آخبار عاجل

قطاع الخدمات اللوجستية في دبي.. منارة عالمية للمرونة والابتكار.. بقلم: عبدالله بن دميثان

27 - 06 - 2023 4:51 98

برزت مكانة دبي كنجمٍ ساطع في قطاع الخدمات اللوجستية، في ظل عالم حافل بالاضطرابات الاقتصادية؛ فقد أظهرت الإمارة مرونة واضحة وحقّقت نمواً ملحوظاً، متحدّية كل العقبات، ورسّخت مكانتها الرائدة بوصفها مركزاً عالمياً للاقتصاد والتجارة.

وتؤكد التصنيفات العالمية الأخيرة مواصلة نجم دبي رحلته الصاعدة في قطاع سلسلة التوريد، ومنها تصنيف البنك الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أفضل 12 دولة على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية، وتصنيفها على مؤشر الثقة في الاستثمار الأجنبي لعام 2023، الصادر عن مؤسسة الاستشارات الإدارية «كيرني»، باعتبارها سوقاً ناشئة رائدة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.

ووفقاً لمنظمة التجارة العالمية، تعزّزت قصة هذا النجاح مع تجاوز حجم تجارة البضائع عبر دبي ما قيمته تريليون دولار أمريكي في عام 2022، مدفوعة بزيادة الصادرات والواردات نتيجة لارتفاع أسعار النفط الخام. وقد أرسى هذا الارتفاع أسساً ثابتة للازدهار الاقتصادي المستدام على مدى السنوات المقبلة، مع مواصلة الحكومة نهج تعزيز النمو.

كما تكتسب أجندة دبي الاقتصادية الطموحة (D33) في مضاعفة حجم اقتصادها بحلول عام 2033 مزيداً من الزخم، وتؤدي كل مؤسسة وهيئة في إمارة دبي دوراً مهماً في تنفيذ الأجندة.

وفي خضمّ المنافسة الشديدة والمشهد الجيوسياسي المضطرب، لا مجال لإضاعة الوقت؛ حيث يطالب أصحاب البضائع بمزيد من التبسيط والسهولة والتحكّم في سير العمليات، مع التركيز على تعزيز كفاءة التكلفة والجدوى الاقتصادية، وتحصين عملياتهم ضد الاضطرابات الاقتصادية.

وفي تقريرنا الأخير «التجارة في مرحلة انتقالية»، الذي أطلقناه بالتعاون مع «إيكونوميست إمباكت» خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في وقت سابق من هذا العام، برزت الحاجة الملحّة إلى تلبية هذه الاحتياجات ومعالجة تلك المخاوف.

وعلى غرار نظيراتها حول العالم، ليس مستغرباً أن تواجه الشركات في هذه المنطقة ضغوط التضخم المتزايدة، وتكاليف الطاقة والغذاء المرتفعة، وشبح الركود الاقتصادي في الأسواق الرئيسية. هذه التحديات المتعددة التي يتردّد صداها الآن على امتداد سلسلة التوريد بأكملها، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل عميق على تدفق حركة البضائع.

وسط هذه الاضطرابات، حافظت دبي بثبات على التدفق المستمر لحركة التجارة، وذلك دليل على مرونتها الفريدة بوصفها مركزاً لوجستياً بارزاً، ولم يكن ذلك ليتحقق من دون الاهتمام الذي توليه لقطاع الخدمات اللوجستية ورعايته، ولتبنّي الأدوات والتقنيات المتطوّرة والقادرة على مواكبة الوتيرة السريعة لحركة التجارة.

وتأتي في المقدمة المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»، أكبر منطقة حرة في العالم، ومقرّ أكثر من 9500 شركة متميزة، والتي أسهمت بدور كبير في رفع حركة التجارة الإجمالية في دبي، من الواردات والصادرات وإعادة التصدير، إلى ما يقرب من 345 مليار دولار.

وتعدّ «جافزا» تجسيداً حقيقياً للتفكير المستقبلي، مع التزامها الراسخ بإنشاء خدمات لوجستية متكاملة وشاملة. وتفخر المنطقة الحرة بعدد كبير من المبادرات القادمة، والتي ترسم من خلالها مستقبلاً واضحاً ومحدّداً لكفاءات سلسلة التوريد المعزّزة، ولتوسعة الوصول إلى الأسواق، وضمان الازدهار لجميع الأطراف المعنية.

