اقتربت ساعة الجد، فخلال أسابيع قليلة سيجتمع العالم بقياداته ومؤسساته على أرض دبي، من أجل تحقيق هدف واحد، هو إنقاذ كوكب الأرض.
لا شك في أن جاهزية «دانة الدنيا» وحالة الاستنفار التي تعمّ أرجاء الإمارات من أجل تنظيم حدث استثنائي تدفعنا للتفاؤل، ويزيد ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً عن تفاعل عدّة دول عربية، وعزمها إطلاق مبادرات مناخية خلال مشاركتها في القمة، وهو ما يعني اتساع رقعة الاهتمام في بلادنا بهذه القضية المصيرية، وتحرّك مؤسساتنا الرسمية لمعالجة آثارها السلبية.
قد يتساءل البعض: لماذا التحرك العربي مهم؟
في محاولتنا للإجابة عن هذا السؤال نشير أولاً إلى أن إسهام الدول العربية لا يتجاوز 5% من إجمالي الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة،
وعلى الرغم من ذلك فإن المنطقة العربية تأتي بين أكثر المناطق تأثراً بتغيرات المناخ حسب تقارير ودراسات متعددة، لعل أخطرها التقرير الذي أصدرته قبل نحو عامين المنظمة الدولية «غرينبيس» تحت عنوان «على حافة الهاوية»، حيث يعدد النتائج الكارثية المترتبة على تنامي ظاهرة التغيرات المناخية في أكثر من بلد عربي.
وفق التقرير، فإن الدول التي تقع على سواحل البحار والمحيطات هي الأكثر تأثراً بتداعيات التغيُّر المناخي، حيث تقع في دائرة الخطر حال ارتفاع مستويات البحار متراً واحداً، الأمر الذي ينذر بتهجير ملايين من سكان السواحل.
وأما على صعيد الانعكاسات الاقتصادية والمالية، يطرح التقرير لبنان نموذجاً، حيث يتكبد اقتصاده خسائر تتجاوز 80 مليار دولار حتى عام 2040 استناداً إلى نتائج دراسة أطلقتها وزارة البيئة اللبنانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويتوقع التقرير زيادة شح المياه مع خطر انخفاض إنتاج الغذاء بنسبة 50%.
ويقدّم مثالاً المغرب، الذي شهد ندرة في تساقط المطر خلال السنوات الأخيرة، محذراً من مواجهته ظروفاً قاسية من الجفاف الزائد، وزيادة متوسط درجات الحرارة السنوية في العقود المقبلة من القرن الجاري.
الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد لفت العلماء الانتباه إلى أن الكثير من دول المنطقة تشهد ارتفاع درجة الحرارة بمعدل متسارع يصل إلى 0.4 درجة مئوية لكل عقد منذ ثمانينيات القرن العشرين، وهو ما يعادل ضعف المعدل العالمي.
من أجل ذلك تتجه أنظارنا نهاية هذا الشهر نحو «إكسبو دبي»، تحدونا آمال كبيرة في نجاح «COP28» لوضع خريطة طريق واضحة المعالم تعيد السكينة والطمأنينة إلى البشرية كلها، وتضع حدّاً للمخاوف المتزايدة من انقراض الكائنات ونهاية أشكال الحياة كافة على سطح الكوكب.