آخبار عاجل

نحن دُعاة أمن وسلام.. بقلم السفير: خليل الذوادي

24 - 11 - 2023 11:07 75

ملفاتنا كثيرة بقدر القضايا المشتركة سياسيًا، اقتصاديًا، ثقافيًا، اجتماعيًا، رياضيًا، وقضايا تُفرض علينا شئنا أم أبينا، ونحن ولله الحمد أوجدنا المؤسسات والهيئات والوزارات والمجالس التشريعية للنظر في كل ما يواجهنا حاضرًا وما نتوقعه مستقبلاً، وهذا حق مشروع يجب المحافظة عليه وتنميته لما يعود علينا جميعًا بالخير كدول أشقاء أو أصدقاء أوفياء، وهذا يتم من خلال الخبرات والتجارب والدراسة والبحث العلمي والاجتهاد النظري والعملي في ميادين المعرفة والعلم النافع، دستورنا السماوي القرآن الكريم وشريعتنا السنة النبوية المطهرة وتاريخ إسلامي ناصع عندما نتمسك بالقيم السماوية السمحة التي تنشر الخير وتعلي من شأن الإنسان وتحافظ على الممتلكات والأرواح وتنشر الخير وتعمل بالمعروف وتنهي عن المنكر والبغي والعدوان بلادنا استقطبت أجيالاً ومللاً ونحلاً وظل الخير في بلادنا يناله من يأتي إلينا طلبًا للعيش الكريم، والاحتماء بما يحفظ الأمن والأمان طبقًا للقيم السامية التي آمنا بها وعملنا على تطبيقها، هذه أخلاقنا وصفاتنا ومساعينا لعمل الخير وبناء الأوطان وتحصينها من عوادي الزمن. كان الأجداد والآباء رجال حكمة ورجاحة عقل رغم أن علومهم كانت بسيطة لكنهم بفطرتهم آمنوا بأن الجهد المبذول والاستعانة بخبرة الآخرين تضيف لهم جديدًا فيما يعرفونه من علوم الحياة. 

كان البحر وسيلة تنقلهم إلى الآخرين من خلال السفن التي عملوا على صناعتها أو تلك التي تأتيهم من بلاد أخرى، كشبه القارة الهندية وبعض دول أفريقيا وفي أزمان سحيقة كانت سفن البرتغال تجوب البحار إلى مناطقنا ومناطق سوانا وتركوا آثارًا استطعنا من خلال بعض المتخصصين أن نلمّ بتلك الحضارات التي جاءت إلينا، وعندما تصفحنا الكتب المقررة علينا وتوسع البعض منا في قراءة التاريخ وجدنا أننا ورثة حضارة عريقة اسمها ديلمون ترتبط بحضارة وادي الرافدين آشور وبابل ولها أيضًا صلات فيما بعد بالفينيقيين وتجارة وتبادل منافع مع حضارة وادي النيل، والأختام الفرعونية كانت شواهدها ماثلة في المقابر الضخمة العائلية في مقابر ديلمون دليل التواصل الحضاري وتبادل السلع، فالأختام كانت بها علامات تدل على صاحب الصنعة وأشكالها تميزها عن سواها من حضارة ديلمون ووادي الرافدين، ثم جاءت حضارة تايلوس ومرحلة الإسكندر الأكبر ليتم من خلال العملة التي عثر عليها في المقابر ما يشهد على ذلك إضافة إلى طريقة الدفن للموتى، ومتحف البحرين الوطني شاهد على مثل هذه الآثار، كما يمتاز بوجود نموذج من المقابر الجماعية والتي هي من أندر المقابر والتي وجد مثيلاً لها في بعض حضارات وادي السند، وجميل أن يضم متحف البحرين الوطني نموذج من تلك المقابر المتشابكة في هندسة نادرة تدل على ما وصلت إليه تلك الحضارات من تميز جعلها اليوم محط أنظار الدارسين والباحثين.     

سنظل بعون الله سبحانه وتعالى وبفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه حافظين لإنجازات هذا الوطن في ميادين مختلفة ونهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ورياضية ومؤمنين بدورنا الفاعل والإيجابي مع أشقائنا دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ممثلاً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض وأشقائنا العرب من خلال جامعة الدول العربية بالقاهرة والأصدقاء من الدول الإسلامية بمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة ومملكة البحرين تُقدّر أيضًا اتفاقياتها وعلاقاتها بالدول الصديقة التي تمد يدها لكل عمل خير يدعم العلاقات في مختلف المجالات وباحترام وتقدير إيمانًا بدور مملكة البحرين في التقارب الإنساني والانفتاح على الحضارات والثقافات والمعتقدات بما يحفظ الأمن والأمان ويزيد من تلاحم الشعوب المحبة للخير والساعية إلى كل عمل جميل تظلله المحبة والأمن والسلام، فقد فطرنا نحن أبناء مملكة البحرين على مدّ يد العون لكل من يأتي إلينا وينقل خبرته وتجربته فيما يفيد بلدنا ومواطنينا، وينشر الخير في ربوعنا في عمل مشترك وهدف واحد نجمع عليه. 

إننا في هذا العالم المتغير شهدنا الكثير من المآسي ومنها إراقة الدماء الزكية والتشرد والتهجير والحرمان من قلوب لا ترحم وتتشفى في عذاب الآخرين وتُسيء إليهم بما تملك من قوى البطش والتنكيل لا فرق بين ذكر وأنثى وطفل وشيخ مسن، ودعاؤنا لهم أبناء غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة بالرحمة وللشهداء منهم جنات النعيم. 

 إن العالم اليوم مطلوب منه أن يقف وقفة إنسانية تراعي الحقوق والواجبات وتؤكد على حق الإنسان بالعيش في وطنه آمنًا مستقرًا يُسهم في بناء الأوطان ويؤسّس للأعمال الخيرية التي تفيد الأوطان والشعوب وترسي الأمن والاستقرار والسلام. 

سنظل نسعى بما نستطيع من أجل الخير والبناء فقد فطرنا وتربينا على حب الخير لنا وللآخرين ومدّ اليد والعون لكل محتاج، فعقيدتنا السمحة غرست في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا حبّ الخير لنا وللآخرين شركائنا في الوطن وشركائنا في الإنسانية. 

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved