رغم قصر عمر الصالون الثقافي العربي في برلين (الديوان) فقد أصبح قصة نجاح، جديرة أن تحكى وأن تكون مثالاً يحتذى
شاءت الظروف أن أعيشها عن قرب بما يسمح لي بحكايتها
وفي ذهني ما تقوم به المراكز الثقافية في العالم من أدوار للتعريف بثقافات الأمم ونشر لغاتها لتكون دبلوماسية ثقافية داعمة لدبلوماسيتها العامة خدمة لمصالحها.
في منتصف العام الماضي حضرت توقيع كتابي (على قدر أهل العزم) بالألمانية التي تمت بمبادرة من سعادة السفير الصديق عبدالله بن محمد بن سعود سفير الدولة في برلين، وقد تم التوقيع في المركز الثقافي القطري (الديوان) في برلين، وقد حكيت لكم مسبقاً قصة المبنى التاريخي الذي اشترته قطر ليكون مقراً للسفارة ثم حولته ليكون مركزاً ثقافياً.

وفي هذا العام وبنفس المبادرة تم ترجمة كتابي (جسور لا أسوار) الى الألمانية
وقد دعيت للتوقيع في مناسبة هي الأولى من نوعها وهي تنظيم المركز لأول معرض للكتاب العربي شاركت فيه أكثر من مئة دار نشر وبكتب منتقاة، وكان حدثاً ثقافياً مدوياً ونقلة نوعية في نشاطات المركز،
وحضر الافتتاح السفراء العرب ومسؤلين المان وحشد كبير من المثقفين العرب والألمان وصاحبَه ندوات وتوقيع كتب ومناقشات لهذه الكتب، وقد حظي توقيع ومناقشة محتواه بالندوة الأولى بعد الافتتاح، مما أعطاه زخماً من الحضور والمشاركة..
ومن المبادرات الجديرة بالثناء والتي سيكون لها تأثيرها المستقبلي لتقديم الكتاب العربي للألمان ذلك الاتفاق بين المركز ودار LIT الألمانية لترجمة ونشر الكتب العربية بالألمانية،

وكم كان سروري كبيراً بأن يكون كتابي (جسور لا أسوار) هو الثمرة الأولى لهذا الاتفاق. وقد التقيت بالمسؤولين في LIT وكانوا في منتهى السرور من عنوان الكتاب (جسور لا أسوار) ليكون باكورة التعاون، وليكون هذا التعاون جسراً للمعرفة.
كل الشكر لسعادة السفير وللعاملين في المركز العربي الثقافي (الديوان) في برلين على جهودهم لتحويل هذا المركز إلى صرح ثقافي وجسراً للتواصل بين الثقافتين العربية والألمانية، وليكون نموذجاً يحتذى في أماكن أخرى من العالم..