إستمرارا لمنهجه في إدارة البلاد القائم على الهدوء والوضوح والقوة، كان رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني قد مثل العراق خير تمثيل في مؤتمر القاهرة للسلام، ولأنه بنى سياسة خارجية مستقلة ومتعاونة مع الجميع تمكن السوداني أن يكون الأكثر مصداقية في طروحاته سواء بوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بشكل مباشر وانتقاد تهاونه مع جرائم الكيان الغاصب ضد الشعب الفلسطيني أو فيما يتعلق بخارطة الطريق الواضحة التي قدمها لإحلال السلام في المنطقة.
إدانة رئيس الوزراء الواضحة لجرائم الكيان الغاصب كانت تختلف عن الادانات المكررة لأنها كانت مرفقة بتوجيه الاتهام المباشر للازدواجية الدولية بقوله إن "غزة اليوم تشكل امتحاناً جديداً للنظام العالميّ الذي فشل مرات عدة في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية وكانت ومازالت فلسطين شاهداً حياً على هذا الفشل".
كما بين السوداني إن حل القضية الفلسطينية يكون بـ"وقف تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها" والعودة الى القرارات الدولية وتفعيلها او تنفيذ المهمل منها، ووجه السوداني ضربة قوية الى كل الحكومات التي تستغل القضية الفلسطينية وتحاول الحصول على دعم غربي عبر تقديم تنازلات تتعلق بالفلسطينيين وبالمساومة على حقوقهم عندما قال " ليس من حق أحد أن يتصالح وأن يتنازل أو أن يتبرّع نيابةً عن الشعب الفلسطيني فالفلسطينيون هم أصحاب الأرض والقضية".
قدم السوداني رؤية متكاملة تبدأ بوقف فوري لاطلاق النار وفتح الممرات لوصول المساعدات وبدء حوارات تبادل الاسرى، مؤكدا ان ما يجري في غزة اليوم هو جزء من تاريخ طويل للمظلومية وبسعة فلسطين كلها ولا تقتصر على غزة فقط وإن الحل لا يكون بالتركيز على رقعة معينة في وقت محدد، بل بحل شامل لتحقيق سلام دائم عبر الاعتراف بالحق الفلسطيني.
أثبت منهج الهدوء الواضح الشجاع الذي يتبناه السوداني نجاحه مرة أخرى كما فعل في أزمات أخرى، وخاصة ما يتعلق منها بأوضاع كركوك او المشاكل المتوارثة بين بغداد وأربيل التي وضعها السوداني على مسار الحل القريب، وهذه النجاحات تستدعي من الاطار التنسيقي وتحالف ادارة الدولة ومن كل الوطنيين العراقيين الصادقين، أن يستمروا بدعم رئيس الوزراء ليقود البلاد الى بر الأمان والاستقرار والرفاه، خاصة وإنه حريص على إستشارة الشركاء السياسيين كلهم والحوار معهم لتكون خطواته وقراراته محل إجماع وطني دائما.