وبالاستفادة من القدرات التي أتاحتها «الرقمنة»، نجحت «جافزا» في الاستفادة من التكنولوجيا في تمكين رؤية فورية لحركة البضائع، و«أتمتة» العمليات الحرجة، والقضاء على الاختناقات التقليدية في تدفق الحركة. وتعمل مجموعة حلولنا البرمجية المبتكرة «كارجوز»، على أتمتة العمليات الرئيسية في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد؛ حيث حققت نتائج جوهرية في المنطقة الحرة لجبل علي، وعزّزت الإنتاجية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 2% بعد الجائحة.

وإضافة إلى ذلك، فقد أحدثت الاستثمارات في التقنيات المتقدمة تطوراً هائلاً في العمليات، من خلال الأنظمة المبتكرة؛ نظام تخزين «بوكس باي»، والرافعات الكهربائية، التي تضمن تحقيق أقصى قدر من الكفاءة، وتجعل حلولنا أكثر استدامة.

وبفضل عمليات الاستحواذ الاستراتيجية الأخيرة التي قامت بها «دي بي ورلد» لشركات مثل «إمبريال» و«سينكريون» و«يونيكو»، يتوسّع المشهد اللوجستي في دبي، ويسهم في تعزيز التعاون وتمكين الوصول. والأهم من ذلك هو ما تتّسم به هذه الحلول المبتكرة من مرونة وتنوّع في القدرات اللوجستية، وتمكين حماية الشركات في مواجهة الاضطرابات التي ستشهدها الأسواق في المستقبل.

وتفخر دبي اليوم ببنيتها التحتية المتطوّرة الملائمة للنقل والحركة في كل الظروف، وقدرتها على تكييف العمليات وفقاً لذلك، الأمر الذي يضمن المرونة في مواجهة تقلبات السوق. وتعمل هذه الابتكارات الطموحة من «دي بي ورلد» على الارتقاء بقطاع الخدمات اللوجستية إلى مستوى أعلى يتجاوز عمليات الموانئ، حيث تعمل على تقديم حلول سلسلة التوريد الشاملة، من المصنع إلى العميل.

ومع ذلك، يتطلب النجاح في تمكين بنية تحتية لوجستية رقمية بالكامل عملاً جماعياً وتعاوناً مشتركاً.

ولكي تحقّق دبي أهداف أجندتها الاقتصادية (D33) وتعزّز مكانتها الرائدة مركزاً تجارياً عالمياً، لا غنى عن تسهيل التعاون السلس في قطاع الخدمات اللوجستية. وقد عزّزت البنية التحتية القوية لدى «جافزا» بالفعل من ثقة المستثمرين، واستقطبت الأعمال التجارية طويلة الأجل، وأنشأت شبكة مستدامة قادرة على الصمود في وجه التقلبات المستقبلية.

وتمثل الاتفاقيات التجارية والشراكات الاقتصادية الشاملة الأخيرة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مثل الهند وإندونيسيا وإسرائيل وتركيا وكمبوديا وجورجيا انطلاقة نحو عصر جديد، حيث تفتح «الرقمنة» والشراكات الجديدة فرصاً فريدة، وتوسّع نطاق الوصول إلى الأسواق.

وعلاوة على ذلك، فإن مبادرات الجسور التجارية في دبي، التي تتمثل في مبادرة «الجسر الهندي الإماراتي، دبي- بوابة الهند إلى العالم»، تجمع بين كل تلك الأصول والقدرات لتقديم قيمة تجارية معزّزة مع تمكين الكفاءة التشغيلية.

وقد أسهمت سنوات طويلة من الخبرة في إتاحة رؤى مستقبلية لا تقدّر بثمن في تشكيل مستقبل قطاع الخدمات اللوجستية. ويمكن للأنظمة اللوجستية العالمية زيادة الكفاءة الشاملة، وإطلاق العنان لفرص جديدة، وتعزيز سلاسل التوريد النظيفة، من خلال تبنّي الشفافية، واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات والممارسات المستدامة.

ومع توجّهنا نحو عالم يتسارع فيه الترابط بصورة متزايدة، ستسهم قوة الشراكة والتعاون والرقمية في تحديد مسار هذا القطاع، ومن خلال اغتنام هذه القدرات والإمكانات التحوّلية، يمكننا صياغة مستقبل مزدهر ومستدام لقطاع الخدمات اللوجستية داخل دبي وخارجها.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved