_aicw9s8a.jpg)
أطفالنا زينة الحياة، وبهم تتحقق الآمال والأحلام المستقبلية التي ارتسمت في أذهان الوالدين، منذ أول يوم يولدون فيه فإن الآباء والأمهات يرسمون أحلامهم حول أطفالهم، فيكبر الأطفال وسط بيئة تربوية حريصة وسط مخاوف الوالدين، والحب والاهتمام والعناية والرعاية، ولكن البعض من الأهل يبدأ في زرع الحذر والخوف في نفوس أطفالهم فيشكلونهم بصورة تشبههم، ويرغبون بأن يكونوا نسخة منهم، لذلك نرى التعثر لدى الطفل في أولى الخطوات الحياتية، والتردد في التعامل والتصرف مع المواقف العابرة، بل نلاحظ الحذر المبالغ فيه، وهذا شيء طبيعي، أو تصرف بديهي من إنسان نشأ على التدقيق والتحذير منذ نعومة أظفاره.
0 seconds of 0 secondsVolume 0%
تحميل الإعلان
أعتقد أن بعض الوالدين قد منعوا وحرموا أطفالهم من أعظم منح الحياة، ألا وهي التجربة والخطأ، لا أقول بإهمال أطفالنا والزج بهم في الأخطار، ولكنني أركز على منحهم مساحة للتفكير والقرار والتعلم، أحياناً خير وسيلة للتعليم هي بطريقة التفكير بالمشكلة وكيفية التعامل معها، إن التحذير والتهويل والتخويف للأطفال، سوف يؤثر فيهم في التقدم، فيركنون للسكون والتجمد وعدم المبادرة أو الفاعلية، كما يقول المثل الياباني: «لا تخشَ التقدم ببطء، وإنما احذر الوقوف بلا حراك».
مع الأسف هناك الكثير من الخبرات الحياتية التي تضيع على الأطفال، ولكن لا يدركونها إلا في وقت متأخر من حياتهم، لذلك لماذا لا نترك للطفل حرية الإبداع منذ طفولته وممارسة ما يحبه، يحب ألّا نضغط عليهم، لا ندري فقد يبدع البعض في العلوم أو الرياضيات أو حتى في مهارة القراءة والكتابة والفنون اليدوية، أو بعض الرياضات، إن وجود أهل داعمين لأطفالهم وعلى درجة عالية من الوعي سوف يشكل فارقاً معهم في موضوع الإبداع، لهذا من الطبيعي أن الطفل المبدع الذي يكبر في بيئة صحية سليمة سوف يحقق الكثير من الإنجازات العلمية والعملية في المستقبل، لذلك يحتاج أطفالنا إلى الدعم والمساعدة والإيمان بقدراتهم ومساحة من الحرية حتى نصل بهم إلى أعلى مستوى من الإبداع يمكنهم أن يصلوا إليه، ونسعى بأن نحسّن من البيئة بحيث لا تكون سبباً لإعاقتهم أو الوقوف ضد إبداعاتهم، لمنحهم مزيداً من الحرية والثقة ليمارسوا إبداعاتهم.