دأبَ الحرس الوطني لمملكة البحرين على إصدار الكتب التي تسجل بكل فخر الإنجازات الوطنية في ميادين مختلفة ومن بينها الشخصيات التي يفخر بها الوطن العزيز سيرة طيبة وإنجازات تسطر بأحرف من نور تشمل شخصيات أعطت ولازالت تعطي لخير هذا الوطن العزيز وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي، وقد صدر مؤخراً كتاب بعنوان «محمد بن عيسى بن سلمان عطاء ممتد في خدمة الوطن»، والكتاب «يوثق السيرة العطرة للفريق أول ركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني من خلال مجموعة كبيرة من الصور التي توثق الحياة المختلفة لسموه في جوانبها الشخصية والاجتماعية والإنسانية والعسكرية والرياضية».
ويتناول الكتاب القيم «العلاقة الوثيقة لسموه بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه والتي تحمل في طياتها الكثير من معاني الأخوة الممزوجة بالود والمحبة والتقدير».
والكتاب تناول سيرة سموه لتتأكد من خلاله شخصيته الفريدة بسماتها القيادية الفذة التي اتسمت بالعطاء اللامحدود لهذا الوطن الغالي ولمليكه المعظم حفظه الله ورعاه، إذ يستعرض بشكل دقيق وتفصيلي خصال سمو الشيخ محمد «فمنذ ولادته بمدينة الرفاع في 18 ديسمبر 1960م وذكراه الطيبة تلازمه بين أهله وأصدقائه، حيث عرف عنه الخلق الرفيع والتواضع الجم والبساطة في كل نواحي حياته، وكان مثله الأعلى في ذلك الأمير الراحل طيب الله ثراه، ويشهد له بذلك أهله وأصدقاؤه وجميع من رافقه في دربه ومشوار حياته». وقد تميز سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة منذ نشأته بشغفه بالرياضة وبرز حبه للعسكرية عندما تخرج من مرحلة الثانوية العامة من مدرسة بسويسرا فالتحق بكلية البحرية في مدينة دارفو بالمملكة المتحدة وتخرج منها عام 1980م والتحق بعدها بسلاح البحرية الملكي بقوة دفاع البحرين وتدرج في المناصب طوال 17 عامًا، «وهذا ما جعله موضع ثقة صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بتكليفه السامي بتأسيس صرح الحرس الوطني كقوة ثالثة لمملكة البحرين في السابع من يناير لعام 1997م.
وبقيادة سموه سطر الحرس الوطني فصولاً من الفداء والتضحية من خلال جاهزيته العالية وكفاءة ضباطه وأفراده في مختلف الواجبات الوطنية، ليكون ركيزة من ركائز الأمن والاستقرار في سبيل رفعة هذا الوطن ونهضة مسيرته في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه. والكتاب يتكلم عن النشأة وتربيته في كنف الأسرة الخليفية الكريمة وعلاقته بوالده صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الأمير الراحل طيب الله ثراه، وكذلك علاقته بأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وعلاقته بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه. وكل ذلك بالصور التاريخية التي سجلت صفحات من نور إنجازات كبيرة لهذا الوطن العزيز وقيادته الحكيمة الرشيدة، وكذلك مواقف سمو الشيخ محمد المشرفة من تطور ونشوء قوة دفاع البحرين، وعلاقة سموه بصاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين وكون قوة دفاع البحرين تربطها بالأشقاء والأصدقاء علاقات وثيقة خصوصًا في المجال العسكري، فقد توثقت علاقة سموه بأفرع القوات المسلحة كالبحرية التي بدأها سموه في سلاح البحرية الملكي ثم مسيرة سموه في الحرس الوطني وكانت له أيادٍ بيضاء في التطوير والبناء والعلاقات الإقليمية والدولية. كما شهد سموه تمارين عسكرية مختلفة ومن بينها تمرين للفريق الركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى قائد الحرس الملكي عام 2009م، وتمرين للعقيد الركن سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة قائد قوة الحرس الملكي الخاصة 2009م.
وكان سموه الحريص على المتابعة الميدانية ومنها تفقد سموه لوحدات الحرس الوطني في أثناء تأديتهم للواجب في تقاطع الفاروق عام 2011م، كما حرص سموه على تفقد التمرين المشترك بين الأجهزة الأمنية. وكان سموه الحريص على رعاية حفل تخريج دورة السرايا عام 2013م، وحفل تخريج دورة الصاعقة عام 2015م. وكانت لسموه زيارات عمل ميدانية وأخوية لجمهورية باكستان الإسلامية الصديقة وبعض الدول الشقيقة، ونال سموه العديد من الأوسمة العسكرية. وكان سموه الحريص على الشراكة المجتمعية وحبه للرياضة، فقد كان ولا يزال سموه يهتم بأدوار الشراكة في المجال الاجتماعي والثقافي والصحي، ويتمثل ذلك في دعم المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية إيماناً بدورها النبيل في مد يد العون والمساعدة من خلال مشاريعها المختلفة داخل وخارج مملكة البحرين. كما يوجه سموه منتسبي الحرس الوطني لإقامة حملة سنوية للتبرع بالدم للمساهمة بشكل إنساني في بنك الدم الوطني.
وقد بنى سموه على نفقته الشخصية جامعاً بمدينة خليفة الإسكانية عام 2020م كما رعى سموه المهرجان التراثي «دار العز» لعدة سنوات، وكانت لسموه لقاءات كثيرة على سبيل المثال حين التقى بسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وجلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وكان سموه الداعم للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك بدءاً من التصويت على ميثاق العمل الوطني عام 2002م، وكذلك التصويت على الانتخابات النيابية والبلدية، وكان سموه داعماً لأعمال الحكومة برئاسة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، كما كانت لسموه لقاءات مع صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لدى زيارته لمملكة البحرين، ولقاء مع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد إمارة دبي، ويختتم الكتاب التسجيلي الوثائقي القيم بالقول: «إن شخصية سموه الاستثنائية تعكس أصالة التربية والتعليم الذين تلقاهما في كنف والده صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه مما حدا بصفاته القيادية النبيلة أن تكون خير قدوة للأجيال القادمة ومثالاً يحتذى به في العمل والإخلاص والتفاني، ونموذجاً للمواطن الصالح الذي أفنى مسيرة حياته خدمة لوطنه، وتعزيزاً لقدراته الأمنية من أجل حفظ أمنه وسلامته».
إن الكتاب الذي ألّفه الفريق الركن الشيخ عبدالعزيز بن سعود آل خليفة من أبناء الحرس الوطني مدير أركان الحرس الوطني مدعاة فخر لتسجيل تاريخ من قواتنا المسلحة العزيزة علينا كمواطنين نشعر بحرصهم على أمن واستقرار وطننا الغالي مملكة البحرين والشكر موصول للمساعدين في إعداد وتجميع المواد والترجمة السيد عبدالله مصطفى الهامي وخالد عنبر الذوادي...
ونختم بما ورد في نهاية الكتاب من أبيات شعر وفاءً وعرفانًا لسموه حفظه الله
ساس المرجلة والعزوم الأبية
راعي الشهامة والعز والمجد والطيب
بوعيسى صقر الحرس في كل ميدان
عسى ربي يديمه للدار الخليفية