في الايام الاخيرة من كل سنة يعبر الناس في كل البلدان عن أمنياتهم التي يترقبون الحصول عليها في السنة الجديدة وقلوبهم مليئة بالرجاء ان تسعفهم الرحمة الالهية في تحقيق ما يصبون إليه.
سلة أمنيات العراقيين كبيرة في كل سنة لكن نادرا ما يتحقق منها الكثير بل في سنوات كثيرة كانت حصتهم من المصائب والآلام أكبر مما يتحقق من أمنيات تبدو مبررة لكثرة خيرات العراق وموارده من جهة ولتراكم المشاكل والاحزان من جهة أخرى، ولذلك صار هناك من يدعو للرضى بالقليل بل وبأقل منه.
لكن دائما يظهر ضوء ويبزغ أمل يرفع المعنويات ويحيي الآمال بتحقيق الأمنيات، وهو ما نشاهده هذه الايام بوجود حكومة تمتلك الارادة والعزم وتصدر عنها مبادرات وخطوات تدفعنا لرصد أمنيات العراقيين في السنة الجديدة.
ومن هذه الامنيات:
سياسيا: يتمنى العراقيون تثبيت الاستقرار وتوحد القوى والاحزاب لتحقيق التماسك الوطني والابتعاد عن الخلافات بما يؤدي الى تسريع اداء الحكومة ودعمها وتفعيل عمل البرلمان ليشرع القوانين المنتظرة ويمارس دوره الرقابي بمهنية وحياد وبلا تجاذبات طائفية وقومية وبنظرة مساواة عادلة لجميع العراقيين انسجاما مع الالتزام الانساني والشرعي والدستوري.
إجتماعيا: يتمنى العراقيون، في السنة الجديدة، تعزيز التعايش السلمي والتعايش بين جميع المكونات وتجنب العنف وتراجع الجريمة وان تمارس المنابر الدينية مزيدا من التوعية الانسانية والاجتماعية وتفليص انشغالها بالسياسة لتثبيت القيم الاخلاقية العليا بين الشبان وتمتين الروابط الاسرية للحد من حالات الطلاق والانحرافات والادمان على المخدرات، وتعزيز روابط الجوار والتعاون والمحبة بين ابناء المجتمع الواحد.
علميا وتعليميا: يتمنى العراقيون مزيدا من الاهتمام بالبيئة التعليمية خاصة الارتقاء بالابنية المدرسية والارتقاء بالتعليم الاهلي وايقاف انحداره نحو التكسب والمتاجرة لأن هذا النشئ الجديد هو من يدير حياتنا في كل مفاصلها مستقبلا وان تتوفر مزيد من العناية بالمدرسين والمعلمين وتطوير مهاراتهم، وان تعمل وزارة التعليم العالي على وضع خطة واضحة ومستقبلية طويلة الأمد لادارة وتنظيم التعليم وخاصة الاهلي للحفاظ على سمعة الجامعات العراقية والشهادة الاكاديمية العراقية المرموقة، لتخريج جيل يمتلك ادوات تخصصه وقادر على مواكبة العصر ولديه فرص واسعة للعمل.
حكوميا: ينتظر العراقيون مواصلة الحكومة تنفيذ برنامجها الخدمي الواضح وان تدعم كل مؤسسات الدولة وكل القوى السياسية خطوات رئيس الوزراء ذات الطابع الخدمي وان تكون مجالس المحافظات ذراعا قويا للتعاون مع الحكومة الاتحادية ورئيسها.
مع الاقليم: تتجه عيون الكثير من العراقيين متلهفة لحل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل لحل مشاكل رواتب موظفي الاقليم وحفظ كرامتهم وتعزيز وحدة العراق بما يؤدي الى خيبة كل المتربصين والمتصيدين في الماء العكر ممن يريدون استغلال مشكلة الرواتب لبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.
محاربة الفساد: ان ملاحقة كبار الفاسدين واخضاعهم لحكم القانون هي أمنية كل عراقي، فهذا إنفاذ للقانون وللعدالة وهو السبيل الوحيد لإستعادة ثقة المواطنين بالنظام السياسي وإستعادة ثقة ابنائنا بقيم الخير والعدل والصدق والامانة وإلا فإن المفسدين سيكونون هم من يفرضون قيمهم واخلاقهم على المجتمع العراقي.
وفي كل مناسبة يجب استذكار تضحيات شهداء العراق من كل المكونات والقوى والاجهزة الرسمية وندعو لأهلهم بالصبر والسلوان.