قال الشاعر أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكندي الكوفي 303-354هـ، 915-965م
أعزّ مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتابُ
تذكرت هذا البيت الحكمة للشاعر المتنبي ونحن نحضر معرض الكتاب بجامعة الدول العربية بالقاهرة بجمهورية مصر العربية تحت رعاية معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية.
ومكتبة الجامعة العربية عريقة، فقد فطن المؤسّسون لها وفي مبناها الحالي بميدان التحرير أن تكون للجامعة مكتبة خاصة تودع فيها الكتب من كل نوع وتخصص ومن جميع الدول العربية الأعضاء، بالإضافة إلى الإصدارات العالمية في مجالات السياسة والإقتصاد والأدب والثقافة بمفهومها الواسع والدراسات المتخصصة بحيث تكون مرجعًا يُستفاد منه للدارسين والباحثين وكذلك العاملين في الجامعة، وعلى مدى سنوات طويلة تكونت لدى الجامعة ذخيرة من الكتب والدراسات النادرة والمراجع ذات القيمة الكبيرة والتي تصلح للمزيد من البحوث والدراسات فكانت فكرة القائمين على هذه المكتبة بالجامعة أن تعرض هذه الكتب على مدى أربعة أيام خصوصًا تلك التي فيها أكثر من نسخة لأبناء الجامعة لاقتناء الكتب ذات التخصص السياسي والاقتصادى والاجتماعى والثقافي والإعلامي، بحيث يمكن اقتناء ثلاث كتب يوميًا وبالمجان ليستفيد أبناء الجامعة من هذه الذخيرة النادرة.
وحرص معالي الأمين العام على التأكيد بضرورة اقتناء أبناء الجامعة للكتب التي يستفيدون منها في أعمالهم وكتابة التقارير العلمية المدروسة وقال معاليه في كلمته التي سجلها في سجل زيارات المعرض يوم الاثنين 10 يوليو 2023م: «إلى السيدة المحترمة هالة جاد وإلى كافة العاملين بمكتبة الجامعة العربية، أعبر لكم جميعًا عن عميق التقدير لهذا الجهد الجاد في تأمين وصيانة وعرض الوثائق والكتب التاريخية وغيرها المتاحة لعاملي وموظفي الجامعة العربية تمنياتي لكم دائماً بدوام النجاح والتوفيق».
وقد اهتمت الأمانة العامة، والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام والمسؤول عن قطاع المعلومات والتوثيق والترجمة، وإدارة المكتبة وكافة العاملين فيها على الحفاظ على هذه الكنوز العلمية والوثائقية التي كانت تزخر بها الجامعة منذ تأسيسها وإلى اليوم، وقد كان للمكتبة الدور في توفير المراجع للدراسين والباحثين من الجامعات العربية ومؤسسات ومراكز البحوث والدراسات، وفي جهد مشكور أوضحت الأستادة هالة جاد وزير مفوض مدير إدارة المعلومات والتوثيق والترجمة بمكتبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية نبذة عن جهود مكتبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مجالات الثقافة ونشر المعرفة في الوطن العربي؛ ففي إطار الجهود التي تبذلها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لدعم وإعادة إحياء المكتبات المتضررة جراء النزاعات والحروب في الدول العربية قامت مكتبة الأمانة العامة بإهداء مجموعات كبيرة من الكتب والمراجع والتقارير والدوريات وإصدارات الأمانة العامة بإهداء مجموعات كبيرة من الكتب والمراجع في مختلف مجالات العمل العربي المشترك والعلوم الإنسانية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الأجنبية إلى المكتبات الوطنية والمركزية الجامعية في الدول العربية التي تضررت مجموعاتها ومقتنياتها بسبب النزاعات وأعمال الإرهاب والتخريب ومن هذه المكتبات ما يلي: المكتبة المركزية في جامعة الموصل بجمهورية العراق، ومكتبة السلطانية بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت بالجمهورية اليمنية وإلى المكتبة الوطنية بمدينة عدن بالجمهورية اليمنية، والمكتبة الوطنية في جمهورية الصومال الفيدرالية، وفي ضوء السياسات المتبعة بمكتبة الأمانة العامة العريقة التي تم تأسيسها في خمسينيات القرن الماضي بموجب قرار من مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري دأبت المكتبة على تنظيم معرض دوري للكتاب بمقرها على مدار السنوات الماضية وفتح أبوابه لجميع موظفي الأمانة العامة لاقتناء مطبوعات من الكتب والمراجع العربية والأجنبية ذات النسخ المكررة في المجالات القيمة المعلوماتية والثقافية والمعرفية والعلمية بهدف الإستفادة من مخزونها المعلوماتي والمعرفي مما يعزز من قدرات الموظفين التثقيفية والتاريخية.
إن الزائر لهذا المعرض يدرك أهمية الكتاب في التسجيل والتدوين والحفاظ على الآراء والتوجهات التي تخدم الأمة، وتسجيل الإنجازات وإلقاء الضوء على الصعاب والعقبات في آراء مدروسة يبديها العلماء والباحثون والدراسون تخلق التواصل بين الأجيال، والحمد لله أن هذه المكتبة ضمت العديد من الدراسات باللغات الحية والتي من شأنها أن تضيف للباحثين والدارسين معلومات موثقة مبنية على تحليل ودراسة لواقع التطورات العربية والعالمية والإنسانية عمومًا، إن ما لمسناه من جهود طيبة في الحفاظ على هذه الكنوز يجعلنا ندعو المؤلفين والباحثين بإيداع دراساتهم وبحوثهم عند الانتهاء منها لمكتبة الجامعة العربية فهي خير من يحافظ على هذه الكنوز النادرة والتي أصبحت اليوم تواجه التحدي، وأعتقد أن مكتبة جامعة الدول العربية ستأخذ بعين الاعتبار تطورات تقنية المعلومات بحيث تواكب تطورات العلم في تسجيل الكتب إلكترونيًا لكي يستفيد منها الباحثون في دراساتهم عن بُعد.
وهذا في ظني لا يغني عن إثراء مكتباتنا بالمراجع والكتب، وأدعو أصدقاءنا ومعارفنا أصحاب إصدارات الكتب إرسال نسخ منها إلى مكتبة الجامعة العربية والتي أعلم مدى الحرص على هذه الأمانة وهم بدورهم يرسلوا رسائل شكر وتقدير للمؤلفين دعمًا لهم وتجاوبًا مع الإبداع والعطاء الثقافي والعلمي والأدبي والسياسي والاقتصادي.
نعم يواجه الكتاب التحدي كغيره من وسائل التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية ولكن بالتأكيد لكل أداة ووسيلة تميزها وقدرتها على الصمود في وجه التحدي.