاح والتفوق والإبداع.
لذلك فإن التغيير مهم ويمكنه أن يكون بمثابة الحل لمشكلة الراحة والكسل، هناك مثل قديم يقول: «لكل مشكلة تحت الشمس هناك حل، أو لا يوجد حل، فإذا كان هناك حل، فانطلق وراءه، وإذا لم يكن هناك حل فلا تشغل بالك»، أحياناً المخاوف التي نشعر بها تأتي من التغيير، وقِس ذلك على كبار السن لدينا، فإذا جاءت أي تقنية حديثة فإنهم يشعرون بالخوف في التعامل معها وهذا شيء طبيعي يمكنك التغلب فيه، التغيير دائما يكون للأفضل ويحرك المياه الراكدة، ويجعلنا نتحرك من منطقة الراحة إلى منطقة الفرص والانجازات ومحاولة اجتذاب المصادر، لا توجد مشكلة دون حل، ربما نحتاج لتعويد الجسد والعقول على الحركة والتفكير.