ممثل ظهر في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية المصرية. لكن أغلب الناس لا يعرفون أنه ممثل ومطرب وملحن عراقي كردي، وأنه بدأ مشواره الفني من خلال الملاهي الليلية في بيروت قبل أن يأتي إلى القاهرة في عام 1963 للالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى، ويتعرف فيه على زوجته المصرية التي عاشت معه 29 عاماً وأنجب منها أولاده الثلاثة.
على إثر الصدمة التي تلقاها بوفاة زوجته سنة 1992، ترك مصر وعاد إلى العراق ليجد تجاهلاً وصدوداً، الأمر الذي دفعه للعودة مجدداً إلى مصر ليعيش فيها فترة قصيرة، عاد بعدها إلى العراق في نهاية التسعينات.
اسمه كنعان وصفي. ولد في الموصل في سبتمبر 1932، وتوفي في بغداد في أغسطس 2000، متأثراً بجلطة في الدماغ، نجمت عن الكآبة والحيرة والوحدة التي كابدها جراء ديون بقيمة 8 ملايين دينار قيدتها مصلحة الاتصالات العراقية عليه نظير مكالمات لم يجرها أصلاً لأنه لم يكن متواجداً في شقته بمجمع الصالحية، ناهيك عن أن المصلحة تجاهلت حججه وإثباتاته وألزمته بالدفع.
بدأ مشواره في عام 1948 رساماً لصور الفنانين ومصمماً لديكورات المسارح. وفي عام 1951 تلقى عرضاً من كازينو بطرس في بيروت لصاحبته نادية شمعون لتصميم ديكورات المسرح الصيفي للكازينو.
وكان الرجل يهوى ترديد أغاني عبد الوهاب أثناء عمله، فسمعته شمعون التي عرضت عليه العمل كمطرب لديها.
وقد ساهم هذا في بروزه كنجم غنائي محبوب، بدليل أن الملحن المصري علي إسماعيل لحن له في هذه الفترة أغنية «في سكون الليل»، ونصحه بالقدوم إلى مصر لمزيد من الشهرة.
المنعطف الأهم في حياته الغنائية حدث خلال العدوان الثلاثي على مصر حينما انضم إلى فايدة كامل وكارم محمود في تأدية الأغاني الوطنية مثل أغنية «بلادي بلادي». أما المنعطف الأهم في حياته السينمائية فقد كان في عام 1960 حينما اختاره المخرج حسام الدين مصطفى للوقوف أمام رشدي أباظة ومحمود المليجي وبرلنتي عبد الحميد في فيلم «صراع في الجبل»، وكان كنعان قبيل هذا الفيلم قد غدا معروفاً بسبب مشاركته في مسرحية الأرملة الطروب، وظهوره في فيلم تمر حنة (1956).
بسبب ملامحه وبنيته الجسمانية اختاره مخرجو السينما المصرية لتأدية أدوار الشر ضمن العصابات، أو أدوار الخواجات في أفلام الجاسوسية والتهريب، مثل دور الخواجة بترو في فيلم «هي والشياطين» (1969) ودور مستر جو في فيلم «المساجين الثلاثة» (1968)، ودور مارشيلو في فيلم «أخطر رجل في العالم» (1972). لكنهم أيضاً حبسوه في العديد من الأفلام البدوية والتاريخية.
فأدى مثلاً دور جندي روماني في فيلم «من عظماء الإسلام» (1970)، ودور عكرمة في فيلم «الشيماء» (1972)، ودور قائد مدينة عكا في فيلم «الناصر صلاح الدين» (1963)، ودور المغيرة بن شعبة في فيلم «القادسية» (1981)، ودور أحد رجال قبيلة عبس في فيلم «عنتر يغزو الصحراء» (1960). ومن أفلامه الأخرى: فيلم «وعادت الحياة» (1976) في دور رجل من رجال المعلمة المتخصصة في تدريب الأطفال على النشل.
وفيلم «لهيب الانتقام» (1993) في دور فتوح دياب أحد تجار المخدرات. وفيلم «الحب سنة 70» من إنتاج 1969 في دور عدنان، الشاب اللبناني الذي يأتي إلى القاهرة بحثاً عن فتاته المضيفة الجوية. وفيلم «الرغبة والضياع» (1973) في دور أحد الرجال الذين تصطادهم إحداهن لإشباع رغباتها.
غنى في استعراضات غنائية مع شريفة فاضل في أوبريت «مهر العروسة»، وأوبريت «حمدان وبهانة»، ومع هدى سلطان في أوبريت «وداد الغزية»، ومع آخرين في أوبريت «الشاطر حسن».
كما قدم ألحاناً لأكثر من 300 أغنية، وغنى له العديد من مطربي ومطربات العراق مثل فاضل عواد، أنوار عبد الوهاب، مائدة نزهة، ومثــّل بعض الأفلام العراقية مثل: «فتى الصحراء» (1991)، «الباحثون» (1978). هذا إضافة إلى ترؤوسه قسم الغناء والموسيقى في إذاعة وتلفزيون بغداد لبضع سنوات.