ذكرت من قبل بعض العقد النفسية المؤلمة  التي تترسخ في نفسية الطفل وتؤثر على مستقبله بطريقة سلبية  واليوم سأكمل ما تبقى منها حتى يتجنب الآباء أومن يربي هؤلاء الأطفال الضرب القاسي أو التحرش الجنسي أو تحقيرهم بالسب ونعتهم بصفات سيئة فتتشوه نظرتهم لأنفسهم ولحياتهم وما يترتب عليها من شقاء نفسي مؤلم لهم ولمن يعيش معهم ٤:تكرار الضحية لمأساتها في حياتها :
 عندما يتعرض الطفل لسوء المعاملة والتعذيب تظل تلك المشاعر الأليمة في عقله الباطن فيحاول تعويضها بعلاقات عاطفية للوصول إلى الدفء والحنان لكنه لا شعورياً يكرر مأساته مرة أخرى .
يقول الدكتور" براد شو" أن السبب في تكرار الضحية مأساتها التي عانت منها يعود إلى أن المشاعر المتألمة بسبب عدم إشباعها في نفس الضحية.. تظل قابعة في العقل الباطن .. ولأنها لا تزول إلا بالعلاج ..فأن الضحية تتصرف بروح الطفلة الصغيرة المحرومة.. وهذا الأمر لا يجعلها تحصل على ما تتمناه.
إن العواطف طاقة وهي الأساس في شخصية الأنسان ..هذه الطاقة الغاضبة تدفعنا لكي ندافع عن أنفسنا عند الغضب.. لكن عندما يكون الأنسان طفلاً أمام شخص بالغ فإنه يشعر بالخوف من المواجهة ..فلا يظهر غضبه وبذلك لا يستطيع الدفاع عن نفسه وتظل طاقة الخوف والغضب كامنة في أعماقه دون أن يعبر عنها ..لذلك يظل ذلك الموقف المؤلم في أعماق الطفل حتى يكبر ..فتتجمد تلك الطاقة السلبية  ..وتعبر عنها الضحية بأسلوب مبالغ فيه أو غير حكيم. .
ويطرح  مثال على ذلك من خلال امرأة تدعى "ماجي" كان والدها سكيراً وعنيفاً عندما يسكر إذ يعتدي على والدتها بالضرب وأقبح الشتائم. . منذ أن كانت في الرابعة من عمرها
كانت هذه الطفلة تواسي  أمها كل ليلة ..وتنام على رؤيتها ترتعش وتئن من الألم وهي تضمها .. وكان هذا يرعب هذه الطفلة كثيرا وبسبب تكرار هذا الموقف كثيراً أمام عينيها لشخص عزيز عليها كثيراً أصبحت مثل والدتها   ضحية لهذا العنف الشديد المؤلم .
وظلت هذه المشاعر مكتومة في نفس هذه الطفلة لا تخبر بها أحد حتى كبرت وأصبحت امرأة ..فأخذت تبحث عمن يعطيها الحنان والاطمئنان بتفكير الطفلة الغير ناضج ..فوقعت فريسة لأشخاص سيئين وفشلت في الزواج مرتين واتخذت صديقات   قمن باستغلالها. .أما عملها فكان يدور حول الاهتمام بالنساء اللواتي تعرضن للعنف وعلاجهن ..أصبحت هي تهتم بالآخرين بدل أن يهتموا بها.. أي أنها كررت ما عانت  منه أمها مرة أخرى .
قد تقوم الضحية أحياناً بمعاقبة نفسها بإن تعامل نفسها مثلما كان يعاقبها من يربيها سواء كان أمها أو أبيها أو من يرعاها ..
أحد مرضى الدكتور "براد شو" كان يتحدث مع نفسه بسخرية واستهزاء قائلاً:
"أنت يا أبله.. كيف تكون غبياً هكذا "لإن والدته تقول له ذلك عندما كان يخطأ. وأحياناً يضرب وجهه عندما يخطأ مثلم كانت تعامه والدته في طفولته عندما يخطأ.. أي المشاعر التي لم يعبر عنها في الماضي يحولها ضد نفسه
أحد مرضى الدكتور براد شو كان يشعر بغضب شديد نحو والدته ..لأنها لا تدعه يقوم بما يحتاجه في البيت بنفسه...إذ تتدخل وتقوم بخدمته.. وتكرر ذلك طوال تواجده في البيت ..وكان هذا الأمر يضايقه كثيراً خصوصاً عندما كبر وأصبح رجلاً وكانت في داخله شحنة غضب شديدة  تخرج منه على شكل عبارات سخرية   يوجهها  إلى نفسه

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة