بقلبٍ جسور، ونفسٍ مُشرقة بالآمال، وعزيمةٍ لا تقبل التردد يطالعنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالكثير من المبادرات النوعية التي تصنع الحياة، وتعيد بعث الحياة السالفة لمجد العرب، فهو واحد من صُنّاع القرار الذين يحملون هموم هذه الأمة، ويعملون بكل عزيمة وإصرار على استعادة مجدها التليد الذي أضاء العالم لثمانية قرون كانت فيها الحضارة العربية الإسلامية هي سيدة الحضارات، وهي المُلهِم لكلّ من يتوق إلى اللحاق بركب التقدم والتحضّر، قبل أن تأفل شمسها وتدخل دورة الكسل الحضاري وتقف متفرجة على الإنجازات الكبرى التي يتم إنتاجها خارج العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص.
في هذا السياق من الاهتمام الصادق بالإنسان العربي المبدع، وقبل سنة من هذا التاريخ أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن إطلاق مبادرة «نوابغ العرب» لتكريم العقول العربية المبدعة في مجالات متخصصة تتجلى فيها الموهبة العربية لتكون هذه الجائزة الثمينة هي «نوبل العرب» تكريمًا لهذا الإنسان العربي الذي يبحث عن ذاته الحضارية التي فقدت بوصلتها الحضارية في القرون المتأخرة على وجه التحديد، وأوشكت أن تكون عالة على منتجات العقل الغربي والشرقي الذي يستجمع قوته الكبرى في سبيل تسيير الحضارة، وصكّ بصمته الخاصة التي تضمن شهوده الحضاري وعمق فاعليته وتأثيره.
لقد تنبّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ومنذ بواكير شبابه إلى الثغرة العميقة في شخصية الإنسان العربي، والخسائر التي مُني بها بعد فترة من الاستعمار سلبته ذاتيته المبدعة، فانطلق برؤية ثاقبة نحو إعادة توطين المجد العربي في كل مجالات الحياة، ابتداءً من استعادة الخيل العربية الأصيلة التي تغرّبت عن بلادها وليس انتهاء بمسبار الفضاء الذي يجسّد قوة الإرادة وصلابة الرؤية في المضي قُدُمًا لتحقيق آمال مؤسسي الدولة من رجالها الكبار الذين زرعوا هذه الغِراس الطيبة لكي تؤتي أُكُلَها في الوقت المناسب، وها هو صاحب السمو يعلن على حسابه في إنستغرام اسم أوّل الفائزين بهذه الجائزة الفخمة وهو الدكتور هاني نجم من المملكة العربية السعودية الشقيقة الذي سجّل إنجازاتٍ فريدة تكتب بماء الذهب في واحدٍ من أرقى التخصصات الإنسانية هو تخصّص الطب، حيث يعمل هذا النابغة العربي رئيسًا لقسم جراحة القلب للأطفال والبالغين في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتعبيرًا عن غبطته الصادقة بهذا الإنجاز العلمي الكبير لنابغة من نوابغ العرب، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمة على حسابه في إنستغرام يفوح منها عطر المجد والفخر استعاد فيها أجواء التصميم الذي دشّنه قبل عام حيث قال: «أطلقنا قبل عام مبادرة» نوابغ العرب «بهدف تكريم العلماء العرب، والاحتفاء بالعقول العربية، وتحفيز المبدعين العرب في قطاعات كالطب والهندسة والاقتصاد والأدب والفنون وغيرها، فكما يحتفي العالَم بالعلماء في جائزة نوبل نحتفي بالعلماء العرب في هذه الجائزة لتكون نوبل العرب»، ومن يدقّق النظر في كلمات صاحب السمو يلحظ مدى التصميم في كلام صاحب السمو، فهو يكرر الفكرة في ألفاظ مختلفة «التكريم، الاحتفاء، التحفيز» في إشارة من سموه إلى عمق إحساسه بهذه القضية التي تعني له الكثير ضمن رؤيته الشاملة لتجديد الوعي، وإلى الأصالة الذاتية في النهوض بهذا المشروع الحضاري الكبير الذي يستنقذ الشخصية العربية ويعيد لها أَلَقها العلمي المتميز برعاية كريمة من أصحاب القرار وقادة الدولة.
وبمشاعر الفخر والاعتزاز أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن أول الفائزين بهذه الجائزة العلمية المرموقة حيث استأنف حديثه قائلاً: «واليوم نُعلن أوّل الفائزين في جائزة «نوابغ العرب» في مجال الطب وهو الدكتور هاني نجم من المملكة العربية السعودية رئيس قسم جراحة القلب للأطفال والبالغين بمستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، والذي تخصص في الجراحة القلبية للأطفال والكبار واستحدث ممارسات جراحية مبتكرة واستثنائية عبر 10 آلاف عملية قلبٍ أجراها» فهذا الاحتفاء بنابغة عربي من خارج الإمارات يشهد بمصداقية هذه الجائزة التي توسّعت جغرافيّتها لتشمل كلّ ناطقٍ بالضاد من هذه الأمة الماجدة، فهي جائزة معنيّة بالإبداع والتميز وليس لديها سوى معايير التفوق والريادة لضمان نزاهتها ومسيرتها العلمية الرصينة.
ثم توجّه صاحب السمو بالتهنئة القلبية للطبيب هاني نجم الذي رفع رأس العرب عاليًا بإنجازاته الطبية الباهرة التي تشهد له بالكفاءة النادرة، فختم هذه التدوينة بهذه الكلمات التي تفيض بالتقدير والفخر حيث قال سموه: «كلّ التوفيق للدكتور هاني نجم ولجميع الأطباء العرب المتميزين الذين يُسهمون في تطوير المعرفة الطبية، ويُسهمون في تخفيف آلام البشر، ويبتكرون ويبدعون ويمهّدون طُرقًا جديدة لمن يأتي بعدهم» لتكون هذه الخاتمة الثمينة تكريمًا معنويًّا من لدن صاحب السمو لهذا الطبيب المتميز، والذي أشرقت أسارير وجهه حين تم إبلاغه بتحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وتهنئته القلبية الخالصة، ثم تمّ إخباره بفوزه بهذه الجائزة الكبيرة في مبناها ومعناها، لتظلّ مسيرة التقدم في طريقها الذي خطّه سموه، وليظلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حادي الركب الذي يحدو للعرب ويترنم بترانيم مجدهم، ويذكّرهم بأنّ لهم مجدًا عظيمًا لا يجوز لهم أن يخذلوه أو يتخلّوا عنه، ولتظلّ دولة الإمارات العربية المتحدة واحة أمن وسلام وخير وإبداع.